غذاء ومناخ
ينطلق مؤتمر الأطراف السادس عشر للأمم المتحدة لمكافحة التصحر كوب 16 غدًا في الرياض؛ عاصمة المملكة العربية السعودية، ويستمر حتى 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري. وسيبحث المؤتمر في كيفية استعادة الأراضي الزراعية المتدهورة، كما أنه يمثل لحظة انطلاق لرفع الطموح العالمي وتسريع العمل على تعزيز مقاومة الأراضي والجفاف من خلال نهج يركز على الإنسان.
وتقدر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن 1660 مليون هكتار من الأراضي متدهورة بسبب الأنشطة البشرية. ويحدث أكثر من 60% من هذا التدهور في الأراضي الزراعية، بما المراعي، ما يضع ضغوطًا غير مسبوقة على أنظمة الأغذية الزراعية ويعرض الأمن الغذائي العالمي والاستدامة البيئية والاستقرار الاجتماعي للخطر، وفقًا لبيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.
تقود منظمة الأغذية والزراعة الجهود في المؤتمر السادس عشر لمكافحة التصحركوب 16 التابع لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر لاستعادة الأراضي الزراعية المتدهورة. وهذه خطوة حاسمة نحو تحويل أنظمة الأغذية الزراعية إلى نماذج مستدامة وشاملة لضمان الأمن الغذائي للجميع، وتعزيز صحة النظام البيئي، ودعم رفاهة الإنسان، وفق بيان المنظمة.
وقال عبد الحكيم الواعر، مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا: “إن الأراضي الصحية، التي تشكل أهمية بالغة لتوفير 95% من غذائنا، وملابسنا، ووظائفنا، وحمايتنا من الكوارث الطبيعية، تتدهور بمعدل ينذر بالخطر”.
الاعتماد على أنظمة الأغذية الزراعية
مع اعتماد 3.83 مليار فرد على أنظمة الأغذية الزراعية في معيشتهم، فإن 60% من تدهور الأراضي الناجم عن الأنشطة البشرية يحدث في الأراضي الزراعية. لذلك، هناك حاجة ماسة إلى نهج متكاملة لإدارة التربة والأراضي والمياه بشكل مستدام لتغذية سكان العالم المتزايدين.
وقال الواعر “إن مؤتمر الأطراف السادس عشر لمكافحة التصحر كوب16، يمثل فرصة فريدة لحشد الجهود العالمية نحو أنظمة غذائية زراعية مستدامة تعود بالنفع على الناس والكوكب”.
وتدعو منظمة الأغذية والزراعة إلى إعطاء الأولوية لاستعادة الأراضي الزراعية في الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف ودمجها في عمليات التخطيط الوطنية. وتؤكد المنظمة على الحاجة إلى حلول متكاملة على مستوى السياسات والابتكار والتكنولوجيا للوصول إلى المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة.
وخلال مؤتمر الأطراف السادس عشر لمكافحة التصحر كوب16، ستقدم منظمة الأغذية والزراعة الدعم الفني لمناقشة القضايا بما في ذلك استعادة الأراضي الزراعية والتخطيط المتكامل لاستخدام الأراضي وأمن حيازة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف والعواصف الرملية والترابية.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ستقود منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، جلسات المؤتمر في يوم أنظمة الأغذية الزراعية، المخصصة لتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي لدعم التربة الصحية والأراضي المنتجة والمحاصيل المرنة والأغذية المغذية.
قمة المناخ كوب29
أسفرت محادثات المناخ الأخيرة في قمة المناخ كوب 29، التي انعقدت في عاصمة أذربيجان باكو، عن اتفاق تمويل المناخ بقيمة 300 مليار دولار تم الحصول عليه بشق الأنفس، والذي رفضته الدول الأكثر فقراً المعرضة لخطر الكوارث المتفاقمة ووصفته بأنه منخفض بشكل مهين.
صرح الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، لوكالة فرانس برس أنه يأمل أن تسفر قمة مكافحة التصحر كوب16 في السعودية عن اتفاق لتسريع استعادة الأراضي وتطوير نهج “استباقي” للجفاف.
وقال ثياو: “لقد فقدنا ب40% من أراضينا وتربتنا”.. الأمن العالمي على المحك حقًا، ويمكنك أن ترى ذلك في جميع أنحاء العالم. ليس فقط في أفريقيا، وليس فقط في الشرق الأوسط”.
وارتفاع إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية، مما أدى إلى أرباح هائلة لشركة النفط العملاقة أرامكو، يثير غضب نشطاء المناخ بشكل روتيني. لكن تعرضها للتصحر يمكن أن يمنحها المزيد من المصداقية خلال محادثات الرياض.
“في مكافحة التصحر، لا تسهم المملكة العربية السعودية بالضرورة بشكل مباشر في المشكلة، بينما تسهم في تغير المناخ”، وفقًا لباتريك جالي، كبير المحققين في مجال الوقود الأحفوري في منظمة غلوبال ويتنس، وفقًا لصحيفة “دايلي صباح” التركية.
وقال ثياو إن آلاف المندوبين سجلوا لحضور المحادثات التي ستعقد في الرياض في المدة من 2 إلى 13 ديسمبر/كانون الأول، بما في ذلك “ما يقارب من 100” وزير حكومي. ومن المقرر أن يحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة المياه الواحدة، التي ستقام على هامش مؤتمر الأطراف السادس عشر في الثالث من ديسمبر/كانون الأول.