غذاء ومناخ
تسعى شركات محلية لإدخال صناعة البلاستيك القابل للتحلل الحيوي ويتحول إلى أسمدة في ظروف طبيعية إلى مصر. ويمثل نجاحها خطوة مهمة في سبيل الحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ، إضافة إلى الإسهام في توافر غذاء أكثر صحة.
قال رئيس شركة “راضي بلاست”، المهندس أحمد راضي، لمنصة “غذاء ومناخ“، إن شركته تسعى لإنتاج نوع من أكياس البلاستيك يُدعى “هوم كومبوست”، وفق المواصفة المصرية المعتمدة لإنتاج هذا النوع من البلاستيك الحيوي، تحت اسم Specifications for plastics suitable for home composting (8570/2022).
وشرح راضي مميزات هذا النوع من البلاستيك الحيوي الذي يتحول إلى أسمدة في الأجواء الطبيعية، وبأنه يُنتَج من مواد تحاكي الطبيعة؛ يكون آمن على المنتجات الزراعية وغذاء الانسان عند تحلله في التربة، كما أن الاكياس المصنعة من هذه المواد غير ضارة حال استخدامها لتعبئة السلع الغذائية في محلات البقالة والسوبر ماركت.
غير أن المشكلة التي تواجه شركته وباقي الشركات للبدء في تصنيعه، هي ارتفاع أسعار هذه المواد ما يؤثر على تكلفة المنتج النهائي، وهناك حاجة إلى تمويل لاستيراد تلك الخامات المستخدمة في تصنيع هذا النوع من البلاستيك القابل للتحلل الحيوي ويتحول إلى أسمدة.
وقال راضي إنه إذا كان كيلوغرام من البلاستيك العادي الذي تعتمد عليه الصناعة الحالية في مصر (أحد مواد البتروكيماويات) يبلغ نحو 1.0 دولارًا أميركيًا، فإن سعر الوزن نفسه من خام البلاستيك القابل للتحلل الحيوي ويتحول إلى أسمدة في الظروف العادية، سيتراوح بين 2.0 دولارًا و4.0 دولارًا.
وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك؛ يسعى لتصنيع هذا النوع من البلاستيك، من خلال الحصول على تمويل لدعم هذه الصناعة، “أنا أدرك تمامًا أن لكل سلعة زبون أو عميل بسبب اختلاف طبقات المجتمع، أي أن السوق موجودة، والمهم توفر المنتج”.
وأوضح أن مستقبل صناعة البلاستيك، يتمثل في مثل هذه الأنواع من البلاستيك الصديقة للبيئة، لأنها ترتبط بالصادرات، والعالم يتحول عن المواد الضارة بالبيئة.
وضرب مثلًا بالاتحاد الأوروبي الذي سيبدأ فرض ضريبة الكربون على معظم الواردات القادمة إلى بلاده في 2026.
البلاستيك القابل للتحلل الحيوي ويتحول إلى أسمدة في مصر
قال مستشار المواد البلاستيكية والبوليمرات، والمدير السابق لمركز تكنولوجيا البلاستيك، الدكتور أحمد عبدالقادر، لمنصة “غذاء ومناخ”، إن قطاع صناعات البلاستيك يعد من أهم القطاعات في مصر، وترتكز على عدد من المواد الخام، التي تُنتَج من خلال صناعات البتروكيماويات التي تقودها مصر في القارة الافريقية.
وأوضح أن المشكلات البيئية التي تنتج عن البلاستيك تنحصر في عدد من المنتجات مثل مواد التعبئة والتغليف؛ وعلى رأسها كيس التسوق البلاستيك الخفيف أحادي الاستخدام الذي يوزع مجاناً عند شراء السلع. ويصنع هذا الكيس من بلاستيك تقليدي لا يتحلل بمرور الوقت ويتسبب في تلوث البيئة لصعوبة جمعة وإعادة تدويرة.
وأضاف أنه كان هناك محاولات سابقة لاستعمال البلاستيك التقليدي بعد إضافة بعض المواد الكيماوية إليه عند صناعة الاكياس البلاستيكية لتعمل على تفتيته بعد الاستعمال دون أن يتحلل. وقد أثبتت التقارير العلمية أن هذا يمثل خطورة أكبر على البيئة وصحة الانسان، وتم التوصية بمنع استخدامه في معظم الدول ومن بينها مصر.
وأكد عبد القادر أن استخدام تكنولوجيا البلاستيك القابل للتحلل الحيوي ويتحول إلى أسمدة، هو أحد أهم الحلول التي تعالج مشكلة التلوث البلاستيكي، وتتجة إليه العديد من دول العالم. كما أن استخدام الاكياس متعددة الاستخدام يعد -أيضًا- أحد الحلول لتقليل مخلفات الكيس البلاستيك الخفيف.
وأوضح عبد القادر أنه يجب الأخذ في الاعتبار الأنواع المختلفة من المواد الخام البلاستيكية القابلة للتحلل، وأن يتم اختيار ما يلائم الظروف المحلية اقتصادياً وفنياً ومتوافق مع المواصفات المصرية الصادرة بهذا الشأن.
التجربة الأسترالية
كشفت صناعة البلاستيك الحيوي في أستراليا عن مخاطر متعلقة بارتفاع انبعاثات غاز الميثان.
وأشار تقرير حديث لوكالة العلوم الوطنية الأسترالية، إلى أن المخاوف البيئية المتزايدة؛ أدت إلى زيادة كبيرة في استخدام البلاستيك الحيوي، ولكن عدم وضوح وضع العلامات للتخلص منه يخلق تحديات عديدة.
ووجد تقرير “حالة البلاستيك الحيوي في أستراليا” ارتباكًا لدى المستهلكين بشأن البلاستيك الحيوي، حيث ينتهي المطاف بالعديد من العناصر البلاستيكية الحيوية في مكبات النفايات أو تلوث مجاري إعادة التدوير والتسميد.
وقال رئيس قسم أبحاث التغليف البلاستيكي في الوكالة، الدكتور ألبرت أرديفول، إن البلاستيك الحيوي يقدم حلاً واعدًا للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، والتخفيف من تلوث البلاستيك، وتحسين تداول المواد.
وأضاف: “تغطي البلاستيك الحيوي مجموعة واسعة من أنواع البوليمرات واستخداماتها، ولكن هناك ارتباك حول المصطلحات وكيفية معالجة البلاستيك الحيوي بعد الاستخدام”.
وتابع: “لا وجود في أستراليا لعلامات موحدة، لذا يصعب على المستهلكين فهم الأنواع المختلفة من المواد وكيفية دمجها في أنظمة إدارة النفايات الحالية”.
وأستكمل حديثه قائلًا: “غالبًا ما يكون البلاستيك الحيوي بديلاً أكثر استدامة. ومع ذلك، إذا تخلصت منه بشكل غير صحيح، يمكن أن يلوث البلاستيك الحيوي إعادة التدوير وتدفقات النفايات.. وينتهي المطاف بجزء كبير من البلاستيك الحيوي في مكبات النفايات، حيث يمكن أن يتحلل ويطلق انبعاثات الميثان. وهذا يسهم سلبًا في النفايات وتغير المناخ، ولا يحقق الاقتصاد الدائري”.
وتُعد المواد البلاستيكية المشتقة من الوقود الأحفوري مصدرًا لـ 3% من غازات الاحتباس الحراري. ومع بلوغ الإنتاج العالمي من البلاستيك حاليًا 460 مليون طن، مع توقعات أن يتضاعف بحلول عام 2040، يتزايد الطلب على البدائل المستدامة والقائمة على المواد الحيوية، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني للوكالة.
وبسبب تكاليف الإنتاج المرتفعة، فإن معظم البلاستيك الحيوي في أستراليا مستورد من تايلاند والبرازيل.