غذاء ومناخ
تتسلل رائحة الوقود بسبب مصفاة تكرير نفط قريبة من موقع قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب29)، في العاصمة باكو، بينما تستقبل رائحة التفاح الأذربيجاني الزوار والوفود، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
وأذربيجان منتج رئيس للنفط والغاز، لذلك انتقد الكثيرون استضافتها لقمة المناخ كوب29، لكن رئيس الدولة التي تنعقد فيها القمة أكد أن النفط والغاز “هدية من الله”.
وانتقد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف “الأخبار المزيفة الغربية” حول انبعاثات البلاد، وقال إنه “لا ينبغي إلقاء اللوم” على الدول لامتلاكها احتياطيات من الوقود الأحفوري، وفقًا لـ “بي بي سي”.
وتتمتع الدولة المضيفة لقمة المناخ هذا العام؛ بإنتاج زراعي جيد، يحتل المرتبة الثانية بين صادرات البلاد بعد النفط والغاز، ومن بين هذه الصادرات التفاح الأذربيجاني.
وقال مراسل موقع “ديفكس” الإلكتروني: “من طالبان، إلى رائحة البنزين الدائمة بفضل مصفاة نفط قريبة، والتفاح الأذربيجاني الطازج بشكل لا يصدق في جناح البلاد. تُعرف القمة باسم مؤتمر الأطراف المالي بسبب تركيزها على حشد الأموال لتمويل المناخ، ونحن نراقب عن كثب لمعرفة مقدار هذه الأموال التي تذهب إلى بناء أنظمة غذائية أكثر استدامة”.
أنواع التفاح الأذربيجاني
تضم أذربيجان بطبيعتها المتنوعة التي تحتوي على جميع المناطق المناخية تقريبًا نحو 300 نوعًا من التفاح. الأصفر والأخضر والأحمر والأرجواني والوردي – لوحة ألوان زراعة التفاح غنية جدًا وملونة.
ويمكن عدّ منطقة غوبا موطنًا للتفاح الأذربيجاني. المنطقة بأكملها مليئة ببساتين التفاح. وتنتشر رائحة أشجار التفاح اللذيذة والعطرية في كل حجر وكل منزل في هذه المنطقة الشمالية الجميلة. ويبدو الأمر وكأنك في جنة التفاح.
وأشهر أنواع التفاح في أذربيجان هو “التفاح الأبيض” (أغ ألما). ولا يمكن إشباع جوعك بتناول هذه الفاكهة الصفراء العطرة ذات الخدين الحمراء. ويفتخر الأذربيجانيون بهذا النوع من التفاح لدرجة أنهم كتبوا له أغنية بعنوان “تفاحة غوبا البيضاء”. وليس من المستغرب أن يشارك ثلثهم في حصاد التفاح بطريقة أو بأخرى، وفقًا لـ “أذر نيوز”.
وتحتفل منطقة غوبا كل خريف بمهرجان التفاح الذي يجذب العديد من السياح الأجانب. ليس فقط الأشجار، بل تتحول المدينة –أيضًا- إلى اللون الأحمر والذهبي، حيث يجري طلاء كل شيء بظلال التفاح.
وملكة جميع التفاح في أذربيجان هي -بلا شك- “غيزيلاحمدي”. إذا سألت الأذربيجانيين عن اسم تفاحتهم المفضلة، فإن أول ما يتبادر إلى أذهانهم هو بالتأكيد غيزيلاحمدي.
وهذا النوع من التفاح، ذو النكهة غير العادية، أصغر نسبيًا من غيره وله لون أحمر شهي جميل. ورائحته قوية “لدرجة أن الشيطان في جنة عدن أغوى حواء بشكل رئيس بهذه التفاحة الرائعة، كما يتردد”، وفق تقرير “أذر نيوز”.
وهذا النوع من التفاح يشبه مجموعة من الفيتامينات. يتحدث الأطباء لساعات عن فوائده، حيث يحتوي تفاح غيزيلاحمدي على كمية كبيرة من الحديد، وهو مفيد جدًا للأطفال والنساء الحوامل ومن يعانون من نقص الحديد.
ونظرًا لخصائصه المفيدة، يقول الكثيرون إنه أثمن من الذهب. وهذا يوضح أيضًا سبب تسميته بتفاح غيزيلاحمدي (تعني كلمة “غيزيل” “الذهب” في أذربيجان).
ويُنتج تفاح غيزيلاحمدي محليًا، ويزرع في الغالب في مناطق إسماعيلي وشيكي وغوبا وزاغاتالا. من بين 1000 هكتار من حقول الفاكهة الواقعة في منطقة إسماعيلي، يشكل تفاح غيزيلاحمدي 70 هكتارًا.
وتشتهر أذربيجان –أيضًا- بتفاح الجنة (جنات الماسي). تبدو هذه الأنواع الصغيرة واللطيفة من التفاح مثل تفاح السلطعون الذهبي لكن مذاقها أحلى بكثير.
إعداد المربى والجيلي
يُستعمل التفاح الأذربيجاني عادة لإعداد المربى. وعادة ما يتناوله الأذربيجانيون هذه الفاكهة بالملعقة مع الشاي، وليس الخبز. وبعد الطهي، تصبح هذه الفاكهة مثل الجيلي ويمكنك الاستمتاع بمذاقها الرائع.
وتبلغ صادرات التفاح الأذربيجاني نحو 400 ألف طن سنويًا، ويتراوح سعر الجملة لتفاح غوبا عالي الجودة بين 0.27-0.32 يورو.
وفقًا لـ “إيه بي سي.إيه زد”، يبدأ الحصاد الجماعي للتفاح في منطقة غوبا في منتصف شهر سبتمبر/أيلول.
ويُباع جزء من التفاح الأذربيجاني في الأسواق المحلية وأسواق العاصمة، وكذلك في مناطق أخرى من البلاد. إلا أن غالبية المنتجات مُخصصة للتصدير، وخاصة للأسواق الروسية، وفقًا لـ “فريشبلازا”.
ويذكر أحد المزارعين المحليين أن التفاح يجري فرزه وتعبئته مباشرة في البساتين في المرحلة الأولية. بعد ذلك، تُخزن الفاكهة في مستودعات خاصة يملكها المزارعون وفي مرافق التخزين الباردة العاملة في المنطقة.
وقال أحد المزارعين: “حاليًا، نقوم بحصاد تفاح النخيل الأبيض والأحمر. العائد في البساتين جيد. نهدف إلى حصاد التفاح في الوقت المحدد”.
ويشير المزارع إلى أن “سعر التفاح من الدرجة الأولى يبلغ 0.32 يورو، في حين يُباع التفاح الصغير بسعر 1.62-2.16 يورو للصندوق”. وفي المجمل، تضم منطقة غوبا 10856 هكتارًا من بساتين التفاح، منها 240 هكتارًا مزروعة حديثًا. ومن بين هذه المساحات، يجري زراعة 1520 هكتارًا باستخدام أساليب مكثفة.