غذاء ومناخ
تتبنى مصر خطة يجري تنفيذها حاليًا لتقليل استهلاك المبيدات الكيماوية، واستبدالها بالمبيدات البيولوجية.
جاء ذلك على لسان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في الدولة الواقعة شمال شرق أفريقيا، علاء فاروق، خلال إطلاق مشروع إطار الإدارة المستدامة للمبيدات في مصر، الذي يتبناه تحالف “كروب لايف الدولي”، بالتنسيق مع لجنة المبيدات الزراعية االمحلية، والذي قال إن بلاده تستهدف خفض المبيدات الكيماوية بنسبة 50%، لتحل مكانها البيولوجية بحلول 2030، بحسب بيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.
وأضاف فاروق أن كمية المبيدات المستعملة في الأراضي الزراعية في مصر تقدر بنحو 10 آلاف طن، بينما ينتج العالم نحو 5 ملايين طن من المبيدات سنويًا، بما يعادل 60 مليار دولار، منها أكثر من 7% مبيدات مغشوشة وغير صالحة للاستخدام وتضر بصحة الإنسان.
وبصفة عامة تسهم المبيدات الحشرية بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة استخدام المبيدات الحشرية، وفقًا لما ذكرته المديرة المشاركة في منظمة “بان“، آشا شارما، والباحثة الرئيسة مارغريت ريفز، وزميلة السياسات كاليستا واشبورن.
انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من المبيدات
تقوم دراسات قليلة جدًا بحساب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من استخدام المبيدات الحشرية على مدار دورة الحياة الكاملة (الإنتاج والتخزين والشحن والتطبيق والتحلل) للمواد الكيميائية، ما يتسبب على الأرجح في التقليل من تقديرات التأثير الحقيقي.
وعلى صعيد الإنتاج، تُستخلص نسبة 99% من جميع المواد الكيميائية الاصطناعية – بما في ذلك المبيدات الحشرية – من الوقود الأحفوري.
غير أنها تحظى باهتمام أقل بكثير من الأسمدة النيتروجينية، وهي مدخلات كيميائية زراعية رئيسة أخرى تخلق مستويات خطيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وأظهرت الأبحاث أن تصنيع كيلوغرام واحد من المبيدات الحشرية يتطلب في المتوسط نحو 10 أضعاف الطاقة، مقارنة بكيلوغرام واحد من الأسمدة النيتروجينية.
ويمكن للمبيدات الحشرية –أيضًا- إطلاق انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بعد تطبيقها، حيث ثبت أن المبيدات الحشرية المدخنة تزيد بشكل كبير من إنتاج أكسيد النيتروز في التربة، وفق باحثات “بان”.
وتؤدي العديد من المبيدات الحشرية إلى إنتاج الأوزون على مستوى الأرض، وهو غاز دفيئة ضار بالإنسان والنباتات.
وفي الوقت نفسه، يؤدي استخدام المبيدات الحشرية إلى تغير المناخ، وتُظهِر الأبحاث أن تأثيرات تغير المناخ من المرجح أن تؤدي إلى زيادة استخدام المبيدات الحشرية الاصطناعية.
ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد الحراري وأنماط الأمطار المتغيرة، والتي تؤدي إلى انخفاض قدرة المحاصيل على الصمود. على سبيل المثال، تعمل ظروف الجفاف على إضعاف الدفاعات الطبيعية للنباتات وتغيير بيولوجيتها، مما يجعلها أكثر عرضة للآفات.
ومن المرجح أن تحفز درجات الحرارة المرتفعة نمو أعداد الحشرات في مناطق معينة.
ويتوقع العلماء –أيضًا- رؤية تحولات مستمرة في المناطق الجغرافية للحشرات وإمكانية البقاء على قيد الحياة في الشتاء.
ولأنها تتمتع بتنوع أكبر في مجموعتها الجينية وقدرة أكبر على التأقلم، فإن الأعشاب الضارة أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ من المحاصيل المزروعة.
وتشير الأبحاث إلى أن الأعشاب الضارة ستتمتع بقدرة متزايدة على التفوق على المحاصيل الزراعية في العديد من المناطق، مما يؤدي إلى انخفاض المحاصيل.
لا تسجيل قبل الاختبار
في مصر، وجهت وزارة الزراعة بعدم تسجيل أي مبيد إلا بعد اختباره ميدانياً بالشروط المصرية، وإجراء اختبار المطابقة للخواص الطبيعية والكيميائية والشوائب المصاحبة له مع قياس مدى سلامته على صحة المواطنين والبيئة المصرية قبل استعماله.
وقال وزير الزراعة إن الوزارة أطلقت حملات لمراقبة المبيدات المتداولة بالأسواق، أسفرت عن تحرير 157 محضر مخالفة، وضبط 65 طن مبيدات غير مطابقة للمواصفات ومحظور تداولها، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأشار إلى أنه إصدار كتاب التوصيات الفنية لمكافحة الآفات الزراعية هذا العام (2024) وتوزيع أكثر من 2000 نسخة منه مجاناً على الجمعيات التعاونية الزراعية، إضافة إلى إتاحته كنسخة إلكترونية.
كما وجه باستمرار تنفيذ البرنامج الوطني لرصد متبقيات المبيدات في الخضار والفواكه بالأسواق المحلية، وإجراء التحاليل اللازمة في مختبرات الوزارة؛ للتأكد من النسب المسموح بها للتداول والاستهلاك، وتشديد إجراءات الرقابة لمنع الغش والتهريب للمبيدات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.