تحرير الجينات قد تكون وسيلة لتحقيق الأمن الغذائيتقنيات تحرير الجينات - الصورة من ماهان هيلث

غذاء ومناخ

افتتح منتدى العلوم والابتكار (سيف 2024)، جلساته، أمس الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بمناقشة فوائد تبني ونشر تقنيات تحرير الجينات، ودراسة آثارها، والطريق إلى تطوير منتجات غذائية تقاوم الأمراض وظروف الطقس المتطرف، مثل العنب المقاوم للجفاف، والحليب المضاد للحساسية، وموز غني بفيتامين إيه.

واختتم المنتدى، وهو أحد الركائز الثلاث لمنتدى الغذاء العالمي 2024، إلى جانب منتدى الشباب العالمي ومنتدى الاستثمار، اليوم الجمعة، 3 أيام من المناقشات في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في روما، حول كيفية توفير التقنيات المتطورة للمنتجين على نطاق صغير، وفقًا لبيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.

وتحرير الجينوم (يُسمى أيضًا تحرير الجينات)، هو مجموعة من التقنيات التي تمنح العلماء القدرة على تغيير الحمض النووي للكائن الحي.

وتسمح تقنيات تحرير الجينات بإضافة المواد الوراثية أو إزالتها أو تغييرها في مواقع معينة في الجينوم.

وجرى تطوير العديد من الأساليب لتحرير الجينات، منها المعروفة باسم (كريسبر-كاس 9)، ونجم عنه الكثير من الإثارة في المجتمع العلمي، لأنه أسرع وأرخص وأكثر دقة وأكثر كفاءة من طرق تحرير الجينات الأخرى، وفقًا للموقع الإلكتروني للمكتبة الوطنية للطب الأميركية.

تقنيات تحرير الجينات

أُقيمت النسخة الثالثة من منتدى الابتكار،  تحت عنوان “العلم والابتكار الشاملان لتحويل أنظمة الأغذية الزراعية، وعدم ترك أي شخص خلف الركب”.

وجمعت بين العلماء المعترف بهم وخبراء الابتكار وصناع السياسات، فضلاً عن المنتجين على نطاق صغير والشعوب الأصلية والنساء والشباب والقطاع الخاص، في محاولة لتشجيع تنوع وجهات النظر القائمة على العلم.

وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو، في كلمته الافتتاحية للمنتدى: “إن العلم والتكنولوجيا والابتكار هي عوامل تسريع رئيسة لتحويل أنظمة الأغذية الزراعية، ولكن يجب أن تكون شاملة لضمان أن يكون التحول عادلاً ومنصفًا”.

ومع مواجهة أنظمة الأغذية الزراعية العالمية لتحديات متزايدة، بما في ذلك أزمة المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الموارد، ونمو السكان، وتغيير الأنظمة الغذائية، يجب تسخير إمكانات التقنيات الجديدة لتطوير الحلول.

ومع ذلك، فإن ما هو مطلوب هو جعل هذه الابتكارات مؤثرة على نطاق أوسع، حتى يتقاسم الجميع الفوائد بالتساوي وبشكل مستدام، وفق دونيو.

وتُظهر الأبحاث أن تكنولوجيا تحرير الجينات يمكن أن تعزز الدقة في أساليب التربية، وتسهم في التطوير السريع للأصناف النباتية المحسنة وسلالات الحيوانات. وتشمل الفوائد المحتملة المحاصيل والثروة الحيوانية الأكثر مقاومة للآفات والأمراض وتحسين القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.

وتشمل بعض المنتجات المعدلة وراثيًا التي يجري تطويرها في جميع أنحاء العالم: الموز المدعم بفيتامين أ، والحليب المضاد للحساسية، والقمح الخالي من الغلوتين، والسلمون المقاوم للأمراض، وكروم العنب المقاومة للجفاف، والكاكاو المحمي من الأمراض الفطرية.

الصورة من إن بي آر

ومع ذلك، هناك –أيضًا- مخاوف عديدة محتملة على عدة أصعدة بيئية وأغذية، وأخلاقية، وتنظيمية.

وفي هذا الصدد، نشرت (الفاو) تقريرًا في عام 2022، يناقش هذه الجوانب المهمة، تلاه تقرير في عام 2023 حول القضايا المتعلقة بسلامة الأغذية في تطبيق تحرير الجينات لإنتاج الأغذية، بما في ذلك إمكانية تطبيق مبادئ  (كوديكس أليمنفاريوس) الحالية، والمبادئ التوجيهية لتقييمات سلامة الأغذية ذات الصلة.

وقال دونيو في كلمته الافتتاحية للدورة، إنه من الضروري -قبل كل شيء- ضمان أن تكون تقنيات تحرير الجينات شاملة ومفيدة لجميع منتجي الأغذية، بما في ذلك المزارعين الأسريين.

الذكاء الاصطناعي

كما ناقشت جلسة أخرى الذكاء الاصطناعي، وجمعت وجهات نظر متنوعة وسمحت للمشاركين باستكشاف كيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تشكل مستقبل أنظمة الأغذية الزراعية.

والذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل كيفية زراعة وحصاد وتوزيع الغذاء ومصايد الأسماك والغابات. ومع ذلك، يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي شاملاً ومسؤولاً عن تحقيق إمكاناته الحقيقية. ولهذا السبب، في فبراير/شباط 2020، كانت منظمة الأغذية والزراعة، جنبًا إلى جنب مع مايكروسوفت وآي بي إم والكرسي الرسولي، من بين أول الموقعين على نداء روما لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وفق بيان (الفاو).

وليساعد الذكاء الاصطناعي في الحد من الفقر والإسهام في عالم خالٍ من الجوع، يجب أن يسد الفجوة الثلاثية التي يسميها المدير العام – بدلاً من توسيعها -: الرقمية والريفية والجنسانية. وهذا يتطلب حوكمة وتعاونًا مناسبين بين القطاعين العام والخاص.

وقامت (الفاو) بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في العديد من منتجاتها.

مخبوزات من قمح خالي من الغيلوتين – الصورة من نيو ساينتست

ومن هذه العمليات: بوابة (وابور)، التي تراقب وتقدم تقارير عن إنتاجية المياه الزراعية في أفريقيا والشرق الأدنى؛ نظام مؤشر الإجهاد الزراعي، الذي يبحث في بيانات الأقمار الصناعية عن علامات الجفاف الناشئة؛ ونظام (سيبال)، الذي يتتبع التغيرات الصغيرة النطاق في الغابات التي يمكن أن تشير إلى حرائق أو قطع الأشجار غير القانوني؛ وتطبيق دودة الحشد الخريفية، الذي يمكن المزارعين من اكتشاف أضرار دودة الحشد الخريفية في الوقت المناسب؛ ومختبر بيانات منظمة الأغذية والزراعة، الذي يستخدم مصادر غير تقليدية ويبني أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديث العمليات الإحصائية لدعم تحول أنظمة الأغذية الزراعية.