مسؤول أوروبي يقول إن صادرات الغذاء المصرية لن تتأثر بضريبة الكربونمستشار الوزير، ورئيس قسم التجارة بالسفارة الأوروبية في مصر، نيكولاوس زغيميس

غذاء ومناخ

تحكي صادرات الغذاء المصرية إلى أوروبا واحدة من أنجح القصص، والقاهرة شريك أساسي لبروكسل في هذا القطاع. ولن تتأثر واردات أوروبا الغذائية من مصر أو غيرها من الدول بتفعيل ضريبة الكربون، لكنها قد تنعكس على توفر الأسمدة داخل أسواق الاتحاد، وفق تصريحات مسؤول أوروبي لمنصة “غذاء ومناخ“.

وقال مستشار الوزير، ورئيس قسم التجارة بالسفارة الأوروبية في مصر، نيكولاوس زغيميس: “ضريبة الكربون لا علاقة لها بالزراعة أو الغذاء، لأن الغذاء نفسه غير مشمول. لكن الأسمدة ضمن السلع التي ستخضع للضريبة، وستكون آثارها غير مباشرة”.

ما هي ضريبة الكربون؟

وفقًا للموقع الإلكتروني للمفوضية الأوروبية، فإن آلية تعديل حدود الكربون التابعة للاتحاد الأوروبي، هي أداة الاتحاد لوضع سعر عادل على الكربون المنبعث أثناء إنتاج السلع كثيفة الكربون التي تدخل دول التكتل، وتشجيع الإنتاج الصناعي الأنظف في البلدان غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ومن خلال التأكيد على دفع سعر للانبعاثات الكربونية المضمنة الناتجة عن إنتاج سلع معينة مستوردة إلى الاتحاد الأوروبي، ستضمن آلية تعديل حدود الكربون أن يكون سعر الكربون للواردات معادلاً لسعر الكربون للإنتاج المحلي، وأن أهداف المناخ للاتحاد الأوروبي لا يجري تقويضها. وصُممت آلية مراقبة الأغذية وفقًا لقواعد منظمة التجارة العالمية.

وستطبق الآلية وفقًا لنظامها النهائي اعتبارًا من عام 2026، في حين تستمر المرحلة الانتقالية الحالية بين عامي 2023 و2025. ويتماشى هذا الإدخال التدريجي للآلية وفقًا لنظامها مع التخلص التدريجي من تخصيص المخصصات المجانية بموجب نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي (ETS) لدعم إزالة الكربون من صناعة الاتحاد الأوروبي.

التقت منصة “غذاء ومناخ” مع زغيميس، خلال ورشة العمل الختامية التي عقدت مؤخرًا في القاهرة؛ لتقييم نظام مراقبة الأغذية في مصر، في إطار برنامج “تعزيز قدرات الصحة النباتية في مجال مراقبة الأغذية والحوكمة”، وهو مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم الفني والعمل مع السلطات المختصة في 12 دولة عضو في الاتحاد الأفريقي، بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

وفيما يلي نص الحوار؟

ماذا عن صادرات الغذاء المصرية إلى أوروبا؟

ضريبة الكربون لن تؤثر في صادرات الغذاء المصرية إلى أوروبا على الإطلاق، “ببساطة شديدة”.

ضريبة الكربون تشمل الأسمدة والأسمنت والكهرباء والصلب، لكن الأغذية الطازجة أو المصنعة لن تتأثر.

لكن إنتاج الغذاء مرتبط بالأسمدة؟

تأثير ضريبة الكربون على الأسمدة مرتبط بالإنتاج المحلي، إذ تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى الأسمدة لإنتاج الغذاء ولكن عندما تصدر أي دولة الغذاء إليها، لن يتأثر.

هل تستطيع أوروبا تجنب آثار ضريبة الكربون في واردات الأسمدة؟

“إن الناس يرون الجزء وليس الصورة الكبيرة. لقد شهدنا الكثير من التغييرات خلال العامين الماضيين لجعل الزراعة مستدامة، لذا فإننا ننظر الآن إلى الزراعة باعتبارها ليست مجرد جزء من وجبة”.

نحن لا ننظر إلى الزراعة أو الحصاد بشكل منفصل عن تصنيع الأغذية أو معالجتها أو بيع الأغذية بالتجزئة أو ذوق المستهلك. نحن نحاول أن ننظر إلى كل شيء في صورة كبيرة واحدة ستكون مستدامة وهي جزء من الثورة الخضراء أو الصفقة الخضراء كما نقول في أوروبا.

“ضريبة الكربون هي لإزالة الكربون وكل هذه الأجزاء من الصفقة الخضراء. لدينا أهداف طموحة للغاية في هذا الإطار”.

نحن نغير اقتصادنا ليكون اقتصادًا أخضر أو اقتصادًا مستدامًا، وهذا يشمل -أيضًا- الزراعة وسلامة الغذاء.

ولكن هذا له تكاليف عالية جدًا، وقد رأينا العديد من المزارعين في أوروبا يحتجون ضد هذه التكلفة، كيف تتعامل أوروبا مع هذا؟

كل تغيير له تكاليف عالية. على سبيل المثال، تروج أوروبا للزراعة العضوية، ونحن نخطط لدعوة المزارعين لاستخدام كميات أقل من الأسمدة والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية. هذا هو التغيير.

“نحن لا ننظر إلى التكلفة في الأشهر المقبلة، ولكن على المدى الطويل، إذا أصبحت زراعتنا مستدامة، وإذا جعلتها أكثر صحة للمستهلك، فإن النتيجة ستكون جيدة.

“ما أود تأكيده وتعلمون ذلك أن كل تغيير له تكلفة، مثل قرار خقض انبعاثات الكربون، أوعدم استعمال السكر في الأطعمة”.

ماذا عن مصر؟

مصر مهتمة جدًا بالزراعة الخضراء، ولديها خطة لتصبح رائدة في مجال الطاقة الخضراء مثل الهيدروجين، ونحن ندعمها -أيضًا- في هذا المجال. ونأمل أن نتعاون مع مصر.

ومن ضمن علامات التقارب مع مصر مفاوضات الربط الكهربائي مع أوروبا عبر مد كابلات بين القاهرة واليونان تحت سطح البحر الأبيض المتوسط. هناك تغيير كبير جدًا.

لهذا السبب نحن في مصر. مصر هي أحد شركائنا المفضلين.

لقد طورنا استراتيجيتنا هذا العام، وهذا يعني أن لدينا إطارًا لمناقشة كل شيء والمساعدة في كل هذه التغييرات.

ماذا عن رؤية أوروبا لتغير المناخ بصورة عامة؟

تغير المناخ عنصر كبير ولكنه ليس عنصرًا واحدًا فقط. لدينا أيضًا فقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، والنفايات (كمية الطعام المهدر)، وليس لدينا إعادة تدوير.

هناك عدد من العناصر التي تنطوي على مخاطر، والتي نحتاج إلى معالجتها واحدة تلو الأخرى وجميعها معًا في الوقت المناسب، ولهذا السبب فإن استدامة الغذاء مهمة.

لن نعالج تغير المناخ في الزراعة فقط. كل البلدان تواجه تغير المناخ. على سبيل المثال، تواجه الإسكندرية (مصر) ارتفاعًا كبيرًا في مستوى سطح البحر.

“أريد أن أقول إننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء بمفردنا ولكننا بحاجة إلى شركاء مثل مصر”.

ماهي تكلفة برنامج سلامة الغذاء في مصر؟

تكلفة البرنامج الذي تدفعه أوروبا لمصر تبلغ نحو 3.6 يورو. “لكن هذا ليس مهمًا، أعتقد أنه يجب أن نتحدث عن قيمة البرنامج”.

وتكمن قيمة البرنامج في نتيجتين: “إن برنامج سلامة الغذاء مهم، ويتناول -أيضًا- قطاعًا مهمًا في العلاقة الأوروبية المصرية”.

وتعد صادرات الغذاء المصرية واحدة من أنجح القصص.

لقد كنت هنا لمدة عامين ورأيت أن هذه الصادرات زادت تقريبًا إلى الضعف. وتشمل الأغذية الطازجة والأغذية المصنعة.

كان العام الماضي عامًا صعبًا على مصر، لكن هذا القطاع نجح في تحقيق أداء جيد.

وهو أمر مهم للغاية أيضًا لأن سلامة الغذاء وصحة النبات مهمة جدًا لأوروبا لأن لدينا معايير غذائية عالية، “أعتقد أن لدينا أعلى المعايير في العالم”.

اليورو = 1.1 دولارًا أميركيًا.