صورة تعبيرية لألومبياد باريس 2924صورة تعبيرية لألومبياد باريس 2924 - الصورة من الموقع الإلكتروني للألومبياد

غذاء ومناخ

اضطرت فرنسا، على مايبدو، لرفع شعار “لا وقت للعمل على علاج تغير المناخ، والأولوية الآن لإنجاح أولمبياد باريس 2024، بعد أزمة اللحوم والبيض، التي عبرت عنها شكاوى العديد من اللاعبين، لذلك قررت زيادة الكميات لإرضاء المشاركين.

واشتكى العديد من الرياضيين المشاركين في أولمبياد باريس من قلة كميات الطعام المُتاحة، خاصة من اللحوم والبيض في القرية الأولمبية في باريس، وفقًا لعدة تقارير اطلعت عليها منصة “غذاء ومناخ“.

وشهدت الأيام القليلة الأولى لانطلاق دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، في القرية، الواقعة في ضاحية بشمال باريس، مطالبات بمزيد من اللحوم والبيض، وحصص أكبر من الطعام، بسبب سعى الرياضيين إلى تجديد طاقاتهم بعد المسابقات الشاقة، والتدريبات المرهقة، وفق موقع “فيلستار غلوبال“.

ويعني ذلك أن طموحات منظمي أولمبياد باريس لخفض البصمة الكربونية للمطاعم في الألعاب الصديقة للبيئة لهذا العام، اصطدمت بمشكلة الشهية الكبيرة للرياضيين من محبي اللحوم.

خفض الانبعاثات

في تجربة تشغيل في مطعم القرية الأولمبية في يونيو/حزيران الماضي، أوضح رئيس الألعاب توني استانجيه، كيف تهدف باريس 2024 إلى خفض متوسط ​​انبعاثات الكربون لكل وجبة إلى النصف، مقارنة بدورة الألعاب الأولمبية السابقة من خلال تقديم المزيد من الطعام النباتي.

كما وعدت اللجنة المنظمة زوار بلد مشهور بفن الطهي بأطعمة متنوعة، لذلك تعاقدت مع العديد من الطهاة الحائزين على نجوم ميشلان كمستشارين للعمل مع شركة خدمات الأغذية “سوديكسو”.

غير أن السباح خوليو هوريجو من هندوراس، قال لوكالة “فرانس برس”، عندما سئل عن الحياة في القرية: “المشكلة الوحيدة هي نقص الغذاء.. إنه أمر مفاجئ بعض الشيء”، وأوضح أنه يتناول ما يصل إلى 5000 سعرة حرارية يوميًا، كما أنه وصل المطعم لتناول الإفطار في الساعة 10:30 صباحًا يوم الأحد، لكنه لم يجد بيض متبقي.

وقال عند مدخل القرية التي تعج بالنشاط ويمكن أن تستوعب 10.5 ألف رياضي في نحو 40 برجًا منخفض الارتفاع: “إذا وصلت متأخرًا قليلاً، فلن يكون هناك ما يكفي من الطعام”.

كما أعطى المجدف الروماني، إيوليان شيلارو، إجابة واضحة عندما سئل عما إذا كان هناك أي شيء مفقود، فقال: “اللحوم”.

ووثق العديد من الباحثين الرائدين وجود علاقة بين إنتاج اللحوم وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ومنذ عقود من الزمان، يحث العلماء، خاصة أولئك الذين يعيشون في نصف الكرة الشمالي، على تناول كميات أقل من اللحوم ومنتجات الألبان، وكلاهما مسؤول عن التأثيرات البيئية الهائلة وانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، وفق موقع “ساينتنت ميديا“.

وعمل القائمين على إنتاج اللحوم منذ مدة طويلة على التقليل من أهمية العلاقة بين اللحوم وتغير المناخ، وحتى الآن على الأقل، نجحت في ذلك، إذ أن 66% من الأميركيين -على سبيل المثال- لا يفهمون أن تناول اللحوم يؤثر سلبًا في المناخ، أو يعتقدون أنه ليس له أي تأثير على الإطلاق.

13 مليون وجبة

من المقرر أن تقدم القرية الأولمبية نحو 13 مليون وجبة خلال الألعاب الأولمبية والبارالمبية، وفقًا لـ “بي بي سي“.

وقال متحدث باسم مجموعة كارفور، المسؤولة عن توريد المنتجات الطازجة إلى القرية الأوليمبية: “لقد طُلب منا مراجعة الكميات المخطط لها في البداية بالزيادة، والتي ستتمكن المجموعة من تلبيتها”.

وأكدت شركة سوديكسو، الشريك الرسمي في تقديم الطعام للقرية الأوليمبية، “الطلب المرتفع للغاية” على منتجات معينة وقالت إن “الكميات ستزداد لتلبية احتياجات الرياضيين.”

وقال لاعب التجديف الروماني إيوليان شيلارو: “لم يكن لدينا ما يكفي من اللحوم، لكن المشكلة تم حلها الآن”. وقال السباح الألماني لوكاس ماتزيراث، إن حجم الحصص كان يتزايد أيضًا. وأضاف: “في البداية لم تكن هناك حصص كبيرة للناس، لكن الأمر تحسن الآن”.

وإطعام 15 ألف رياضي دولي من 208 منطقة ودولة، بالإضافة إلى فرق الدعم والمسؤولين والمتطوعين، مهمة هائلة.

وخلال فترتي الألعاب الأوليمبية والبارالمبية التي تستمر 15 يومًا، يُقدم أكثر من 10 آلاف وجبة خفيفة يوميًا. و13 مليون وجبة، وتعادل كمية الطعام المقدمة في 10 بطولات كأس العالم لكرة القدم.

ويستطيع الرياضيون الوصول إلى 6 مناطق رئيسة مخصصة للمأكولات الفرنسية والآسيوية والأفرو كاريبية والعالمية، مع 500 وصفة مختلفة تلبي مجموعة واسعة من الأذواق. كما تحكم ميثاق الجودة الصارم في الطعام في أولمبياد باريس. وجرى تطويره على مدار 4 سنوات من العمل بهدف خفض البصمة الكربونية للوجبات المُنتجة خلال الألعاب إلى النصف، مقارنة بلندن 2012.

ونتيجة لذلك، سيجري الحصول على ربع كل مكونات الوجبات في دائرة نصف قطرها 250 كيلومترًا من باريس، وسيتم اعتماد 20% منها على أنها عضوية. وتُجلب كل اللحوم والحليب والبيض من فرنسا، وثلث الطعام سيكون نباتيًا. كما قامت اللجنة المسؤولة بتركيب مائتي نافورة مياه وعصائر وصودا في القرية الأولمبية، وتُستعمل الأكواب والأواني القابلة لإعادة الاستخدام فقط.