غذاء ومناخ
تهدد ظاهرة النينو ملايين الأفارقة بالموت جوعًا، بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالإنتاج الغذائي.
وأظهر تقرير حديث أن تدهور الأمن الغذائي في ناميبيا، يرجع بشكل رئيس إلى ظاهرة النينيو، والتي تؤثر على إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، وتؤدي إلى الصدمات المناخية، والأسعار، والتدهور الاقتصادي، والبطالة.
وتوقع تقرير تحليل “انعدام الأمن الغذائي الحاد” أن يصل إجمالي 85 ألف من الناميبيين إلى المرحلة 4 من مستوى الطوارئ من حيث الجوع.
والمرحلة الرابعة من أصل 5، تعني أن الناس يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء، ومستويات سوء التغذية والأمراض الحادة مرتفعة بشكل مفرط، ويتزايد خطر الوفاة المرتبطة بالجوع بسرعة، وفقًا للتقرير الذي اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ”.
ويغطي التوقع الفترة ما بين يوليو/تموز وحتى سبتمبر/أيلول، بحسب موقع “نامبيان“.
في حين دعا برنامج الأغذية العالمي إلى توفير تمويل عاجل، عقب إعلان كل من مالاوي وزامبيا وزيمبابوي حالة الطوارئ الوطنية الناجمة عن تلك الظاهرة في مايو/أيار الماضي.
وقال البرنامج، على موقعه الإلكتروني، إنه على الرغم من أنها ظاهرة طبيعية – تعني اضطراب أنماط هطول الأمطار الناجم عن ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في شرق المحيط الهادئ – فإن ظاهرة النينيو هي آخر شيء تتعرض له المنطقة بانتظام بسبب الطقس المتطرف الناجم عن تغير المناخ.
ومن أنغولا إلى زيمبابوي، حولت ظاهرة النينيو التربة من خصبة إلى قاحلة، ما أدى إلى توقف إنتاج محاصيل غذائية أساسية في تلك الدول، وعلى رأسها الذرة. وقد أدى ذلك إلى الحد بشدة من إمكانية حصول الناس على الغذاء مع تضاؤل المخزون وسط ارتفاع الأسعار.
وفي السياق ذاته، ووفق لتقرير نامبيا، الذي صدر الأسبوع الماضي، والذي يغطي المدة بين بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران من هذا العام، واجه ما يقدر بنحو 1.2 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليص الفجوات الغذائية وحماية سبل العيش.
وتشمل الفئات الأكثر ضعفاً العاطلين عن العمل والمجتمعات المهمشة، وأولئك الذين ليس لديهم وثائق وطنية للاستفادة من شبكات الأمان الاجتماعي، والأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، والمتقاعدين في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء.
وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي للجنوب الأفريقي، منجيستاب هايل: “يحتاج ما يقارب من 5 ملايين شخص في البلدان الأكثر تضرراً إلى المساعدة. هناك كميات محدودة من المواد الغذائية المخزنة في بلدان مثل تنزانيا وجنوب أفريقيا، ولكنها ليست كافية على الإطلاق. ينبغي أن تكون زامبيا سلة غذاء يمكن لجيرانها الإقليميين الاعتماد عليها، لكنها أيضًا تعتمد بشكل كبير على الزراعة البعلية، لذلك ليس لديها احتياطي من الغذاء”.
وفي الأشهر الأخيرة، تضاعف عدد الأشخاص الذين يستهدفهم برنامج الأغذية العالمي بالمساعدات في البلاد من 475,000 إلى مليون شخص.