الغذاء والمناخ
أطلقت حكومة جنوب السودان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي، مبادرة تمويلية لدعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في جنوب السودان في مواجهة الفيضانات المتكررة، وغيرها من المخاطر الشديدة المرتبطة بتغير المناخ، وفق بيان تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه اليوم الثلاثاء 23 يوليو/تموز 2024.
وتقدم المبادرة تمويلًا بقيمة 30 مليون دولار من البنك الدولي – منحة من خلال المؤسسة الدولية للتنمية – لدعم الممارسات الزراعية الجيدة، ومهارات إدارة الموارد الطبيعية للمزارعين وصيادي الأسماك ورعاة الماشية.
ويساعد التمويل على تكييف التكنولوجيات الذكية مناخيا لتعزيز الإنتاج الزراعي، بما في ذلك زراعة الأرز البعلي في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ والحد من إزالة الغابات من خلال إدخال أفران تتسم بالكفاءة في استهلاك الوقود، ودعم قطاع الثروة الحيوانية والصحة الحيوانية من خلال المراقبة والإبلاغ والتشخيص، وتقديم دعم ما بعد الحصاد لتجهيز الأسماك ومناولتها، وتوفير معدات إدارة مخاطر الكوارث للإنذار المبكر.
ويستفيد من المشروع، الذي يمتد لثلاث سنوات، أكثر من 140 ألف أسرة، بما في ذلك أكثر من 98 ألف أسرة متأثرة بالفيضانات في المجتمعات المضيفة، و40 ألف عائد و5000 لاجئ.
وسيتم تنفيذه من قبل منظمة الأغذية والزراعة ووزارة الزراعة والأمن الغذائي في إطار ترتيب وتنفيذ تعاوني يعمل تدريجياً على بناء القدرات الوطنية لإدارة المشروع.
وسيوفر المشروع -أيضًا- البذور والمبيدات الحشرية والأسمدة وغيرها من المدخلات والأدوات الزراعية اللازمة للحد من الآثار الضارة لتقلب المناخ والسماح بحصاد محاصيل كافية.
يعد جنوب السودان أحد أكثر البلدان عرضة لأزمات المناخ. وعانت البلاد من صدمات تغير المناخ مع فيضانات مفرطة لمدة أربع سنوات متتالية، دمرت سبل العيش وزادت من انعدام الأمن الغذائي. ومن المتوقع أن تصل الفيضانات القادمة إلى ذروتها في سبتمبر/أيلول 2024 ويمكن أن تؤثر على ما يتراوح بين 600 ألف و3.3 مليون شخص.
“هذه المساهمة ضرورية لتعزيز قدرة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية المتزايدة وتقليل الأضرار التي تلحق بمحاصيلهم ومواشيهم ومصادر عيشهم. ويتعين علينا أن نتحرك قبل وقوع الأحداث المتطرفة، بدلا من الاستجابة للكوارث بعد وقوعها”، وفق نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، بيث بيكدول.
وقالت: “إن الزراعة معرضة بشكل خاص لهذه الصدمات المناخية، وحيث يعتمد 90% من السكان على الزراعة والرعي وصيد الأسماك لكسب عيشهم، فإن الاستثمار في حماية المحاصيل والثروة الحيوانية والمدخلات أمر في غاية الأهمية”.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 7 ملايين شخص يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المدة من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز 2024، مع احتمال أن يواجه 79 ألف شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وفي ضوء حالة الأمن الغذائي المتردية بالفعل في البلاد، فإن آثار الفيضانات المفرطة المقترنة بتدفق العائدين واللاجئين الفارين من الحرب في السودان، ستزيد من تعرض الناس لخطر المجاعة.