الطهاة الأذكياء مناخيًا يطهون وجبات مستدامةطهاة مشروع (الطهاة الأذكياء مناخيًا) - الصورة من لا كوكينا إيطاليانا

غذاء ومناخ

نجح طهاة مشروع (الطهاة الأذكياء مناخيًا) الأوروبي في تقليل البصمة الكربونية واستهلاك المياه في وصفات الوجبات التي يقدموها بنسبة 30%، في حين لم تحقق استراتيجية “من المزرعة إلى المائدة” نصف أهدافها.

ومشروع الطهاة الأذكياء مناخيًا (لايف كليمت سمارت شيفز)، أطلقته أوروبا بتمويل من برنامج (لايف) التابع للاتحاد.

ويهدف المشروع إلى الإسهام في تطوير وتنفيذ سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي واستراتيجية “من المزرعة إلى المائدة”، من خلال إشراك الطهاة الأوروبيين بنشاط؛ كمروجين للأنظمة الغذائية منخفضة الانبعاثات والمغذية وبأسعار معقولة، وتعزيز المناقشة السائدة حول الغذاء كعامل رئيس للتخفيف من تغير المناخ، وفق الموقع الإلكتروني لمشروع الطهاة الأذكياء مناخيًا، الذي طالعته منصة “غذاء ومناخ“.

ونظام الغذاء حاليًا مساهمًا رئيسًا في تغير المناخ، حيث يمثل 31% من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الاتحاد الأوروبي. كما أنه يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي والاستخدام المفرط للمياه وهو مصدر رئيس للتلوث من الأسمدة والمبيدات الحشرية.

لذلك فإن الحد من التأثير البيئي للغذاء يشكل تحديًا رئيسًا تواجهه الحكومات والشركات، مع ضمان حصول الناس على التغذية التي يحتاجون إليها.

تثقيف الطهاة

قالت مديرة الاتصالات في مؤسسة باريلا، التي تنسق مشروع الطهاة الأذكياء مناخيًا، أليساندرا فاروتو: “الطهاة هم الجهات الفاعلة الرئيسة في هذه العملية [للحد من التأثير البيئي للغذاء]”. “لهذا السبب، كان مشروع الطهاة الأذكياء مناخيًا على مدار السنوات الثلاث الماضية في طليعة تثقيف الطهاة في جميع أنحاء أوروبا؛ مع التركيز على العلاقة الأساسية بين الغذاء والصحة والبيئة”.

وقدم مشروع الطهاة الأذكياء مناخيًا الأوروبي تدريبًا وموارد لـ 164 طاهيًا من جميع دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين لتحويل وصفاتهم وإنشاء قوائم للوصفات بطرق أكثر استدامة، وفق الموقع الإلكتروني للمفوضية الأوروبية.

الصورة من كونسيومر إيكولوجي

ووفقًا لفاروتو، تمكن الطهاة المشاركون من تقليل البصمة الكربونية والمائية لوصفاتهم بنحو 30%.

وتمكن الطهاة الذين أكملوا التدريب –أيضًا- من دخول جائزة جديدة، تهدف إلى تكريم أولئك الذين حققوا تحسينات كبيرة في الاستدامة في مطابخهم. وتتكون الجائزة من فئتين – أفضل مطعم مستدام وأفضل وصفة مستدامة. ومن المقرر الإعلان عن الفائزين في ديسمبر 2024 في مؤتمر نهائي للمشروع، والذي يُعقد في ميلانو بإيطاليا.

ويشارك بعض الطهاة أيضًا في حملة (زيرو واست, مور واست”، وذلك بالإسهام  إصدار كتاب طبخ جديد يهدف إلى تقليل هدر الطعام، عبر استعمال بقايا الطعام ومخلفاته لإعداد أطباق لذيذة، وشهية.

كما أنتج شركاء المشروع،  من إيطاليا وأيرلندا وفنلندا، أداة إدارة قائمة طعام رقمية؛ تتضمن بيانات البصمة الكربونية والمائية التي قاموا بجمعها من خلال مشروع سابق، هو  (إي تابل لايف)، ويسمح البرنامج المسمى بـ “فوودبرينت” للطهاة، بمتابعة التأثير البيئي لوصفاتهم كنظام إشارات مرور، ويمنحهم خيارات لإجراء تعديلات حتى يصبح الطعام أكثر استدامة.

كما أدت استطلاعات الرأي بين الطهاة والبحوث التي أُجريت للمشروع إلى سلسلة من التوصيات وأفضل الممارسات للمطاعم التي تأمل في تحسين استدامتها.

وقام بإنشاء خارطة طريق طويلة الأجل، تسمى رؤية 2030، لمساعدة صناعة الضيافة على العمل مع الحكومات لتقديم السياسات اللازمة لتحويل نظام الغذاء.

أهداف (الطهاة الأذكياء مناخيًا)

يهدف مشروع (الطهاة الأذكياء مناخيًا) إلى الإسهام في تطوير وتنفيذ سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي واستراتيجية “من المزرعة إلى المائدة”، التي كشفت عنها المفوضية الأوروبية في عام 2020، ولكن أكثر من نصف وعودها لم يجر الوفاء بها بعد، وفقًا لتحليل أجرته يورونيوز في فبراير/شباط الماضي.

ويفترض أن “من المزرعة إلى المائدة” عنصر رئيس في الصفقة الخضراء التي تركز على البيئة في الاتحاد الأوروبي، ولكن كانت هناك مؤخرًا ردود فعل عنيفة من قبل المزارعين المحتجين.

ومن بين الإجراءات الـ 31 الموعودة كجزء من “من المزرعة إلى المائدة”، لم يُنفذ سوى 15 إجراءً – وسحبت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين اقتراحًا مثيرًا للجدل بشأن المبيدات الحشرية.

وتهدف الاستراتيجية إلى جعل الغذاء الأوروبي أكثر استدامة، من خلال تحويل الإنتاج والتوزيع والاستهلاك. وفي الواقع، طُرحت العناصر المتعلقة بالزراعة فقط – جانب “المزرعة” – بشكل لا لبس فيه، وفق “يورونيوز“.

إلا انه في الوقت نفسه، تضخمت خطة العمل الأصلية التي تضم 27 مبادرة، والتي اقترحت في مايو/أيار 2020 وكان من المقرر تنفيذها قبل نهاية ولاية المفوضية الحالية، إلى 31 مبادرة مع تطور المكونات وتقسيمها.

وفي حين يشير الجدول الزمني الذي نشرته المفوضية إلى اكتمال جميع المبادرات تقريبًا، فإن السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لم تفعل في كثير من الحالات أكثر من العمل على تقييم الأثر ــ وثيقة تحليلية تحدد إيجابيات وسلبيات خيارات السياسة المختلفة.

الصورة من نيوتريتكس

ومن المرجح أن يظل أكثر من ثلثي الاستراتيجية غير مكتمل قبل أن تتولى المفوضية الجديدة مهامها في نوفمبر/تشرين الثاني، مع استمرار مناقشة التشريعات من قِبَل المشرعين.