غذاء ومناخ
عزز تراجع مبيعات الديزل الحيوي صادرات زيت الطهي المستعمل الصيني وأسعاره، ويتوقع المحللون أن تلامس ارتفاعًا جديدًا هذا العام، بعد قرار أوروبي بشأن الديزل الحيوي.
فرض الاتحاد الأوروبي، الجمعة 15 أغسطس/آب، رسومًا مؤقتة على الديزل الحيوي الصيني، بعد اكتشاف بيعه في أسواق دول التكتل بأسعار منخفضة بشكل غير عادل، بحسب تقارير اطلعت عليها منصة “غذاء والمناخ“.
واقترحت المفوضية الأوروبية، التي تشرف على سياسة التجارة في الاتحاد الأوروبي، تحديد تعريفات مؤقتة تتراوح بين 12.8 و36.4%، ما يؤثر سلبًا على أكثر من 40 شركة، بما في ذلك المنتجين الرائدين في أعمال التصدير، و التي بلغت قيمتها 2.3 مليار دولار العام الماضي (2023).
وانخفضت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بصورة حادة، منذ منتصف عام 2023 وسط تحقيقات إغراق السوق. وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن الصادرات في أول 6 أشهر من هذا العام الجاري، انخفضت بنسبة 51% عن العام السابق إلى 567440 طنًا، وفقًا لـ”رويترز“.
وانكمشت شحنات يونيو/حزيران إلى ما يزيد قليلاً عن 50 ألف طن، وهو أدنى مستوى منذ منتصف عام 2019، وفقًا لبيانات الجمارك.
وفي ذروتها، وصلت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي إلى رقم قياسي بلغ 1.8 مليون طن في عام 2023، وهو ما يمثل 90% من إجمالي صادرات الديزل الحيوي الصينية في هذا العام. وأظهرت أرقام الجمارك الصينية أن هولندا كانت المستورد الأول في عام 2023، حيث استحوذت على 84% من الشحنات، تليها بلجيكا وإسبانيا.
جمع الزيت من ملايين المطاعم
العديد من منتجي الديزل الحيوي في الصين عبارة عن مصانع صغيرة تديرها شركات خاصة، وتوظف عشرات العمال الذين يقومون بمعالجة زيت النفايات الذي يتم جمعه من ملايين المطاعم الصينية. قبل طفرة تصدير الديزل الحيوي، كانوا يصنعون سلعًا ذات قيمة أقل مثل الصابون ومعالجة المنتجات الجلدية.
وتوقعًا للرسوم الجمركية، قام التجار بتخزين زيت الطهي المستعمل، مما رفع أسعار المواد الخام، بينما انخفضت أسعار الديزل الحيوي في ضوء تقلص الطلب على العرض الصيني.
وقال كبير مسؤولي التسويق في شركة هينان جونهينج، جاري شان: “مع ارتفاع أسعار زيت الطهي المستعمل جزئيًا بدعم من الطلب القوي من الولايات المتحدة وأوروبا، وانخفاض أسعار المنتجات، تواجه الشركات وقتًا عصيبًا في البقاء على قيد الحياة”.
وبسبب تراجع الأسعار، خفضت مصانع الديزل الحيوي عملياتها إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق بأقل من 20% من قدرتها في المتوسط في يوليو/حزيران الماضي، نزولاً من ذروة بلغت 50%، في أوائل عام 2023، وفقًا لبعض شركات الاستشارات الصينية.
وفي الوقت نفسه، تعمل مبيعات الديزل الحيوي المتراجعة على تعزيز صادرات الصين من زيت الطهي المستعمل، والتي يتوقع المحللون أن تلامس مستوى مرتفعًا جديدًا هذا العام. وارتفعت صادرات زيت الطهي المستعمل بنسبة الثلثين على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2024 إلى 1.41 مليون طن، وكانت الولايات المتحدة وسنغافورة وهولندا الوجهات الرئيسة.
أكبر منتج عالميًا
تثبت التجارب السابقة أن أوروبا والدول الغربية لا تقاطع منتجًا، طالما أنها بحاجة إلى مثل هذا المنتج، والصين، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، هي أكبر مُنتج لزيت الطهي المستعمل.
وأظهرت دراسة حديثة في يناير/كانون الثاني، أن الصين ستنفد قريبًا من زيت الطهي المستعمل، حيث يتجاوز الطلب من أوروبا والولايات المتحدة العرض.
وأشارت دراسة “ستاراتاس أدفيزورز” لصالح موقع “ترانسبورت إنفيرومنت”، إلى أن الصين وهي أكبر منتجي العالم، تصدر أكثر من نصف إنتاجها من زيت الطهي المستعمل لاستعماله في السيارات والشاحنات الأوروبية والأمريكية.
ومن المتوقع أن ترفع شركات شركات الطيران الطلب على زيت الطهي المستعمل بمقدار 3 أضعاف بحلول عام 2030، لتلبية أهداف الطيران “المستدامة”.
وتحرق أوروبا 130 ألف برميل من زيت الطهي المستعمل يوميًا – أي أكثر بثمانية أضعاف مما تجمعه. بعد تقديم قانون بايدن للحد من التضخم، تستهلك الولايات المتحدة الآن 40 ألف برميل يوميًا.
ولملء الفجوة، تستورد بروكسل وواشنطن المزيد من الصين، إضافة إلى إندونيسيا وماليزيا. إلا أنه مع بدء شركات الطيران في المشاركة، فإن الطلب يفوق ما يمكن جمعه بشكل مستدام.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الوقود المستخدم في الطائرات في جميع أنحاء العالم مع بدء تطبيق أهداف الوقود المستدام في الطائرات.
ولتلبية أهداف الوقود المستدام المستعمل في الطائرات على مستوى العالم في عام 2030، فإن العالم يحتاج ما لا يقل عن ضعف الوقود المستخدم في الطائرات الذي يمكن جمعه في الولايات المتحدة وأوروبا والصين مجتمعة، وفقًا للدراسة. وهذا يعني دعم الطلب على زيت الطهي المستعمل من الصين.