الزراعة العائلية تعزز التنوع البيولوجيعائلة زراعية - الصورة من ذا لاند غروب

غذاء ومناخ

توفر الزراعة العائلية معظم الغذاء في العالم، لذلك يبذل عدد من منظمات الأمم المتحدة جهودًا لجمع 10 مليارات دولار للاستثمار في سكان الريف على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

وأطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024،  المنتدى العالمي للزراعة الأسرية، احتفالًا بالدور الأساسي للمزارعين الأسريين في بناء أنظمة غذائية زراعية مستدامة ومعالجة آثار أزمة المناخ، مع تحديد طرق لدعمهم بشكل أفضل.

وعلى مدار 3 أيام، سيكون المزارعون الأسريون، إلى جانب المسؤولين الحكوميين والباحثين والخبراء، في طليعة المناقشات حول كيفية دفع التقدم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، وفق بيان تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه.

وفي منتصف الطريق لعقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية (UNDFF) 2019-2028، سيعرض الحدث الذي يقام في مقر منظمة الأغذية والزراعة على هامش منتدى الغذاء العالمي 2024، ابتكارات السياسات والتجارب الناجحة من جميع أنحاء العالم.

إسهامات الزراعة العائلية

قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو، في حفل الإطلاق: “يوفر المزارعون الأسريون معظم طعامنا – والذي يصل إلى 70 إلى 80% على مستوى العالم، من حيث القيمة”.

أضاف: “أعضاء الزراعة العائلية هم الأشخاص الذين يعرفون بشكل أفضل حقائق العمل في الأرض، والتعامل مع الحيوانات، والمحيط والغابات. أصواتهم ووجهات نظرهم حيوية لمناقشاتنا خلال هذا الأسبوع.”

وتابع: “أنهم بحاجة إلى خدمات مالية، ويحتاجون إلى تقنيات جديدة، ويحتاجون إلى قنوات جديدة للوصول إلى الأسواق .. نحتاج معًا إلى العمل على ذلك”.

وقالت نائبة رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، جيراردين موكيشيمانا: “يتحمل المزارعون الأسريون – الذين هم على خط المواجهة في العديد من الأزمات – العبء الأكبر. ومع ذلك، فهم يمتلكون أيضًا المعرفة والخبرة لدفع التغيير الهادف. ومن مسؤوليتنا دعمهم وتمكينهم، وضمان بقائهم في مركز الحلول التي نسعى إليها”.

كما أكدت أن طموحات الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، تتمثل في جمع 10 مليارات دولار؛ للاستثمار في سكان الريف على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وتحسين الإنتاجية الزراعية، وتعزيز القدرة على الصمود، وزيادة الدخول، سواء داخل المزرعة أو خارجها، ودعم رواد الأعمال الريفيين لتطوير الأعمال وخلق فرص العمل.

وفي كلمته الترحيبية، دعا وزير الزراعة في جمهورية الدومينيكان، ليمبر كروز لوبيز، الحكومات إلى إعطاء الأولوية للاستثمار في الزراعة العائلية، خاصة في التكنولوجيا التي قال إنها يمكن أن “تحول بشكل جذري القدرة الإنتاجية للمزارعين الصغار، ونوعية حياتهم أيضًا”.

يُذكر أنه شارك في حفل الافتتاح الكاردينال ماورو جامبيتي، النائب العام لقداسة البابا في مدينة الفاتيكان، ورئيس كهنة كنيسة القديس بطرس، وخوسيه جرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمعهد فومي زيرو، والمدير العام السابق لمنظمة الأغذية والزراعة.

وسيستكشف المشاركون في المنتدى العالمي للزراعة العائلية المجالات ذات الأولوية مثل الابتكار والاستثمار والمساواة بين الجنسين والوصول العادل إلى الأراضي والموارد الطبيعية والخوض في مواضيع بما في ذلك القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، وابتكارات السياسات العامة وفرص السوق المتنوعة للمزارعين الأسريين.

ما هي الزراعة العائلية؟

تعد الزراعة العائلية، التي تضم أكثر من 550 مليون مزرعة في جميع أنحاء العالم، العمود الفقري لإنتاج الغذاء، حيث تمثل أكثر من 90% من جميع المزارع.

ويزرع المزارعون العائليون، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، أغذية متنوعة ومغذية، ويدعمون التنوع البيولوجي للمحاصيل ويديرون الموارد الطبيعية بشكل مسؤول. بالإضافة إلى ضمان الأمن الغذائي العالمي، فإنهم يحافظون –أيضًا- على المجتمعات الريفية والتراث الثقافي والموارد الطبيعية.

وبفضل الممارسات الزراعية القابلة للتكيف بنسبة كبيرة والمتجذرة في المعرفة المحلية، والتي لا تعتمد بشكل كبير على المدخلات الخارجية الرئيسة، يساعد المزارعون العائليون في تحسين صحة التربة، وتعزيز الإنتاجية، وزيادة القدرة على الصمود في مواجهة تأثيرات المناخ.

وعلى الرغم من الدور المهم الذي يلعبه المزارعون العائليون في إنتاج الغذاء لنسبة كبيرة من سكان العالم، فإن سبل عيشهم تظل محفوفة بالمخاطر.

وتعيش الأغلبية في المناطق الريفية، إذ يسكن في تلك المناطق ما يقارب 80% من الفقراء وغير الآمنين غذائياً في العالم.

ويواجه العديد منهم الصعوبات في الوصول إلى الموارد الإنتاجية وفرص السوق والخدمات الأساسية. وبالنسبة للنساء، فإن هذه العقبات أكبر، ما يعيق إنتاجيتهن ويؤثر على نظام الأغذية الزراعية الأوسع، ما يؤدي إلى استمرار الفقر والجوع.

وبالإضافة إلى الزراعة، يتولى المزارعون الأسريون أنشطة اقتصادية متعددة، غالبًا ما تكون غير رسمية، للإسهام في زيادة دخولهم الصغيرة.

وتقود منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية تنفيذ عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية 2019-2028، والذي يهدف إلى تطوير وتحسين وتنفيذ السياسات العامة والاستثمارات لدعم الزراعة الأسرية، وإطلاق العنان للإمكانات التحويلية لأفراد الزراعة العائلية  للإسهام في تحويل أنظمة الأغذية الزراعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما يشكل المزارعون الأسريون محور عمل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.

وقد قدم الصندوق الوحيد التابع للأمم المتحدة الذي يركز حصريًا على المناطق الريفية دعمًا ماليًا وفنيًا كبيرًا لعقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية، بالإضافة إلى الدعم العيني من خلال المتخصصين الفنيين.