إمدادات الغذاء تواجه أزمات المناخ في أميركا والمملكة المتحدةمزارع ينظر إلى نباتاته بعد أن غمرتها مياه الفيضان - الصورة من بزنس دايلي

غذاء ومناخ

تضرب الفيضانات والأمطار الغزيرة إمدادات الغذاء في العديد من المناطق في أميركا والمملكة المتحدة، والوضع يزداد سوءًا إلى الحد الذي يجعل بعض الناس غير قادرين على الحصول على طعام يوم واحد، كما ينعكس ذلك -أيضًا- على صحة الناس.

بينما تضرب الأمطار الغزيرة إمدادات الغذاء بسبب تلف نسبة من المحاصيل في المملكة المتحدة، تتصاعد التحذيرات من مياه الفيضانات في الولايات المتحدة بسبب احتوائها على مواد كيميائية ومواد ملوثة وبكتيريا وسموم وفيروسات، يمكن أن ينجم عنها تعرض الناس لأمراض عديدة. كما أن تناول الطعام أو شرب الماء الملوث بمياه الفيضانات يمكن أن يكون خطيرًا للغاية.

ويضطر بعض المتطوعين لنقل  الطعام إلى المنازل في ولاية كارولينا الشمالية التي اجتاحتها الفيضانات، سيرًا على الأقدام أو بالحصان أو بالمركبات الرباعية الدفع، لضمان إمدادات الغذاء، عقب إعصار هيلين، الذي ألحق أضرارًا هائلة بالبنية التحتية في بعض المناطق، خاصة الطرق، وفق تقارير عدة طالعتها منصة “غذاء ومناخ“.

المزارعون يصلون لضمان إمدادات الغذاء

يصلي المزارعون في المملكة المتحدة، ويدعون ألا يكون هناك المزيد من الأمطار الغزيرة وهم يكافحون لتلبية الطلب وضمان إمدادات الغذاء وسط فيضانات واسعة النطاق تضرب المحاصيل المنزرعة.

وأظهرت أرقام “بي بي سي” أن إنتاج الفاكهة والخضروات انخفض بنسبة 5% في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بينما زادت هذه النسبة في محصول الجزر إلى أكثر من 7%، خلال الـ 12 شهرًا الماضية.

ودفع ذلك إلى استيراد المزيد من الجزر، مع ارتفاع الأسعار بمعدل حوالي 40% منذ العام الماضي.

وقال البستاني فيل كولينز من برومهام بالقرب من ديفايز: “لن يكون هناك ما يكفي من إمدادات الغذاء المزروع في هذا البلد إذا استمرت الأمور على هذا النحو”.

وأضاف: “لقد كان الأمر صعبًا، فقد غمرتنا مياه الفيضانات بارتفاع ثلاث بوصات يوم الاثنين الماضي، وأفسدت الأمر حقًا”.

“إنها المرة الأولى في حياتي التي لم نحصل فيها على ما يكفي من البطاطس، فعادةً ما يكون لدينا الكثير من البطاطس في متجر المزرعة، ولم يكن لدينا أي منها للبيع هذا العام”.

وقال مكتب الأرصاد الجوية إن سبع مقاطعات – بيدفوردشاير، وبركشاير، وباكينجهامشاير، وغلوسترشاير، ونورثهامبتونشاير، وأكسفوردشاير، وويلتشاير – سجلت جميعها أكثر من ثلاثة أضعاف متوسط ​​هطول الأمطار في سبتمبر/أيلول 2024.

وشهد جنوب إنجلترا أكثر شهر سبتمبر/أيلول رطوبة منذ عام 1918، وثالث أكثر شهر رطوبة في السجلات التي يعود تاريخها إلى عام 1836.

ملوثات الغذاء

مع ضرب إعصار ميلتون لفلوريدا، واستمرار الناس في تنظيف آثار إعصار هيلين، هناك بعض الأشياء التي يحتاج الناس إلى معرفتها حول مياه الفيضانات. ومن بينها أن الغرق وتلف المباني ليسا المخاطر الوحيدة الناجمة عن الفيضانات. وهذه المياه ليست قذرة فحسب، بل تحتوي مياه الفيضانات على الملوثات والبكتيريا والسموم والفيروسات.

حتى الحاويات التي يعتقد الناس أنها محكمة الغلق ليست محصنة ضد مياه الفيضانات، لذلك أصدرت مقاطعة شارلوت نشرة حول هذه المخاطر، وفقًا لـ “فوود بويسيد بولتن”.

وواحد من مسببات الأمراض التي -غالبًا- ما تكون موجودة في مياه الفيضانات هو بكتيريا  الضمة، والتي إذا دخلت جرحًا مفتوحًا، فقد يصاب الإنسان بمرض خطير. وتشمل الأعراض الإسهال والقيء وآلام البطن والحمى والقشعريرة وارتفاع معدل ضربات القلب والارتباك. ويمكن أن تسبب بكتيريا الضمة -أيضًا- مرضًا خطيرًا إذا تلوث الطعام أو الماء.

من ناحية أخرى، دُمر مخزن الطعام في نيوبورت أثناء إعصار هيلين، ما تسبب في توقفهم عن خدمة الآخرين.

وقالت مديرة سلة الخبز، تريش كلابر، إنها لم تتمكن من رؤية مدى سوء الفيضانات حتى بدأت مياه الفيضانات في الانخفاض.

وأضافت كلابر: “لقد فقدنا 100% من كل شيء”. “لقد كنت في حالة صدمة، وفي الأيام الأربعة الأولى، كان كل شيء مغلقًا، ولم أنزل حتى انحسرت المياه وبدأت بعض أعمال التنظيف.”

حالة أخرى في الولايات المتحدة، حيث عُزل كيث واتكينز وزوجته دون كهرباء لمدة أسبوع، بعد أن أحدث هيلين شقًا عميقًا في الأرض المؤدية إلى منزله، ما أدى إلى تدمير ما كان ذات يوم طريقًا شديد الانحدار يبلغ طوله ميلًا تقريبًا.

وفي حين يحاول المتطوعون توفير شريان حياة لأولئك الذين ما زالوا عالقين بأي طريقة ممكنة، في كريستون، نورث كارولينا، يقوم قسم الإطفاء التطوعي بتوصيل الإمدادات الأساسية لسكان المناطق الريفية المتضررين بشدة من فيضانات إعصار هيلين.

لذلك اضطر المتطوع جاستن وايت القفز من مركبة على الطرق الوعرة حيث التقى الطريق المدمر بالشارع، وحمل وجبتين ساخنتين – شواء وبطاطس مهروسة وماك آند تشيز. وشرع في إحضارها للزوجين بالطريقة الوحيدة الممكنة، وهي سيرًا على الأقدام.