غذاء ومناخ
أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بالشراكة مع رئاسة أذربيجان لقمة الأمم المتحدة للمناخ كوب29، اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، منصة جديدة، هي مبادرة “باكو هارمونيا للمناخ للمزارعين”، فما هي؟
وتستهدف مساعدة المزارعين على شق طريقهم عبر عشرات المبادرات والبرامج التي تعمل على دعم تحول أنظمة الأغذية الزراعية المقاومة للمناخ، وفق بيان تلقت منصة “غذاء ومناخ“، نسخة منه.
وستعمل مبادرة هارمونيا كمركز يجمع بين المبادرات والتحالفات والشبكات والشراكات المختلفة لتمكين المزارعين والقرى والمجتمعات الريفية.
وهناك حاليًا أكثر من 90 مبادرة وشبكة وشراكة عالمية أو إقليمية، ما يخلق حاجة واضحة للتماسك والتنسيق وتبادل الدروس المستفادة لتحقيق تأثير أكبر.
باكو هارمونيا للمناخ للمزارعين
وصف مدير مكتب تغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة في منظمة الأغذية والزراعة، كافي زاهدي، المبادرة بأنها “واحدة من أكثر المبادرات إثارة التي جرى إطلاقها في قمة المناخ كوب29، الأطراف التاسع والعشرين، وتمثل فرصة لا مثيل لها لدفع حلول المناخ بشكل جماعي من خلال أنظمة الأغذية الزراعية”.
وقال: “إن منظمة الأغذية والزراعة تتطلع إلى العمل مع رئاسة أذربيجان لقمة كوب29، والرئاسات المستقبلية، وكذلك أصحاب المصلحة والشركاء، لتسريع التحول نحو أنظمة زراعية غذائية مستدامة ومرنة”.
وافتتح رئيس كوب29، مختار باباييف، حفل الإطلاق. وشارك في الندوة -أيضًا -كل من مجنون محمدوف، وزير الزراعة في جمهورية أذربيجان؛ وبروسبير دوديكو، وزير البيئة والزراعة والثروة الحيوانية في بوروندي؛ وفرناندو ماتوس كوستا، وزير الزراعة والثروة الحيوانية في أوروغواي؛ ويويتشي واتانابي، نائب وزير الشؤون الدولية في وزارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك في اليابان؛ وكلوديا مولر، سكرتيرة الدولة البرلمانية لدى وزارة الأغذية والزراعة الاتحادية في ألمانيا؛ وبول جوليك لارسن، السفير والمبعوث الخاص لوزارة الخارجية النرويجية. كما شارك ممثلون عن جمعية المرأة الريفية في أذربيجان، وآلية القطاع الخاص، واللجنة الدائمة للتمويل، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والبنك الدولي، ومنظمة المزارعين العالمية.
وستستضيف منظمة الأغذية والزراعة هذه المبادرة، التي أُطلقت في افتتاح يوم الغذاء والزراعة والمياه في قمة المناخ كوب29، كجزء من شراكة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام (FAST)، وهي منصة متعددة الأطراف تأسست في قمة المناخ كوب27، التي انعقدت في شرم الشيخ المصرية عام 2022، والتي تعمل على تعزيز كمية ونوعية التمويل المناخي في أنظمة الأغذية الزراعية للفئات الأكثر ضعفًا.
وعلى مدار مؤتمرات الأطراف المتعاقبة، كان هناك تركيز متزايد على الزراعة، حيث عقدت قمة المناخ 27 أول يوم مخصص على الإطلاق للزراعة، وشهدت القمة التالية كوب28 في الإمارات، معلمًا تاريخيًا بإعلان بشأن الزراعة وأنظمة الأغذية أقرته 160 دولة.
وسترتبط مبادرة هارمونيا ارتباطًا وثيقًا بعمل شراكة (فاست) التي تضم أذربيجان والبرازيل ومصر كرؤساء مشاركين، ما يعزز التعاون بين مؤتمرات الأطراف بشأن أنظمة الأغذية الزراعية.
وستعمل المبادرة على عرض التقدم المحرز في مؤتمر الأطراف الثلاثين برئاسة البرازيل. وبموجب المبادرة، سيكون هناك بوابة لتوضيح المشهد الخاص بالبرامج، وتبادل الخبرات، وتحديد أوجه التآزر والثغرات، وتعزيز الجهود التعاونية التي تركز على العلاقة بين الزراعة والغذاء والمياه.
كما ستعمل على تحفيز الاستثمارات في تحويل نظام الأغذية الزراعية من القطاعين الخاص والعام، وذلك بالبناء على التعاون القوي مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف وبنوك التنمية الزراعية العامة.
وستعمل المبادرة على تمكين المزارعين، وخاصة النساء والشباب، ودعم تطوير القرى والمجتمعات الريفية القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ من أجل اتخاذ إجراءات التكيف في قطاعات الأغذية والزراعة والمياه.
وسينصب التركيز على المعرفة القائمة على الأدلة والتوافق مع أفضل الممارسات العلمية، مع التركيز بشكل خاص على التقنيات التي تساهم في الزراعة المرنة والمستدامة. ويتمثل أحد الأهداف الرئيسة في تعزيز سياسات المناخ، وخلق بيئة مواتية للتنفيذ، مع مراعاة تنوع وتعقيد النظم الزراعية.
زيادة مرونة المزارعين
ستبحث مبادرة هارمونيا عن فرص لتحقيق فوائد مشتركة متنوعة من الإجراءات المناخية في الزراعة وأنظمة الأغذية. وتشمل هذه الأهداف زيادة قدرة المزارعين على الصمود والحد من مخاطر الخسارة والتلف، والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وزيادة أحواض الغازات المسببة للاحتباس الحراري عندما يكون ذلك ممكنًا، والحد من خسائر وهدر الغذاء، والحفاظ على التنوع البيولوجي وصحة التربة وتطبيق نهج مبتكرة مع مراعاة الظروف والمعرفة الوطنية.
كما ستسهم المبادرة في الأنشطة لبناء الأدلة وقصص النجاح للسنة الدولية للمزارعة 2026.
وتأثيرات تغير المناخ على الزراعة تهدد الأمن الغذائي والمائي للناس في جميع أنحاء العالم. والعمل المناخي في الزراعة لديه القدرة على معالجة تحديات متعددة عبر التكيف والتخفيف وضمان الأمن الغذائي ومكافحة تدهور الأراضي وندرة المياه، فضلاً عن دعم أهداف التنمية المستدامة. إن أهداف التنوع البيولوجي والمناخ وحياد تدهور الأراضي العالمية غير قابلة للتحقيق بدون حلول أنظمة الأغذية الزراعية.