دول منطقة البحر الأسوددول منطقة البحر الأسود-الصورة من الجزيرة نت

غذاء ومناخ

يبدو أن ارتفاع درجة الحرارة الحاد في منطقة البحر الأسود أحدث أضرارًا لإنتاج الذرة الأوكرانية أكثر من الحرب مع روسيا،  التي اندلعت قبل عامين ونصف تقريبًا، وفق تقرير طالعته منصة “غذاء ومناخ“.

غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، ودمرت الكثير من بنيتها التحتية، خاصة منشآت الطاقة، وعلى الرغم من ذلك واصلت المحاصيل الأوكرانية تدفقها إلى الأسواق العالمية.

وقالت مصادر من التجار: “لقد ضرب الطقس الحار والجاف في منطقة البحر الأسود مناطق الزراعة الأوكرانية، ما أدى إلى انخفاض بنسبة 15% في توقعات إنتاج الذرة للعام 2024/25، مع احتمال حدوث المزيد من الأضرار التي لم يجر تقييمها بعد”، وفق موقع ” فاستماركتس”.

وقال خبير الأرصاد الجوية في شركة ماكسار ومقرها أميركا، كريس هايد: “إن توقعات الطقس لمنطقة البحر الأسود تمثل إشارة إنذار كبيرة، ومن المرجح أن يؤدي الجفاف، إضافة إلى الأمطار الأقل من المنسوب المعتاد في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب إلى تقليص محاصيل الذرة وعباد الشمس الرئيسة في المنطقة”.

وأدت درجات الحرارة القياسية في مناطق النمو العالمية الرئيسة إلى تأخير الزراعة والإضرار بالمحاصيل في مرحلة النمو مع تكثيف تأثير تغير المناخ، حيث تعاني مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في روسيا والصين والهند وأجزاء من الولايات المتحدة من ظروف شديدة الحرارة وهطول أمطار أقل من المعتاد، وفقً موقع “ذا بيغ سايت”.

وقال مسؤولو الأرصاد الجوية في الحكومة: “إن شهر مايو/أيار في أوكرانيا كان من أكثر الأشهر جفافاً خلال الثلاثين عامًا الماضية”. وأضافوا أنه “في المناطق الشمالية، وتحديدًا جيتومير، أدى البرد إلى إتلاف المحاصيل الربيعية مثل الذرة وفول الصويا وعباد الشمس”.

وتؤدي الحرارة الحارقة في كل أنحاء أوروبا الشرقية ومنطقة البحر الأسود إلى ذبول الذرة في وقت حرج من تطور نمو المحصول، ما يثير المخاوف بشأن الإنتاج، وفق ما ذكرته وكالة بلومبرغ.

وتجاوزت الحرارة الـ 38 درجة مئوية (100 فهرنهايت) في أوكرانيا، وهي  إحدى أكبر مصدري الذرة عالميًا. وتعاني رومانيا، التي تُعد منتجًا رئيسًا في أوروبا من الجفاف. ويضرب هذا الطقس القاسي المحصول في مرحلة التلقيح الحرجة، إذ يمكن أن تمنع الحرارة تكوين الحبوب أو تتسبب في ذبول النباتات الموجودة.

وقالت رئيسة قسم الزراعة في المركز الوطني للأرصاد الجوية المائية في أوكرانيا، تيتيانا أدامينكو: “خلال 10 أيام من شهر يوليو/تموز، لاحظنا ارتفاع الحرارة أعلى من 35 درجة مئوية، لذلك لا وجود للنحل الذي يقوم بالتلقيح”.

يُذكر أنه للنحل والحشرات الطائرة مثل الذباب دور أساسي في تلقيح النباتات.

وأضافت: “يبدو مبدئيًا أن محصول الذرة سيكون أقل بنسبة 20 إلى 30% من المتوقع.”

وعدلت شركة “ستراتيجي غراينز” Strategie Grains ،  تقديراتها لمحصول الذرة في الاتحاد الأوروبي بشكل طفيف، في تقريرها الأخير.

ومن المتوقع أن تنخفض صادرات الذرة الأوكرانية بنحو الخُمس في موسم 2024-2025، مع تراجع مساحات الزراعة والعائدات.

وقال وزير الزراعة الروماني، فلورين باربو، في مقابلة مع قناة حكومية إن بلاده تعتزم طلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي لتعويض مزارعيها عن الأضرار التي لحقت بمحاصيل أكثر من مليوني هكتار من الذرة وعباد الشمس، بخسائر قد تتجاوز 500 مليون يورو (546 مليون دولار) في البلاد.

وأشار التقرير، الذي طالعته منصة “غذاء ومناخ” إلى أن الانخفاض في إنتاج الذرة يهدد بتقليص المخزونات ورفع تكاليف إطعام قطعان الماشية في أوروبا. ويسلط تلف المحاصيل الضوء -أيضًا- على المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي وتكاليف المعيشة حيث يؤثر تغير المناخ على المزارعين في كل أنحاء العالم.