غذاء ومناخ
هل يقبل الاتحاد الأوروبي طلب منتجي البن بشأن الصادرات في نهاية هذا العام، أم سيرفض ويحرم شعوب الدول الأعضاء من هذا المشروب الساحر؟
قالت رئيسة منظمة البن العالمية، أمس الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول 2024، إن المنظمة ستطلب من الاتحاد الأوروبي تأجيل تطبيق قاعدة جديدة تقضي بأن تأتي الحبوب المستوردة من مناطق غير مرتبطة بإزالة الغابات، وفق تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
وتحظر القاعدة، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في نهاية العام الجاري (2024)، مبيعات البن، إضافة إلى الكاكاو وفول الصويا وزيت النخيل والخشب والمطاط والماشية، إذا كانت الشركات المصدرة لسوق أوروبا غير قادرة على إثبات أن المنتج يأتي من منطقة لم يُمارس فيها قطع الغابات في السنوات الأخيرة.
وقالت رئيسة منظمة البن الدولية، فانوسيا نوغيرا، في مقابلة مع وكالة “رويترز”: “لا يمكننا الوفاء بهذا الموعد، هذا غير ممكن”.
كبار منتجي البن
تمثل منظمة البن الدولية، وهي مجموعة حكومية دولية مرتبطة بالأمم المتحدة، أكثر من 90% من إنتاج البن وأكثر من 60% من الاستهلاك في كل أنحاء العالم.
ومن بين الدول الأعضاء من كبار منتجي البن، البرازيل وفيتنام وكولومبيا.
وقالت نوغيرا: “إنه موعد نهائي طموح للغاية”. “نعتقد أنه من خلال العمل مع (زعماء الاتحاد الأوروبي)، قد يكونون أكثر انفتاحًا على تأجيل هذا الموعد”.
وعندما سُئلت عن التداعيات المحتملة لعدم التزام منتجي البن بالموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الأوروبي، قالت نوغيرا إن الاتحاد الأوروبي “سيجد بعض الحلول”.
وأضافت: “يحب الأوروبيون القهوة كثيرًا.. ولن يُترَكوا بدون قهوة”.
وكان حديث نوغيرا في قمة البن التي استضافتها مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي(سي إي إل إيه سي) في تيغوسيغالبا.
وانعقدت قمة البن الأولى لمجموعة دول أميريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في العاصمة الهندوراسية بمشاركة فعلية وافتراضية لممثلي الدول الأعضاء البالغ عددهم 33 دولة.
وقال نائب وزير زراعة البن الهندوراسي، كارلوس موريلو، إن الدول الأعضاء البالغ عددها ثلاثين دولة تقريبًا في مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، من المتوقع أن تختتم القمة اليوم -الخميس 19 سبتمبر/أيلول 2024- بإعلان يطلب من الاتحاد الأوروبي تأجيل موعد تطبيق قاعدة متطلبات إزالة الغابات.
وأكد موريلو، في مؤتمر صحفي حول الحدث، أن هندوراس من بين دول أميركا اللاتينية التي تصدر أكثر من 60% من البن المستهلك في العالم، بحسب موقع “غراندما”.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن البن يمثل بالنسبة لهذا البلد أكثر من 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ويحتل الإقليم -حاليًا- المرتبة الخامسة كأكبر منتج على مستوى العالم.
وفي أميركا اللاتينية، يرتبط 14 مليون شخص بزراعة البن، وهو القطاع الذي يمثل دخلًا يزيد عن 1.3 مليار دولار، ويسهم بنسبة كبيرة في النمو الاقتصادي للمنطقة.
تحديات إنتاج البن
في افتتاح قمة البن، أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، شو دونيو، على الحاجة الماسة لتبادل المعرفة وتحويل قطاع البن إلى صناعة أكثر كفاءة وشمولًا ومرونة واستدامة.
وأوضح دونيو، في بيان صحفي تلقت منصة “غذاء ومناخ”، نسخة منه، أنه وسط العديد من التحديات المعقدة والمترابطة التي تواجه العالم، مثل انعدام الأمن الغذائي وأزمات المناخ والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، يمكن لقطاع البن، الذي تصل قيمة إنتاجه عالميًا إلى 15 مليار دولار سنويًا، أن يلعب دورًا حاسمًا في العديد من السياقات المتعلقة بالتحول العالمي لأنظمة الأغذية الزراعية.
ويمثل صغار المنتجين حصة كبيرة من الناتج العالمي، وتُعد صادرات البن مصدرًا حيويًا للإيرادات للعديد من البلدان ذات الدخل المنخفض.
وحذر دونيو من أن “قطاع البن يواجه العديد من التحديات التي تحتاج إلى اهتمام عاجل، مثل فقدان التنوع البيولوجي والآفات والأمراض وتذبذب الأسعار الشديد، من بين أمور أخرى”.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، “لتمكين قطاع البن من الاستفادة من إمكاناته، من الضروري إعطاء الأولوية للحلول المؤثرة”، محددًا بعض الأولويات الرئيسة.
ومن بينها: تحديث البنية التحتية والتكنولوجيا؛ من خلال الاستثمارات في مرافق معالجة البن المتقدمة وقنوات التسويق وشبكات النقل لتحسين جودة الحبوب والحد من خسائر ما بعد الحصاد.
وتحدث دونيو -أيضًا- عن تعزيز ممارسات الزراعة المقاومة للتغيرات المناخية – مثل زراعة البن في الظل والزراعة الحراجية – لحماية المحاصيل من الطقس القاسي والآفات وتحسين صحة التربة. ودعا هندوراس إلى التركيز على تدابير التكيف مع المناخ.