غذاء ومناخ
تعرضت الثروة الحيوانية في ليبيا إلى الإصابة بأمراض عديدة على رأسها اللسان الأزرق، ما أثر سلبًا على إنتاج اللحوم والألبان على حد سواء، وفق تقارير عديدة، اطلعت عليها منصة “غذاء ومناخ“.
وأشار بعض مربي الماشية إلى أن عدم توفر التحصينات أسهم في تفشي الأمراض، والقضاء على نسبة كبيرة من حيواناتهم، وفق تقرير متلفز لقناة “فرنسا 24”.
وأوضح التقرير أن الثروة الحيوانية في ليبيا تعرضت لعدة مشكلات، حتى قبل تلك الإصابات، بسبب تراجع حجم المراعي الطبيعية نتيجة لتغير المناخ، والجفاف الناجم عنه.
كما تواجه أزمة تهريب المواشي وجلبها إلى البلاد بدون فحص، ما يسهم في تفشي الأمراض المعدية.
وقتل اللسان الأزرق وأمراض أخرى مئات الرؤوس من المواشي، ما خفض المعروض من منتجات الألبان ورفع سعرها.
يُذكر أن أسعار الزبدة العالمية كانت قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب مخاوف بشأن كفاية إمدادات الحليب في أوروبا الغربية، التي اجتاحها مرض اللسان الأزرق، وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
الثروة الحيوانية في ليبيا تواجه مشكلة
أعلنت بلدية زليتن في ليبيا، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نفوق نحو 60 رأس ماشية وإصابة 70 رأسا بمرض اللسان الأزرق.
وكشف مدير مكتب الإعلام ببلدية زليتن، إسماعيل الجوسمي، عن رصد أعداد كبيرة من الماشية المصابة في مناطق الجمعة والشدوق والدواو والماجر، ما استدعى عزلها لتجنب توسع المرض.
وأضاف الجوسمي أنه عينات أُرسلت إلى مكتب الصحة الحيوانية بطرابلس، مطالبا شركة الخدمات العامة والإصحاح البيئي برش المبيدات اللازمة داخل البلدية، حسبما ذكر موقع “ليبيا أوبزرفر“.
كما أعلن مدير مكتب الصحة الحيوانية بمصراتة، سالم البدري، في يوليو/تموز الماضي (2024)، نفوق أكثر من 2500 بقرة بالمدينة منذ سبتمبر/أيلول 2023، بسبب انتشار مرض الجلد العقدي.
وأوضح البدري أن المدينة تصنف حاليا كمنطقة وبائية بسبب إصابة غالبية الأبقار.
وأضاف أن الجهات المختصة بوزارة الزراعة والصحة الحيوانية بطرابلس لم ترسل التطعيمات رغم طلباتها المتكررة، وناشد رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية التدخل بشكل عاجل لحل الأزمة.
وأشار البدري إلى أن ظهور وانتشار المرض يعود بشكل رئيس إلى عدم توفر التطعيمات التي لم تقدم لهم منذ 10 سنوات، ودخول الأبقار بشكل غير قانوني من السودان.
وأوضح أن كثرة الأبقار النافقة والمريضة أدت إلى انخفاض إنتاج الحليب بالمدينة من 70 ألف لتر يوميًا إلى أقل من 20 ألف لتر. وأضاف أن انخفاض إنتاج الحليب سيؤثر على البلدية اقتصاديا بسبب وجود مشروعات كبيرة تعتمد عليها.
وأشار البدري إلى أنه في حال عدم السيطرة على انتشار هذا المرض فإن معدل انتشاره سيزداد في فصل الشتاء لأنه ينتشر بشكل أكبر في درجات الحرارة المنخفضة.
حظر صيني
في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فرضت الصين حظراً فورياً على استيراد الماشية المجترة والمنتجات ذات الصلة من ليبيا، موضحة أن سبب ذلك تفشي مرض اللسان الأزرق.
ويسري الحظر، الذي أعلنته الإدارة العامة للجمارك، على الواردات المباشرة وغير المباشرة.
ويأتي هذا القرار في أعقاب تقرير من السلطات الليبية إلى المنظمة العالمية لصحة الحيوان، يؤكد حالات الإصابة بالمرض الفيروسي في طرابلس والجفرة. ويؤكد الإعلان، المؤرخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني، المخاوف المتزايدة بشأن انتشار المرض، الذي يصيب الأبقار والأغنام والماعز.
ويتسبب مرض اللسان الأزرق، الذي سمي بهذا الاسم بسبب تغير لون اللسان إلى الأزرق في الحيوانات المصابة، في حدوث التهاب شديد في الأنسجة وقد يؤدي إلى نفوق الماشية.
وفي ليبيا، أفادت الشرطة الزراعية بنفوق الماشية في منطقة الصواوة، ويعتقد أنها مرتبطة بالمرض. وقد نُبهت السلطات من قبل مزارع محلي، ما دفع إلى إجراء تحقيق وفتح قضية رسمية.
ظهر فيروس اللسان الأزرق قبل إصابة الثروة الحيوانية في ليبيا، لأول مرة في نهاية يوليو/تموز 2024، في هولندا. ثم أبلغت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ولوكسمبورج والدنمارك عن حالات من المرض.
والمرض هو عدوى فيروسية تنتشر عن طريق البعوض. ويؤثر بشكل رئيس على إنتاج الحليب، ولكنه قد يكون مميتًا -أيضًا- لأنواع المجترات، وخاصة الأغنام. ولا ينتقل الفيروس إلى البشر، لذلك لا خطر في استهلاك منتجات الألبان، وفقًا للوكالة الفيدرالية لسلامة سلسلة الغذاء.
وتتوفر لقاحات ضد مرض اللسان الأزرق. وقد طلبت مجموعة مربي الأغنام الفلمنكية من الحكومة تعويض تكاليف التطعيم، لكن وزير الزراعة الفيدرالي ديفيد كلارينفال قال إنه لا وجود لخطة للقيام بذلك.