الأطعمة فائقة المعالجة تؤثر على الصحةأنواع من الأطعمة فائقة المعالجة - الصورة من ذا نيويرك تايمز

غذاء ومناخ

تؤدي زيادة الدخل بنسبة 10% إلى ارتفاع الطلب على واردات الأطعمة فائقة المعالجة بنسبة 11%، و7% على واردات الأطعمة غير المعالجة والمعالجة بنسبة محدودة، وفق تقرير صادر اليوم الجمعة 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه.

وتحتوي الأطعمة فائقة المعالجة عادةً على أكثر من مكون واحد لا وجود لها أو نادرة التوفر في مطابخ المنازل. كما أنها تميل إلى تضمين العديد من المواد المضافة والمكونات التي لا تستخدم عادةً في الطهي المنزلي، مثل المواد الحافظة والمستحلبات والمحليات والألوان والنكهات الاصطناعية. وتتمتع هذه الأطعمة بعمر افتراضي طويل.

ويؤكد تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الصادر بعنوان: “التجارة والتغذية: تماسك السياسات من أجل أنظمة غذائية صحية”، على الحاجة إلى تعزيز تماسك السياسات بين قطاعي التجارة والتغذية للتأكد من أن التجارة لا تقوض جودة النظام الغذائي أوتسهم في ارتفاع معدلات السمنة وزيادة الوزن.

ما هي الأطعمة فائقة المعالجة؟

يأتي مصطلح “الأطعمة فائقة المعالجة” من نظام تصنيف الأغذية “نوفا”، الذي طوره باحثون في جامعة ساو باولو بالبرازيل، وفقًا لمجلة  “هارت ماترز“.

وقد صنف النظام الطعام في 4 فئات بناءً على مقدار معالجته أثناء إنتاجه، ويضم: الأطعمة غير المعالجة أو المعالجة بشكل طفيف، والتي تشمل المنتجات مثل الفاكهة والخضروات والحليب والأسماك والبقول والبيض والمكسرات والبذور التي لا تحتوي على مكونات مضافة، وجرى تغييرها قليلاً عن حالتها الطبيعية.

والمكونات المصنعة، والتي تشمل الأطعمة التي تضاف إلى أطعمة أخرى بدلاً من تناولها بمفردها، مثل الملح والسكر والزيوت.

والأطعمة المصنعة، التي تُصنع عن طريق الجمع بين الأطعمة من المجموعتين 1 و2، والتي تُعدل بطريقة يمكن لطهاة المنازل القيام بها بأنفسهم. ومن هذه الأطعمة: المربى والمخللات والفواكه والخضروات المعلبة والخبز والجبن المصنوع منزليًا.

والأطعمة فائقة المعالجة، والتي قال تقرير الفاو إنها تشهد أكبر زيادة في الاستهلاك بين جميع أنواع الأطعمة عندما يرتفع الدخل.

ويظهر التقرير أن التجارة الدولية في الأغذية والمنتجات الزراعية نمت بقوة في العقود الأخيرة، وتقدم إسهامات كبيرة جدًا في تنوع الأغذية والمغذيات وتوافرها وبأسعار معقولة في جميع أنحاء العالم.

وفي الوقت نفسه، يمكن للتجارة، في بعض السياقات، أن تكون مسرعًا للتغيرات غير المرغوب فيها في الأنماط الغذائية، ما يعزز استهلاك الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة، والغنية بالدهون والسكر و/أو الملح.

ويسلط هذا الضوء على الحاجة إلى تطوير سياسات تجارية متسقة مع الأهداف الوطنية للتغذية والصحة العامة، وفقًا لتقرير حالة أسواق السلع الزراعية لعام 2024.

الصورة من سي إن إن

وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو: “تأثر توسع التجارة الغذائية العالمية بقواعد التجارة المتعددة الأطراف التي شكلت بيئة تجارية أكثر حرية وعدالة وقابلية للتنبؤ، والتي، إلى جانب العدد المتزايد من اتفاقيات التجارة الإقليمية، عززت التجارة في الأغذية”.

5 آلاف تريليون سعر حراري

تداول العالم ما يقارب من 5 آلاف تريليون سعر حراري في عام 2021، وهو أكثر من ضعف الطاقة الغذائية المتداولة في عام 2000.

وارتفعت تجارة الغذاء اليومية للفرد إلى 1640 سعر حراري من 930 خلال المدة نفسها، وفقًا لتقرير منظمة الفاو.

وبين عامي 1961 و2021، ارتفع متوسط ​​السعرات الحرارية العالمية للفرد المتاحة للاستهلاك البشري بنسبة 35%، من 2200 إلى 2980 سعرة حرارية للفرد يوميًا.

وفي عام 1961، شكلت الأغذية الأساسية 57.4% وانخفضت إلى 48.4% في 2021. وارتفعت حصة الأغذية ذات المصدر الحيواني من 12.2% إلى 15.1%، وزادت حصة الدهون والزيوت من 8.4 إلى 12.7%.

وارتفعت تجارة الفرد في فيتامين سي والكالسيوم من الغذاء بنحو 90% بين عامي 2000 و2021. وفي عام 2020، أنتجت البلدان في المتوسط ​​120 مادة غذائية مختلفة، في حين رفعت التجارة عدد المواد الغذائية المتاحة إلى متوسط ​​225، مع تسجيل نمو كبير في العقد الماضي.

ويشير التقرير إلى  أن الروابط بين التجارة والتغذية معقدة وغير متجانسة، وتستحق اهتماما أكبر. ومع ارتفاع الدخول، وهو تأثير مرحب به للتنمية، يرتفع الطلب على الواردات من الأطعمة فائقة المعالجة بشكل أسرع، ما يؤكد فائدة تمكين صناع السياسات من النظر في دور التغذية.

وتضاعف التجارة الدولية في المتوسط ​​تنوع الأطعمة المتاحة في بلد ما ما يحفز إمدادات غذائية وأنظمة غذائية أكثر تنوعًا والتي تعد إضافة صافية لأهداف التغذية، وخاصة في البلدان ذات الجغرافيا الأقل تنوعًا مثل النرويج.

والتنوع الذي تحركه التجارة يؤدي أيضًا إلى توزيع أكثر مساواة للمغذيات مثل فيتامين سي والكالسيوم والزنك، وهو أمر أساسي نظرًا لأن الإنتاج الغذائي المحلي للعديد من البلدان لا يلبي متطلبات المغذيات لسكانها.

وتميل أسعار المواد الغذائية إلى الانخفاض في البلدان المفتوحة للتجارة. وينطبق هذا الاكتشاف على جميع المجالات بما في ذلك المواد الغذائية الأساسية والأطعمة الطازجة والمصنعة.

الصورة من إتش إس إنسايد

وأشار التقرير إلى زيادة التجارة في جميع فئات الأغذية، وعلى جميع مستويات المعالجة، منذ عام 2000. وتمثل الأغذية الأساسية الحصة الأكبر من السعرات الحرارية المتداولة، ولكن حصتها آخذة في الانخفاض بينما ترتفع حصتها من الدهون والزيوت والبقول والبذور والمكسرات والأغذية ذات المصدر الحيواني.