مدير معرض إنترباك للتعبئة والتغليف توماس دوهسيمدير معرض إنترباك للتعبئة والتغليف توماس دوهسي

غذاء ومناخ

تغير المناخ قضية كبيرة وهدر الغذاء مرتبط بها، وصناعة التعبئة والتغليف تدرك جيدًا الضرر المناخي، لذلك بدأت في استخدام مواد خام أقل وأخف وزنًا، وهذا يساعد في تقليل تكلفة النقل والانبعاثات، وفق مسؤول في شركة معرض إنترباك في ألمانيا لمنصة “غذاء ومناخ“، على هامش معرض “فود أفريكا” الذي أقيم مؤخرًا في العاصمة المصرية (القاهرة).

وقال مدير إنترباك،  توماس دوهسي: “إذا كنت تفكر في عدد النباتات التي يجب أن تزرعها للحصول على الغذاء، وإذا أهدرت ذلك ببساطة، فهذا يعني أنك تحصل على انبعاثات مضاعفة بإهدار الغذاء وزراعة الغذاء وليس باستهلاك هذا الغذاء”.

ويُهدر العالم كميات هائلة من الغذاء، والوضع لا يختلف كثيرًا في البلدان المتقدمة  عنه في النامية. على سبيل المثال، يصل معدل الهدر في دولة مثل أميركا إلى 40%، وهي النسبة نفسها في دولة نامية تعاني من أزمة اقتصادية مثل مصر.

ومعرض إنترباك، هو أكبر معرض تجاري للمعالجة والتغليف، والذي يقام كل 3 سنوات، في دوسلدورف في ألمانيا.

في المعرض الأخير في عام 2023، كان هناك عروض عديدة مرتبطة بالغذاء، وابتكارات لجميع مجالات الاستخدام مثل: الأغذية والمشروبات والحلويات ومنتجات المخابز والمستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل والسلع غير الغذائية والصناعية.

إنتاج الغذاء ونمو سكان الكوكب

بينما تسهم العديد من العوامل في أزمة تغير المناخ، بما في ذلك إنتاج الغذاء، فإن عدد سكان العالم ينمو بصورة مطردة، ما يعني الحاجة إلى المزيد من الغذاء، وهو بدوره قد يؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ وزيادة المشكلة تعقيدًا، ولكن التقنيات الحديثة قادرة على معالجتها، وفقًا لمدير معرض  إنترباك، توماس دوهسي.

وقال دوهسي: “المشكلة هي عدد سكان الكوكب الذي ينمو ويحتاج الجميع إلى الأكل والعيش. لذلك، في رأيي، نحتاج إلى تطوير التقنيات التي تساعدنا على تقليل الانبعاثات وتوفير الغذاء لجميع الناس”.

وأضاف أن إنترباك يحاول التعامل مع أزمة هدر الطعام، كجزء من المشكلة من خلال إنتاج وإحضار التقنيات الحديثة إلى السوق.

وتابع: “نعرض هذه الابتكارات على منصتنا، ولهذا السبب نخطو إلى عرض هذه الابتكارات في جميع أنحاء العالم”.

بعض نماذج التعبئة والتغليف في صناعة الغذاء – الصورة من لوبناني

غير أن التقنيات الحديثة ليست الشيء الوحيد الذي يتعين على العالم القيام به لإنقاذ الكوكب من تغير المناخ، وفقًا لمدير إنترباك. فهو يعتقد أن العالم يجب أن يعمل معًا للتعامل مع هذه الأزمة.

وقال: “أعتقد أنه يمكننا العمل معًا جميعًا بشأن هذه القضية . نرى في مؤتمرات الأطراف أن التطورات بشأن مكافحة تغير المناخ لا تحدث إلا بخطوات صغيرة، لأن جميع دول العالم تنتج النفط. تأتي الانبعاثات من أشياء متعددة، لذلك ليس من السهل حل شيء واحد ونعالج المشكلة”.

وأضاف: “في النهاية، يجب على جميع الدول أن تجتمع معًا لإيجاد حل، لأنه لا معنى لخفض دولة واحدة للانبعاثات وإنتاج دولة أخرى المزيد والمزيد من الانبعاثات. ونحن بحاجة إلى المضي قدمًا لأن الوقت ينفد”.

واستطرد قائلًا: “أعتقد أنه لا وجود لتنسيق بين الدول. أعترف بذلك. لكنني أرى في المعارض التجارية، أن العالم يجتمع ويناقش التقنيات الحديثة”.

وأشار إلى “أنه يمكننا أن نفعل ذلك في قطاعنا الصغير هنا ونقدم ابتكارات حديثة، ثم ننظر إلى الصورة الكاملة ونأمل أن نجد طريقة لحل المشكلة”، وفق دوهسي.

مبادرة إنقاذ الغذاء

تُعد قضية التغليف من القضايا ذات الأهمية المركزية فيما يتعلق بمبادرة توفير الغذاء. ولهذا السبب، تلعب شركة إنترباك دورًا حاسمًا في مبادرة إنقاذ الغذاء، التي تكافح فقدان وهدر الغذاء في جميع أنحاء العالم منذ عام 2011، وفقًا لموقعها على الإنترنت.

في (فود أفريكا 2024)، أعلنت إنترباك عن المشروعات الفائزة في مسابقة المبادرة، التي قدمها توماس دوهسي.

وقال دوهسي لمنصة “غذاء ومناخ”، إن مسابقة المشروعات تقام كل عام ويحصل الفائزون على عشرات الآلاف من اليورو.

وهذا العام فاز مشروع عصير الطماطم من نيجيريا، والذي يقلل من فقدان الطماطم في شمال نيجيريا ويهدف إلى خفض 30٪ من الفقد خلال 6 أشهر وسيمول هذا المشروع لمدة عام. والمشروع الثاني من شركة فيمكو من المملكة العربية السعودية.

الفائزون الثلاثة بجوائز مسابقة مبادرة إنقاذ الغذاء أثناء الاحتفال بإعلان الجوائز على هامش فوود أفريكا 2024

والفائز الذهبي هو شركة ألمانية تقدم آلات تعبئة تستخدم مواد جديدة صديقة للبيئة. وأضاف دوهسي “إنها تتمتع بمدة صلاحية أطول وهذا يعني بالتأكيد هدرًا أقل للطعام. أعتقد أن كل شيء يجب أن يعمل معًا، الماكينة والمنتجات وسلوك العملاء، والفائز فعل ذلك”.