غذاء ومناخ
يستطيع تحالف البريكس أن يجد حلولًا لمشكلات كل الأعضاء المختلفة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمياه مثل أزمة سد النهضة بين إثيوبيا ومصر، وفق السفير الروسي في القاهرة، جيورجي بوريسينكو.
جاء ذلك خلال لقاء عقدته لجنة العلاقات الخارجية والعربية بنقابة الصحفيين المصرية مع السفير الروسي، لبحث كل القضايا المتعلقة بمصر والمنطقة، وشاركت في تغطيته منصة “غذاء ومناخ“، اليوم الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وخلال شهر يناير/كانون الثاني 2024، رحبت مجموعة البريكس، التي تضم في عضويتها العديد من الدول مثل روسيا والصين والبرازيل، بأربعة أعضاء جدد في صفوفها هم مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة.
وقال بوريسينكو: “روسيا حثت حليفتها الإثيوبية مرارًا على أخذ المخاوف المصرية من سد النهضة في الاعتبار من قبل.”
وأضاف: “كثيرا ما نرسل إشارات إلى صديقنا الإثيوبي بضرورة التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف المعنية بمسألة سد النهضة”.
وتنعقد قمة البريكس 2024، خلال الثلث الأخير من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في مدينة كازان الروسية، حيث تنتقل رئاستها في العام المقبل إلى موسكو.
ومن المرتقب أن يشارك فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ما يعد فرصة لبحث أزمة سد النهضة خلال القمة، وفق السفير الروسي.
أزمة سد النهضة
ساءت العلاقة بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة، وفشل المفاوضات بشأن التنسيق بين الدولتين ومعهما السودان، في ملء السد.
ودخلت أمس الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024، اتفاقية الإطار التعاوني لحوض نهر النيل المعروفة باتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ رسميًا، في حين يستمر التوتر بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة.
ورفضت مصر والسودان حتى الآن الاتفاقية، بينما وقعت عليها دول المنبع، بما في ذلك إثيوبيا ورواندا وجنوب السودان وأوغندا وتنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
لذلك، دعت مصر أمس دول حوض النيل إلى إعادة النظر في اتفاقية الإطار التعاوني، بحسب “ميدل إيست مونيتور“.
وقال وزير الري المصري، هاني سويلم، في فعالية أسبوع المياه بالقاهرة: “ندعو دول حوض النيل التي وقعت على اتفاقية عنتيبي إلى مراجعة موقفها والعودة مرة أخرى لمناقشة التعاون بين الدول بما لا يضر أيً من دول المنبع”.
وأضاف: “موقف مصر عادل ومتسق مع الاتفاقيات النهرية الدولية المطبقة دوليًا”.
وشدد الوزير المصري على أن المناقشات “يجب أن تشمل جميع الدول ولا تستبعد أي دولة من الدول المشاطئة”. وقال سويلم إن إمدادات المياه في مصر لا تكفي احتياجات البلاد.
وأكد أن “مصر لن تتنازل حتى عن متر مكعب واحد من مياه النيل وترفض بشدة اتفاقية عنتيبي في شكلها الحالي”.
الرئيس المصري يحذر
قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في وقت مبكر من أمس إن الحفاظ على موارد مصر المائية “قضية وجودية”.
وأضاف أن “نهر النيل هو المصدر الرئيس للمياه لمصر، حيث يمثل أكثر من 98%” من إمداداتها المائية.
وتمثل اتفاقية الإطار التعاوني أول جهد متعدد الأطراف من جانب دول حوض النيل لإنشاء إطار قانوني ومؤسسي لحكم استخدام وإدارة النهر.
وكان نهر النيل مصدرًا للتوتر، وخاصة بين مصر وإثيوبيا، حيث بدأت الأخيرة في بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير على النيل الأزرق، أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل.
وتنظر إثيوبيا إلى سد النهضة بوصفه ضروريًا لتنميتها الاقتصادية، وتصر على أنه لا يشكل تهديدًا لإمدادات المياه في المصب. بينما تنظر مصر إلى سد النهضة الإثيوبي الكبير بوصفه تهديدًا وجوديًا لحصتها من المياه من نهر النيل، وتطالب باتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله.
وكان عالم الفضاء المصري الأميركي، الدكتورعصام حجي، الذي يعمل في وكالة ناسا بالولايات المتحدة، قد أدلى بتصريحات منذ مايزيد عن الشهرن مفادها أن أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا تتمثل في عدم القدرة على الاتفاق على حصص كل دولة من المياه في أوقات الجفاف، وليس في السد في حد ذاته، إذ أن السودان لديه سدود، ولم تمثل يومًا مشكلة للقاهرة، وفق ما قاله
وقال: “إثيوبيا التي دشنت سد النهضة هي بلد المنبع، ولم يجر تحديد حصص المياه التي تحصل عليها الدول وقت الجفاف، أو انخفاض هطول الأمطار، وهذا يحدث بسبب تغير المناخ”.