غذاء ومناخ
تلقت أنظمة الأغذية الزراعية 29 مليار دولار، ما يعادل 23% فقط من إجمالي تمويل التنمية المتعلق بالمناخ في 2022. وللوفاء بأهداف صافي الانبعاثات الصفرية، تتطلب تلك الأنظمة ما يقارب من تريليون دولار سنويًا حتى عام 2030، وفقًا لما قاله المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، شو دونيو، اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في قمة المناخ كوب 29 في باكو (عاصمة أذربيجان).
وقال دونيو إن البلدان التي تعيش في بيئات هشة هي التي تشعر بفجوة التمويل هذه أكثر من غيرها.
وأضاف: “يتعين علينا زيادة الدعم والتمويل عاجلًا لتعزيز التكيف وبناء القدرة على الصمود في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات.. والعمل المناخي ممكن، ويمكن أن يساعد في تعزيز التنمية وبناء السلام”، وفق تقرير المنظمة التي حصلت منصة “غذاء ومناخ” على نسخة منه.
وأشار المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة إلى التوقيع قبل عام في قمة المناخ كوب 28؛ على إعلان المناخ والإغاثة والتعافي والسلام، حيث دعت 70 حكومة و39 منظمة إلى اتخاذ إجراءات جماعية أكثر جرأة لبناء القدرة على التكيف مع المناخ في البلدان في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات.
مبادرة باكو هارمونيا للمناخ
استجابت (الفاو) بالشراكة مع صندوق المناخ الأخضر، لدعوة اإغاثة والتعافي والسلام، ورحبت بقرار صندوق المناخ الأخضر بمنح 169 مليون دولار لتمويل مشروعات بارزة في الصومال والعراق، والتي ستنفذها المنظمة، إضافة إلى مشروع ثالث في بوروندي مع صندوق الفدان الواحد.
وقال مدير عام المنظمة شو دونيو: “ستدعم هذه المشروعات التكيف مع المناخ في المجتمعات الريفية المتضررة من الصراع والفقر والكوارث المتعلقة بالطقس . ونحن نؤمن إيمانا راسخا بأن بناء أنظمة زراعية غذائية مرنة ومستدامة سيساعد هذه المجتمعات على البقاء والتعافي والازدهار”.
وعملت منظمة الأغذية والزراعة عن كثب مع رؤساء قمم المناخ لإيصال رسالة مفادها: أن تحويل أنظمة الأغذية الزراعية يوفر حلولاً لأزمة المناخ. وشهدت قمة المناخ كوب 27 في مصر، إطلاق شراكة الأغذية والزراعة من أجل التحول المستدام (فاست) المصممة لزيادة كمية ونوعية التمويل المناخي للأغذية والزراعة. وفي قمة المناخ كوب 28، وقع 160 رئيس دولة وحكومة على إعلان الإمارات بشأن الزراعة المستدامة وأنظمة الأغذية المرنة والعمل المناخي.
وقال دونيو، إنه اليوم، في قمة المناخ كوب 29، ترحب (الفاو) بمبادرة المناخ (باكو هارمونيا) للمزارعين. وأضاف أن المنظمة تفخر باستضافة المبادرة كجزء من شراكة (فاست)، وترحب بأذربيجان ومصر كرئيسين مشاركين.
وتابع دونيو: “بالتعاون مع الشركاء، ومن خلال خبرتنا وتجاربنا الجماعية، نتطلع إلى العمل مع رئاسة قمة المناخ كوب 29 لتحقيق أهداف هارمونيا، والتي تتوافق مع رؤية المنظمة لتحويل أنظمة الأغذية الزراعية العالمية من أجل تحقيق 4 أهداف أفضل: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل – دون ترك أي أحد خلف الركب”.
تحويل أنظمتنا الزراعية والغذائية
قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو، اليوم في قمة المناخ كوب 29: “إن الطريقة الوحيدة للحد من انبعاثات الكربون واستعادة الطبيعة على المسار المؤدي إلى الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية هي تحويل أنظمتنا الزراعية والغذائية”.
ويُعترف بشكل متزايد بهذا التحول إلى أنظمة زراعية وغذائية عالمية أكثر كفاءة وشاملة ومرونة واستدامة باعتباره أمرًا ضروريًا لتحقيق اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة.
وقال دونيو في فعالية رفيعة المستوى، بعنوان خفض الكربون وتكييف أنظمة الأغذية واستعادة الطبيعة على المسار إلى 1.5 درجة مئوية: “إن التحول يحمل حلولاً لأزمة المناخ والتحديات المترابطة للغذاء والمياه والأرض والتنوع البيولوجي”.
وكل عام، تبلغ البلدان المشاركة في اتفاقية المناخ منظمة الأغذية والزراعة عن كيفية تأثير أزمة المناخ بشدة على أنظمتها الزراعية والغذائية. ويعتمد المزارعون والرعاة والصيادون والمنتجون على هذه الأنظمة للحصول على دخلهم وغذائهم وتغذيتهم. إنهم على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، وفي كثير من الأحيان، هم من بين 730 مليون شخص يواجهون الجوع اليوم.
وقال المدير العام للفاو إن تحويل أنظمة الأغذية الزراعية يتطلب المزيد من التمويل والاستثمارات التي تصل إلى المجتمعات الزراعية، والاستفادة من الاستثمارات الخاصة، والمساعدة في إعادة توجيه الاستثمارات الزراعية.
وشدد على ضرورة دمج أنظمة الأغذية الزراعية في الخطط الوطنية، وإعطائها الأولوية في الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف. ويجب أن تعكس كل مساهمة وطنية محددة الإمكانات الكاملة للعمل المناخي من تحويل أنظمة الأغذية الزراعية.
وقال المدير العام إن منظمة الأغذية والزراعة تقترح إعادة الاجتماع في قمة المناخ كوب 30، لمناقشة كيفية تسريع الجهود لمكافحة إزالة الغابات، وهو جانب حاسم من العمل المناخي اللازم لتحويل أنظمة الأغذية الزراعية.
وقد أطلقت قمة المناخ كوب 29 اسم مؤتمر الأطراف المالي بسبب وجيه، وهو أن التركيز الرئيس للمفاوضات هو تمويل المناخ. والتمويل والاستثمار غير كافيين لتحويل أنظمة الأغذية الزراعية. إن توجيه التمويل إلى أنظمة الأغذية الزراعية وضمان وصول هذا التمويل بشكل فعال إلى المجتمعات الزراعية أمر بالغ الأهمية.
ولهذا السبب تحدث دونيو في العديد من الفعاليات التي نظمتها منظمة الأغذية والزراعة بشأن تمويل المناخ.
وفي فعالية منفصلة رفيعة المستوى في باكو؛ ركزت على تسريع تمويل المناخ من أجل أنظمة الأغذية الزراعية المرنة في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات، سلط المدير العام الضوء على أن الصراع، إلى جانب الأزمات المناخية والاقتصادية، دفع عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع إلى 733 مليونًا في عام 2023، حيث يقيم واحد من كل خمسة في أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، يعاني 135 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في 20 دولة أو منطقة متأثرة بالصراعات.