غذاء ومناخ
طالب خبير مصري بعدم زراعة القمح في المناطق الجنوبية بالبلاد، كما نصح بالابتعاد عن زراعة الذرة الصفراء، والاعتماد على الذرة الشامية، واستعمالها كعلف، وذلك بسبب ارتفاع الحرارة.
وقال أستاذ المحاصيل المتفرغ في كلية الزراعة بجامعة عين شمس، الدكتور طاهر فايد، إن القمح نبات ثلاثي الكربون ولا يتحمل درجات الحرارة المرتفعة، لذلك يجب عدم زراعته في جنوب البلاد بسبب تأثيرها السلبي في الإنتاجية.
واستبعد فايد ما يتردد في وسائل الإعلام المحلية عن تحقيق إنتاجية للفدان تصل إلى 28 أردب في منطقة توشكى في جنوب البلاد، وقال “هذا لا يُصدق لأن مناخ هذه المنطقة حار ما يمنع إنتاج محصول كبير”. وترتفع الحرارة في جنوب مصر مقارنة بشمالها.
وأضاف فايد خلال ورشة العمل، التي نظمها مركز دراسات وسياسات التنمية (يومينا) ، اليوم الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحت عنوان: “التغير المناخي والهجرة: رؤية جديدة للتنمية المستدامة”، أن الأمر نفسه يواجه الذرة الصفراء، حيث تخفض الحرارة المرتفعة والمتزايدة في مصر إنتاجيتها.
وخلال استعراض وجهة نظره في ورشة العمل، التي غطتها منصة “غذاء ومناخ“، يرى فايد أن الأمل في زراعة الذرة الشامية، واستعمالها كعلف لحيوانات إنتاج اللحوم. وقال: “الحرارة تعمل على زيادة النمو الخضري للذرة، وهو ما يمكن استغلاله جيدًا في العلف، ويمكن زراعة هذه الذرة مدة طويلة في العام من شهر أبريل/نيسان إلى نوفمبر/تشرين الثاني”.
الأمن الغذائي
قال أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة الفيوم، دكتور عدلي السعداوي، خلال ورشة العمل، إن الأمن الغذائي في مصر يواجه الخطر، حيث تستورد البلاد بنحو 20 مليار دولارًا سنويًا مواد غذائية.
ولفت إلى مشكلات نقص المياه في البلاد، وفي الوقت نفسه الأثار المتوقعة التي قد تواجهها جراء بناء سد النهضة في إثيوبيا، والذي يهدد حصة مصر التاريخية في مياه نهر النيل.
ودخل اتفاق الإطار التعاوني لحوض النيل المعروف بـ “اتفاقية عنتيبي” حيز التنفيذ رسميًا في 13 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري( 2024)، في الوقت الذي يستمر فيه التوتر بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة.
ورغم انتهاء الملء الخامس لسد النهضة الإثيوبي في سبتمبر/أيلول الماضي، وبدء تدفق المياه إلى مصر بعد فتح بوابات المفيض العلوي للسد، إلا أن القاهرة لا تزال تواجه أزمة خطيرة تهدد حصتها التاريخية من مياه نهر النيل، بتطبيق هذه الاتفاقية.
وكانت اتفاقية عنتيبي قد أبرمت في عام 2010، وهي تفرض إطارًا قانونيًا لحل النزاعات والصراعات، وتنهي الحصص التاريخية لمصر والسودان، وتفرض إعادة توزيع المياه، وتسمح لدول المنبع بإقامة مشروعات مائية دون اتفاق مع دول المصب، وهو ما ترفضه كل من القاهرة والخرطوم.
استغلال مياه الأمطار
حث الدكتور طاهر فايد، على استغلال مصر لمياه الأمطار، مشيرًا إلى أن البلاد تقع في نطاق المناطق القاحلة، حيث يقل منسوب مياه الأمطار طوال العام عن 25 مليمتر في المتوسط، لكن هناك مناطق تتمتع بمنسوب أعلى بنسبة كبيرة، وتأتي على قمتها منطقة رفح في سيناء، حيث يبلغ منسوب مياه الأمطار 300 مليمتر.
وتقع رفح في شمال مصر، وتتشارك الحدود مع غزة في فلسطين.
وأضاف فريد أن مستقبل الزراعة في مصر في الاستغلال الأمثل لمنطقة الشيخ زويد في سيناء، حيث تتمتع بمنسوب أمطار أعلى. وتوقع حصول البلاد على 5 مليارات متر مكعب سنويًا من المياه حال استغلال مياه الأمطار.
وحذر فايد من تناقص مياه بحيرة ناصر، متوقعًا مزيدًا من تراجع كميات المياه مع تفاقم تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
وقال أستاذ المجتمع الريفي في كلية زراعة عين شمس، الدكتور محمد بركات، إن نصيب الفرد في مصر من الأرض الزراعية تراجع من فدان في بداية الألفية الماضية إلى أقل من قيراط للفرد الآن، وهو ما يعني تراجع الموارد، ما يدفع إلى الهجرة الداخلية.
على جانب آخر، أشار وزير الزراعة الأسبق، الدكتور أيمن فريد أبو حديد، إلى أن مصر لديها إمكانات لتصدير منتجاتها الزراعية إلى أوروبا طوال العام.
وأضاف خلال ورشة العمل، التي نظمها مركز دراسات وسياسات التنمية (يومينا)، اليوم، أن تحديد المناطق ومواصفاتها المناخية، يساعد على زراعة المحاصيل المختلفة طوال العام، وتصديرها، “يمكن زراعة الكنتالوب حتى موسم الكريسماس، وهو وضع غير متوفر لمناطق كثيرة في العالم”.
وأوضح أن ظروف الإنتاج الزراعي العالمي، وفي الدول المحيطة، تخلق فرصا كبيرة لتصدير المنتجات الزراعية، لكن على المنتجين التركيز على توفر عنصر الجودة لاختراق هذه الأسواق بسهولة.