نوع من الزراعة الحراجيةنوع من الزراعة الحراجية - الصورة من ليرن أغروفورستري

غذاء ومناخ

هل يمكن أن تكون الزراعة الحراجية واحدة من الحلول المستدامة للأمن الغذائي والتغذوي في ظل تغير المناخ؟

ومع مواجهة العالم لضغوط متزايدة لإطعام عدد سكاني متزايد بسرعة، هل تظهر الممارسات الزراعية المبتكرة والمستدامة مثل الزراعة الحراجية كحلول رئيسة؟

يجيب رائد الأعمال الاجتماعي ورئيس مؤسسة باليبارا في الهند، رانجيت بارثاكور، على تلك الأسئلة في مقال، اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“، نصح فيه العالم بتبني الزراعة الحراجية، كواحدة من أفضل الطرق لتحقيق الأمن الغذائي.

الزراعة الحراجية والأمن الغذائي

قال رانجيت بارثاكور، إنه بالإضافة إلى زيادة الإنتاج الزراعي، تسهم الزراعة الحراجية بشكل كبير في الأمن الغذائي والتغذوي من خلال تحسين صحة التربة، وفق “رورال فويس“.

ويعزز النظام بشكل طبيعي دورة المغذيات من خلال تحلل القمامة، وإفراز الجذور، وتثبيت النيتروجين البيولوجي. ومن خلال دعم نمو المحاصيل حتى في أوقات الجفاف، تساعد الزراعة الحراجية في استقرار إنتاج الغذاء، ما يجعلها مصدرًا موثوقًا للتغذية للمجتمعات.

كما يعمل دمج أنواع الأشجار مع المحاصيل على تنويع الأنظمة الغذائية وتعزيز القيمة الغذائية، مقارنة بممارسات الزراعة الأحادية.

تجلب الزراعة الحراجية مزايا بيئية للمناطق ذات المناظر الطبيعية الصعبة، مثل شمال شرق الهند.

كما تعمل على تنظيم خدمات النظم الإيكولوجية، واستقرار المناخات المحلية للمحاصيل من خلال الاحتفاظ برطوبة التربة والحد من التآكل – وهي فائدة حيوية للتضاريس الجبلية المعرضة لهطول الأمطار الغزيرة والفيضانات.

وعلاوة على ذلك، يقال إن أنظمة الزراعة الحراجية تخزن ما يصل إلى 30% من الكربون أكثر من الأنظمة الزراعية التقليدية، ما يجعلها حاسمة في مكافحة تغير المناخ، وفق بارثاكور.

من الناحية الاقتصادية، توفر الزراعة الحراجية تدفق دخل متنوع للمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، الذين يشكلون نحو 80% من  القوى العاملة الزراعية في شمال شرق الهند.

ومن خلال زراعة مزيج من الفاكهة والخضروات والأخشاب والأعلاف، يقلل المزارعون من اعتمادهم على الدخل من محصول واحد، ما يخفف من المخاطر المالية الناجمة عن فشل المحاصيل.

كما تعالج الزراعة الحراجية احتياجات الطاقة لهذه المجتمعات، وتوفر حطب الوقود المستدام، وهو أمر قيم بشكل خاص في المناطق النائية التي تعتمد على الخشب للطهي.

وعلى الرغم من مزاياها، لا تزال الزراعة الحراجية غير مستغلة بشكل كامل في شمال شرق البلاد (الهند) بسبب تحديات مختلفة.

صورة تعبيرية عن كل أنواع الزراعة الحراجية – الصورة من ديفيديسكورس

وقال بارثاكور إن الافتقار إلى الوعي بفوائدها، إلى جانب التكاليف الأولية المرتفعة وقضايا حيازة الأراضي الإقليمية، يحد من تبنيها. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي التحديات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن المناخ إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي للمجتمعات الضعيفة.

في حين تشجع البرامج الحكومية مثل السياسة الوطنية للزراعة الحراجية والبعثة الوطنية للزراعة المستدامة، فإن الاستراتيجيات المصممة خصيصًا وأنظمة الدعم ضرورية لجعل الزراعة الحراجية في متناول الجميع.

ماهي الزراعة الحراجية؟

تُعد الزراعة الحراجية مصطلحاً جامعاً لنظم إدارة الأراضي حيث تُدمج النباتات الخشبية المعمرة عمداً مكانياً أو زمانياً في الوحدات نفسها في إدارة الأراضي التي تدار فيها المحاصيل الزراعية و/أو الحيوانات. وتوجد في نظم الزراعة الحراجية تفاعلات بيئية واجتماعية واقتصادية بين المكونات المختلفة، وفق منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).

وتُعد الزراعة الحراجية حلاً قائماً على الطبيعة يمكنه تنويع الإنتاج واستدامته لزيادة المنافع الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، كما أنها لها أهمية خاصة بالنسبة إلى المزارعين أصحاب الأملاك الصغيرة وغيرهم من سكان الريف لأنها قادرة على تنويع محاصيلهم ودخلهم، وتعزيز الأمن الغذائي، فضلاً عن زيادة قدرة المزارع على الصمود في وجه تغير المناخ. كما يمكن أن يوفر دمج الأشجار مثل تلك التي توفر الفاكهة أو العلف أو تثبيت النيتروجين يمكن أن يوفر –أيضًا- مجموعة من الفوائد المباشرة وغير المباشرة للمزارعين.

ووفق (الفاو)، هناك 3 أنواع رئيسة من نظم الزراعة الحراجية: 1- نظم زراعة المحاصيل المختلطة بالأشجار، وهي توليفة من الأشجار والمحاصيل، كالزراعة الشريطية للمحاصيل أو الحدائق المنزلية. 

2- النظم الحراجية المختلطة بالمراعي، وهي توليفة من الأشجار ورعي الحيوانات المستأنسة في المراعي المزروعة والمراعي الطبيعية أو في المزارع.

3-النظم الزراعية الحراجية المختلطة بالمراعي، وهي الجمع بين الأشجار ورعي الحيوانات المستأنسة، بما في ذلك في المراعي.

ويمثل التنوع المتأصل في الزراعة الحراجية تحدياً وفرصة في آن واحد، وفق (الفاو).

وبما أن الزراعة الحراجية يمكن تصميمها لتحسين إنتاجها وفوائدها إلى أقصى حد، ينبغي تصميم الزراعة الحراجية على أساس الظروف البيئية، واحتياجات المزارع الفرد والمجتمعات المحلية، والاعتبارات الاقتصادية الأخرى مثل توافر الموارد والأسواق وسلاسل الأنشطة ذات القيمة المضافة

الصورة من غلوبال كوفي ريبورت

ويتطلب ذلك فهماً شاملاً للسياق والحقائق التي تواجه المزارعين، فضلاً عن الخبرة في جميع مكونات نظام الزراعة الحراجية وإدارتها المتكاملة لضمان تحقيق فوائد قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل. ولذلك، تتطلب نظم الزراعة الحراجية معرفة متعددة التخصصات، بما في ذلك فهم الأنواع المناسبة، والترتيب والإدارة المثلى وكيفية تفاعل الأشجار والمحاصيل و/أو الحيوانات مع بعضها البعض على مدار السنة ودورات النمو.