غذاء ومناخ

وجدت دراسة حديثة أن نحو 47.7% من أراضي الهند شهدت معدلات رطوبة في التربة متطرفة بصورة حادة، تتجاوز المتوسط التاريخي، بالزيادة والنقصان على حد سواء، خلال العام الماضي (2023).
وتعرضت مساحة تبلغ 1.57 مليون كيلومتر مربع، إلى معدلات رطوبة مرتفعة بصورة غير اعتيادية، ما يؤدي إلى زيادة مخاطر الفيضانات وتشبع المياه في المناطق الريفية والحضرية من البلاد.
وفي المقابل، شهدت نسبة 32.8% من إجمالي مساحة الأراضي في الهند انخفاض حاد في رطوبة التربة، ما يعني أن مساحة تبلغ 1.08 مليون كيلومتر مربع، باتت معرضة لإجهاد الجفاف.
وكشفت الدراسة، التي طالعتها منصة “غذاء ومناخ”، أن مثل هذه الظروف ربما تؤثر على الإنتاجية الزراعية وإدارة الموارد المائية.
نُشرت نتائج الدراسة على موقع “سبرينغر جورنال”، المعني بفهم محتوى رطوبة التربة، والتنبؤ بحالات الجفاف في الزراعة وكيفية تأثير أنواع الطقس المختلفة عليها.
وتحلل الدراسة التي تحمل عنوان: “اكتشاف شذوذ رطوبة التربة في الهند: التأثير على استراتيجيات الزراعة والموارد المائية التغيرات التي حدثت في مستويات رطوبة التربة في جميع أنحاء الهند من خلال مقارنة البيانات من عام 2023 مع المتوسطات التاريخية بين عامي 2000 و2005”.
في هذه الدراسة، استخدم العلماء رطوبة التربة على عمق 0 إلى 10 سنتيمتر.
وقالت الدراسة: “إن الضربة المزدوجة المتمثلة في الجفاف والفيضانات تعيق آفاق الإنتاجية الزراعية في الهند”، حسبما ذكر موقع “داون تو إيرث”.
وتؤكد النتائج التي توصلت إليها الدراسة، على الحاجة إلى سياسات مخصصة لإدارة المياه لتحسين الإنتاجية الزراعية، وتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ في مناطق مختلفة من الهند.
كما سلطت الضوء على التفاوتات بين المناطق عبر المواسم المختلفة، مقترحة تدابير التخفيف التي يمكن اعتمادها من الدول الأخرى وتحقيق الاستدامة.
“على سبيل المثال، تحتاج حقول الأرز في ولاية البنغال الغربية إلى كمية مختلفة من المياه مقارنة بحقول القمح في البنجاب. وبالمثل، فإن أساليب الإدارة التي تعمل بشكل جيد في المزارع التي يتم سقيها في ولاية غوجارات قد لا تعمل بشكل جيد في الحقول التي تحصل على مياهها من الأمطار في أوديشا”، وفق الدراسة.
وأكدت أن رطوبة التربة هي عامل طبيعي حاسم يؤثر بشكل كبير على ممارسات إدارة المياه واستدامة الزراعة. وقال الباحثون المشاركون في الدراسة، إن التقلبات في مستويات رطوبة التربة تؤثر بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل وتوافر المياه والأمن الغذائي، ما يسبب تحديات فريدة عبر مختلف المناطق المناخية في الهند.

وأشارت الدراسة -أيضًا- إلى أنه في المدة ما بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2023، سُجلت انحرافات في رطوبة التربة على أنها عجز كبير عند -2.1 مليمتر تمتد على مساحة 498,677 كيلومترًا مربعًا تعاني من ظروف أكثر جفافًا. تلك الظروف تبرر اتخاذ تدابير للحفاظ على المياه.

كما كشف تحليل على في المدة بين ديسمبر/كانون الثاني 2023 وفبراير/شباط 2024، أن ولاية البنجاب استفادت من زيادة رطوبة التربة غير الاعتيادية، والتي تراوحت بين 1.19 مليمتر إلى 8.75 مليمتر، في أقصى حد، مما عزز إنتاجيتها الزراعية خلال أشهر الشتاء.
ويشير الباحثون إلى أنه يمكن استخدام المتوسط المتحرك البسيط (SMA) الإيجابي للمحاصيل الشتوية، مما يقلل الحاجة إلى الري الفائض.
وعلى العكس من ذلك، وجدت الدراسة أن ولاية أوديشا تعاني من SMA سلبي نسبته -0.59 ملم لظروف الجفاف مقارنة بمتوسطها التاريخي.
“ومع ذلك، فإن مواءمة استراتيجيات إدارة المياه في أوديشا مع الممارسات المستخدمة في البنجاب يمكن أن يساعد في تخفيف هذا العجز. على سبيل المثال، فإن اعتماد تقنيات ري فعالة وممارسات الحفاظ على المياه في البنجاب يمكن أن يفيد ولاية أوديشا من خلال تحسين استخدام المياه خلال أشهر الشتاء الجافة.
وخلص الباحثون إلى أن التحليل يمكن أن يساعد في تحسين فعالية إدارة المياه والممارسات الزراعية. كما أوصت الدراسة بوضع سياسات مصممة خصيصًا لمعالجة ظروف رطوبة التربة المتميزة في كل منطقة مثل إعداد خطط إدارة الجفاف في مناطق العجز واستراتيجية إدارة الفيضانات في مناطق الرطوبة الزائدة.

وذكرت أن “الاستثمار في الأنظمة المتقدمة لمراقبة رطوبة التربة باستخدام الاستشعار عن بعد وأجهزة الاستشعار الأرضية سيوفر بيانات في الوقت الفعلي، مما يعزز القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة بسرعة”.