غذاء ومناخ
حصلت شركة أسترالية على موافقة سلطات هونج كونج لبدء بيع كبد الإوز المصنوع (المستنبت في المختبر) لأول مرة، بعد 6 أشهر من طرح السمان المُصّنع في سنغافورة.
وحصلت على تلك الموافقة شركة “فو” الناشئة، حيث تبيع منتجها في فندق”ماندارين أورينتال”، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
وقال جورج بيبو، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ “فو”، التي تتخذ من سيدني مقراً لها، إن شركته خاضت أكثر من 450 محاولة لإنتاج كبد الإوز.
و”فو” ليست الشركة الوحيدة التي تراهن على كبد الإوز المصنوع، لكنها الشركة الوحيدة التي تتحدث عن منتجها الآن، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست“.
فقد أعلنت شركة “غورمي” ، التي تتخذ من باريس مقراً لها، هذا الصيف أنها تقدمت بطلبات لبيع كبد الإوز المصنوع في المختبر في 5 أسواق، بما في ذلك الولايات المتحدة، لكن الشركة رفضت التعليق على هذه القصة.
وقال بيبو إن شركة فو تحاول مثل غورمي دخول السوق الأميركية، ولكن نظرًا للتغييرات الأخيرة في الموظفين في إدارة الغذاء والدواء الأميركية والمشهد التنظيمي غير المعروف في ظل إدارة دونالد ترمب القادمة (فاز ترمب في الانتخابات الرئاسية على كمالا هاريس هذا الشهر)، فإن الشركة تركز على أسواق أخرى في الوقت الحالي.
كبد الإوز المصنوع
ستبدأ شركة فو في تقديم كبد الإوز المصنوع – المباع تحت علامتها التجارية “فورجد غراس”، في مطعم في الفندق، وفقًا لما كشف عنه المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي جورج بيبو.
وقال بيبو لـ “غرين كوين”: “يوفر إعداد مطعم أوبري على طراز إيزاكايا الياباني الخلفية المثالية لعرض منتجات السمان الياباني المُصّنعة لدينا”.
وأضاف: “سيتم تقديم كبد الأوز المُصّنع في طبق حصري لهونج كونج، ويقدم مدخنًا ومزينًا بالحمضيات واليوزو والثوم المعمر إلى جانب البريوش والمخللات”.
ويبلغ سعر الطبق 388 دولار هونج كونج (49.85 دولارًا أميركيًا)، مع خيار إضافة الكافيار مقابل 198 دولار هونج كونج آخر (25.45 دولارًا أميركيًا).
خلال شهر الإطلاق، سيتوفر –أيضًا- كوكتيل بإصدار محدود للرواد، بتكلفة 170 دولارًا هونج كونج (21.85 دولارًا).
وأوضح بيبو: “صنع ديفيندر سيجال الكوكتيل – الذي يحمل عنوان سنس – وهو لمسة جديدة على الطراز القديم، المغسول بالدهون باستخدام فورجد غراس لتقديم نكهة عميقة وغنية، تكملها ملاحظات عشبية ولمسة من الجوز”.
إطعام الطيور ضد إرادتها
إطعام هذه الطيور ضد إرادتها وبكميات أكبر من المعتاد ــ في كثير من الأحيان إلى عشرة أمثال حجمها المعتاد وفي بيئات تربية مكثفة ــ دفع العديد من المدن والبلدان إلى حظر إنتاج كبد الإوز، بما في ذلك الهند والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا وتركيا. في فرنسا أيضاً، حظرت 15 مدينة هذا الطعام.
غير أن شركة فو لا تستهدف فقط تجنب هذا الجانب القاسي في تربية وطريقة إطعام تلك الطيور من خلال تقديم كبد الأوز المصنوع.
ففي استطلاع شمل ألف شخص، وجدت أن 92% ممن يتناولون اللحوم في أميركا الذين لم يجربوا هذا الطعام الشهي، لم يذكر سوى 5% أسباباً أخلاقية لعدم القيام بذلك.
لذلك تأمل الشركة في تقديم تجربة نكهة جديدة مع كبد الإوز، وهي تجربة توفر النكهات اللذيذة للسمان الياباني مع ملمس الكبد الدهني. ومن ناحية أخرى، فإن عملية الإنتاج القابلة للتطوير ستجعل المنتج “متاحاً خارج حدود الندرة”.
وعلى النقيض من شركات اللحوم المصنوعة مثل “غوود ميت أبسايد فوودز”، التي حصلت على الموافقات التنظيمية لبيعها في الولايات المتحدة، قررت شركة فو عدم التركيز على الدجاج، وهو البروتين الأكثر استهلاكاً في البلاد.
وقال بيبو إن تركيز شركته على كبد الإوز يعكس حقيقة اللحوم المصنوعة في المختبر: فالتحديات التكنولوجية والتكاليف المرتفعة للإنتاج، إلى جانب القدرة المحدودة لمرافق اللحوم المصنوعة، تجعل من الصعب على الشركات التنافس في الأسواق حيث يتوقع المستهلكون الوفرة والأسعار المنخفضة.
ولكن حتى إذا تمكنت الشركة من التغلب على العقبات والوصول إلى التكافؤ في السعر (والجودة) مع منتجي لحوم البقر، على سبيل المثال، فإن هؤلاء الوافدين الجدد من ذوي التكنولوجيا العالية سوف يظلون مضطرين للتعامل مع سوق معادية محتملة، كما يقول بيبو.
وإذا تم الوصول إلى التكافؤ، “فماذا ستفعل صناعة لحوم البقر؟” سأل بيبو. “سيستخدمون قوتهم التسعيرية الهائلة ونفوذهم التنظيمي الهائل لجعل الفوز في السوق صعباً للغاية بالنسبة لك أو جعل الحصول على أي موطئ قدم في السوق صعباً للغاية.
وقد يكون هناك فائدة أخرى لدخول سوق كبد الإوز: فقد أشارت الأبحاث الداخلية التي أجرتها شركة فو إلى أن أقل من 10% من الأميركيين جربوا كبد الإوز. وهذا العدد المنخفض يشير إلى أنه على عكس الدجاج أو لحم الخنزير أو اللحم البقري، فإن أغلب المستهلكين لا يملكون سنوات من الخبرة لمقارنتها بنسخة مصنوعة في المختبر.