مربو الماشية في غزة يستقبلون مساعدةمواطنان في غزة يرعيان مجموعة من الأغنام - الصورة من يو إن ميديا

غذاء ومناخ

نجحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في تسليم  500 طن من الأعلاف إلى غزة، إضافة  إلى 2452 مجموعة من المستلزمات البيطرية لأسر مربي الماشية، هي الأولى  من نوعها التي تدخل القطاع منذ بدء الحرب بين المقاومة في القطاع وإسرائيل.

كما تعد منظمة الأغذية والزراعة أول وكالة تقوم بتوجيه مثل هذه المواد من الضفة الغربية إلى غزة. وتتضمن المستلزمات البيطرية المدخلات الضرورية لحماية الحيوانات، مثل الفيتامينات المتعددة والمطهرات وكتل الملح ورذاذ اليود لعلاج الجروح، وفق بيان تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه اليوم.

وأشار البيان إلى أن النزاع، الذي بدأ منذ قرابة 10 أشهر، أدى إلى انهيار الإنتاج الغذائي المحلي وسلاسل قيمة الأغذية الزراعة، ما أسهم في التدهور السريع للأمن الغذائي في غزة، حيث يواجه 96 % من السكان (2.15 مليون شخص) مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وخطر المجاعة الوشيك.

ونتيجة الأعمال العدائية المستمرة، ذُبح أو اُستهلك  أو فُقد نحو 70% من الماشية المنتجة للحوم والألبان في القطاع. وأوضح المواطن بلال من رفح، وهو من مربي الماشية وأحد المستفيدين من مدخلات منظمة الأغذية والزراعة، أن هذه المدخلات غير متوفرة محلياً على الرغم من أنها تشكل شريان الحياة لصحة الحيوان، وأضاف: “بصراحة، الدعم الذي تحتاجه حيواناتنا هو العلف. هذا هو أهم شيء بالنسبة لنا، إلى جانب الأدوية واللقاحات”.

سوء التغذية

قال رئيس برنامج منظمة الأغذية والزراعة في الضفة الغربية وقطاع غزة عزام صالح: “إن نقص المستلزمات البيطرية الأساسية في القطاع يؤثر في صحة الحيوان وحياته، ويمنع مربو الماشية من تقديم الرعاية اللازمة لحيواناتهم. ونحن نعد أن توفير هذه المدخلات أمر ضروري لدعم المجتمعات المحلية وحيواناتها، وضمان الرعاية الفورية والحماية طويلة الأجل خلال هذا النزاع.  ومن المهم أن نركز جهودنا على الحفاظ على حياة الماشية وصحتها الجيدة، ما يعني ضمان وصول الأسر، خاصة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو المعرضين لخطر سوء التغذية، إلى البروتين والحليب”.

قال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد الحكيم الواعر: “إن الاستثمار الفوري أمر بالغ الأهمية لضمان حماية الماشية والمزارع المتبقية والتعافي السريع للبنية التحتية الزراعية والغذائية المتضررة بسبب النزاع. إن فعالية نظام الغذاء المحلي وتعزيز القدرة على استعادته أمر بالغ الأهمية للحد من مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية المقلقة في جميع أنحاء القطاع، ومن الصعب إيجاد حل لهذه المعضلة بدون وقف فوري لإطلاق النار وتسريع كبير للمساعدات الإنسانية”.

تعمل المنظمة بدعم من حكومات بلجيكا وإيطاليا والنرويج، بشكل وثيق مع وزارة الزراعة الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية المحلية لتوزيع هذه المستلزمات البيطرية على مربي الماشية في غزة. وأكد المدير العام المساعد أن “توريد المدخلات البيطرية لا يضمن صحة الحيوانات فحسب، بل يعزز أيضاً نهج الصحة الواحدة ويحد من خطر انتشار الأمراض المعدية من الحيوانات إلى البشر”.

وفي إطار نداء الأمم المتحدة الإنساني العاجل لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في الأرض الفلسطينية المحتلة، تناشد منظمة الأغذية والزراعة المجتمع الدولي لجمع نحو 40 مليون دولار، منها 29 مليون دولار  لغزة و11 مليون دولار للضفة الغربية، لتلبية احتياجات 70660 فرداً من خلال: (1) توزيع الأعلاف الحيوانية ومدخلات الصحة في قطاع غزة، و(2) تجديد الثروة الحيوانية المفقودة في غزة، و(3) توفير المدخلات الحاسمة زمنياً للمزارعين في غزة، و(4) تقديم المساعدة الطارئة للمزارعين ومربي الماشية من الفئات الضعيفة المتضررة من العنف المتزايد والقيود المفروضة على الحركة في الضفة الغربية.

تجهيز شحنة أعلاف جديدة

جانب من الدمار في غزة – الصورة من الموقع الإلكتروني لـ “الفاو”

في الوقت الحالي، تعمل منظمة الأغذية والزراعة على تجهيز شحنة جديدة من الأعلاف تبلغ 500 طن لإرسالها إلى غزة. وقد دخلت القطاع بالفعل 3 شاحنات تحمل 651 كيساً من الشعير وزعت على 217 مستفيداً. ومن المقرر تسليم شحنة الأعلاف التي تبلغ 500 طن إلى أكثر من 4000 من مربي الماشية في مختلف أنحاء القطاع وذلك بدعم من الشركاء المحليين المتواجدين على الأرض. وقد وصل أول 500 طن من الأعلاف الحيوانية التي نقلتها المنظمة إلى أكثر من 3100 من مربي الماشية في القطاع.

وعلى الرغم من أهمية المساعدات الغذائية المقدمة في غزة، إلا أنها لا تكفي لتلبية احتياجات سكانها من السعرات الحرارية والعناصر التغذوية. وقبل النزاع، كان العلف أهم واردات ما قبل الحرب في غزة، حيث كانت تدخل القطاع قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نحو 650 شاحنة محملة بالأعلاف شهرياً. وتدعم المنظمة الزراعة المزارعين والرعاة من الفئات الضعيفة في غزة لحماية الحيوانات المتبقية واستئناف الإنتاج الغذائي المحلي من الأطعمة الطازجة والقابلة للتلف والمغذية مثل الحليب والبيض واللحوم الحمراء والخضروات. وتعتبر هذه الأطعمة ضرورية لنمط غذاء صحي، وخاصة للأطفال.