غذاء ومناخ
البصل المصري من الخضروات المهمة في الدولة الواقعة شمال شرق أفريقيا، وهو من أهم مكونات معظم الوجبات، خاصة التقليدية مثل الطعمية.
تزرع مصر 250 ألف فدان بصل في المتوسط سنويًا، تنتج نحو 3.3 مليون طن، يوجه منها نحو 2.5 مليون طن للاستهلاك المحلي، وتُصدر الكمية المتبقية، وفق بيانات مسؤولي وزارة الزراعة.
في العام الماضي، قفز سعر البصل إلى مستويات غير مسبوقة في السوق المحلية، إذ تجاوز سعر الكيلوغرام الـ 40 جنيها (الدولار الأميركي =48.5 جنيهًا مصريُا). اضطر ذلك الحكومة إلى حظر تصديره، لتخفيف الضغط على الأسعار في السوق المحلية.
إلا أن الأسعار شهدت هبوطا حادًا هذا العام، حيث وصل سعر الكيلو غرام من البصل المصري في بداية الموسم إلى مستوى أقل من 5 جنيهات.
كما اشتكى كثير من المزارعين من تلف المحصول، وتلف البصل المصري -أيضًا- بعد التخزين. وأرجع كثير من المزارعين السبب إلى تغير المناخ، وسقوط أمطار غير معتادة على البصل في نهاية الموسم، ما زاد نسبة رطوبة المحصول المُعد للتخزين.
وقال أحد أعضاء جروب لمزارعي البصل في مصر على فيسبوك، وهو مهندس زراعي، إن الأمطار تساقطت على البصل في مرحلة (التصويم) وهي قطع عملية الري للتجفيف والتخزين، ما أدى إلى عفن الرقبة بنسبة 30%.
وأضاف مزارع آخر، أن ارتفاع الحرارة غير المعتاد في مصر -أيضًا-، كان من ضمن أسباب تلف المحصول وخسارة الفلاحين.
وعرض مزارعون مقاطع فيديو وصورًا تشير إلى تلف البصل، مثل حساب محمد عبد الباسط، الذي قال معلقًا على الفيديو: “محصول 5 أفدنة ضاع”.
من جهته علق نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة في اتحاد الغرف التجارية بمصر، حاتم النجيب قائلُا لمنصة “غذاء ومناخ“: إن ارتفاع أسعار البصل العام الماضي أغرى الفلاحين على زيادة المساحات المنزرعة، حيث ارتفعت بنسبة 30%.
وأوضح أن زيادة المعروض خفضت الأسعار، حتى مع طلبات التصدير المشابهة للعام الماضي.
وأضاف أن فساد نسبة كبيرة من البصل المصري جاءت بسبب ارتفاع الحرارة وتغير المناخ، بسبب التخزين بطرق تقليدية لم تعد تتلائم مع ظروف الطقس المتغيرة.
يُذكر أن قرار حظر الصادرات من البصل المصري كان لمدة 6 أشهر، انتهت آخر شهر مارس/آذار 2024.