غذاء ومناخ
أصبحت حيوانات “الماعز السعيد” في ماريبوسا، بولاية كاليفورنيا الأميركية، بمثابة كائنات تزيل الغطاء النباتي لأصحاب الأراضي للحد من مخاطر حرائق الغابات.
وتعد الماعز جزءًا من اتجاه متزايد لاستعمال الماشية للتخفيف من مخاطر حرائق الغابات في جميع أنحاء غرب أمريكا، وفق تقرير طالعته منصة “غذاء ومناخ“.
والماعز السعيد، هي إحدى المنظمات غير الربحية، التي تعتمد على رعي الماعز، ليقلل خطر اشتعال الغابات، عبر القضاء على الفروع القريبة من الأرض.
وهذه الحاجة ملحة في منطقة سييرا في كاليفورنيا، حيث تشكل الحرائق الكارثية تحديًا غير مسبوق. ويعيش أكثر من 880 ألف شخص في هذا المناطق الجبلية من الولاية، وفقًا لفريق عمل مقاومة حرائق الغابات في كاليفورنيا.
حريق مدمر
لا تزال مقاطعة ماريبوسا، حيث يعيش 16% من السكان تحت خط الفقر، تتعافى من حريق أوك المدمر بشكل خاص، وهو حريق متعمد تسبب في تدمير 127 منزلاً و66 مبنى خارجيًا في عام 2022.
وفي يوليو/تموز الماضي، تسبب تهديد جديد، وهو حريق على مساحة 908 أفدنة – ناجم عن جزازة العشب التي أشعلت العشب الجاف – في إحراق خطير بالقرب من الشارع الرئيس التاريخي في ماريبوسا، أسفر عن تدمير وإلحاق الضرر بـ 18 مبنى.
وقالت منسقة برنامج الحد من المخاطر المجتمعية في كاليفورنيا فاير، كارا جاريت: “أصبح استعمال الماعز للرعي المستهدف أكثر شيوعًا على مستوى الولاية لأنه يتوافق مع زيادة حماية الأشخاص والمباني والمجتمعات”.
“وجد الكثيرون أن الرعي أداة فعالة. لا تساعد [الماعز] فقط في إزالة الغطاء النباتي السنوي، ولكنها تتجول أيضًا في الأشجار وتقلل من أحمال الوقود، مما يساعد أصحاب العقارات في تقليل استهلاك الوقود”، وفقًا لـ “سيفيل إيتس“.
وأضافت جاريت إن إدارة كاليفورنيا للحرائق لا تعقد عقودًا خاصة بالرعي، لكن 18 من منح منع حرائق الغابات لعامي 2022-2023، ذهبت إلى مشروعات شملت الرعي.وقالت جاريت: “يمكن أن تتسبب جزازات العشب، وآلات إزالة الأعشاب الضارة، والمناشير الكهربائية، والجرارات، وماكينات التشذيب في إشعال حرائق الغابات إذا جرى استعمالها في الوقت الخطأ من العام. ومع بقاء العمل الذي يتعين القيام به في جميع أنحاء كاليفورنيا، فإن الماعز التي ترعى هي بديل آمن للمساعدة في في هذا”.
وأضافت المتحدثة باسم مكتب إدارة الأراضي في كاليفورنيا، سارة دينوس، أن ما يقارب من ثلث جميع الأفدنة المعالجة في مشروعات تقليل الوقود التي ينفذها مكتب إدارة الأراضي في كاليفورنيا تستعمل الرعي، بما في ذلك الماعز.

وقالت دينوس إن الأفدنة التي ترعى للتخفيف من الحرائق من خلال الوكالة؛ زادت بأكثر من الضعف بين عامي 2018 و2022. وتظهر بيانات مكتب إدارة الأراضي ارتفاعًا من نحو 5400 فدانًا في الولاية إلى 18 ألف فدانًا خلال هذه المدة.
ويمكن استعمال الماعز بدلاً من مبيدات الأعشاب لاستهداف النباتات الغازية بطريقة تساعد في استعادة التوازن للنظام البيئي، بما في ذلك عن طريق إضافة العناصر الغذائية إلى التربة من خلال نفاياتها، كما تقول دينوس. وتضيف أنه يمكن للماعز التنقل عبر التضاريس الوعرة شديدة الانحدار حيث لا تكون الآلات عملية.
“غير أنه هناك عيوب بالطبع”، وفق دينوس، موضحة أنه يمكن لقطيع من الماعز، إذا لم يجر مراقبته بشكل صحيح، أن يقطع الكثير من الأراضي، ويأكل كل شيء.
ويمكن تجنب ذلك عبر توجيههم جيدًا، يمكن أن تكون الماعز -أيضًا- أداة مناسبة في المواقع التي تتطلب “لمسة أخف”، مثل المواقع الثقافية الحساسة، كما يقول المتحدث باسم منطقة جنوب غرب المحيط الهادئ التابعة لخدمة الغابات الأمريكية، مارك ثيبيدو.
وبخلاف تصاريح الرعي العامة، التي أصدرتها خدمة الغابات منذ إنشائها، يقول ثيبيدو إن منطقته استخدمت الماشية العام الماضي لرعي 4544 فدانًا على وجه التحديد للتخفيف من حرائق الغابات.
الماعز السعيد تقدم المساعدة
في مقاطعة ماريبوسا الريفية، حيث جرى استبدال العديد من المزارع التاريخية الكبيرة بقطع سكنية أصغر حجمًا يمكن أن تنمو عليها الأعشاب بسهولة، تقدممنظمة الماعز السعيد المساعدة.
وحب الماعز للأوراق يعني أنها تخلق مساحة إضافية بين الأرض والفروع المنخفضة، ما يساعد في منع وصول النيران إلى مظلة الشجرة.
وتشمل عمليات الماعز الأخرى في كاليفورنيا تلك التي يقودها المجلس المعني في سان فرانسيسكو، والعديد من تعاونيات الرعي في مقاطعة سونوما.
“إنها أكثر استدامة – ولها تأثير أقل على البيئة”، هذا ما قاله أحد عمال شركة إديسون في جنوب كاليفورنيا لصحيفة فريسنو بي عن استخدام الماعز من شركة “تشاسينغ غوت غراسينغ” لإدارة الغطاء النباتي تحت خطوط الكهرباء في سييرا نيفادا.
وتتبرع منظمة الماعز السعيد بمعظم منتجاتها لبنوك الطعام. وتبرعت بـ 4400 رطل من المنتجات في العام الماضي – أكثر من ثلث كل ما زرعته – وتخطط لمضاعفة هذا الرقم. إلى جانب الماعز، تشمل الحيوانات الأخرى في مزرعتها الدجاج للبيض والأغنام والخنازير والبط والدجاج الحبشي والأوز. ولا يستخدم أي منها للحوم.
ويأتي تمويل الجهود الخيرية لمنظمة الماعز السعيد من مؤسسات ذات صلة، مثل مطعمها الذي يهدف إلى الربح والذي يحمل اسم “من مزرعة الماعز السعيد إلى المائدة، والذي افتتح في الخريف الماضي في بلدة ماريبوسا على الطريق مباشرة.

وحصلت الماعز السعيد -أيضًا- على منحة تنمية ريفية من وزارة الزراعة الأميركية العام الماضي للبحث في جدوى استخدام شعر الماعز لإنتاج الكشمير، وهو محدود في الولايات المتحدة.