غذاء ومناخ
لا يُقبل على زراعة العنب في مدينة ناشيك الهندية، عاصمة العنب وصناعة النبيذ في البلاد، بغرض التصدير، إلا المزارع الثري، فما قصة ذلك وعلاقة المناخ بها؟
تنخفض شهية المزارعين الفقراء في المدينة الهندية لزراعة العنب بهدف التصدير رغم أن أسعار البيع إلى الأسواق الخارجية تفوق السوق المحلية بعدة أضعاف.
ويصدر المزارعون من ناشيك في هذا الوقت من العام عنب المائدة الممتاز إلى أوروبا والأسواق الغربية الأخرى. ويحصلون على ضعف إلى ثلاثة أضعاف السعر من الصادرات مقارنة ببيعهم للمشترين المحليين.
وفي عام جيد، يمكن لمزارع يمتلك أرض مساحتها 10 أفدنة أن يأمل في تحقيق ما يزيد عن 250 ألف روبية من الربح، وهي ثروة صغيرة في المناطق الريفية في الهند، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
غير أن هذه ليست الصورة الكاملة، إذ يقول المزارعون -أيضًا- إنهم يقضون ليالي بلا نوم عندما يسوء الطقس، إذ تؤدي الأمطار غير المناسبة أو العواصف الثلجية في مرحلة الإزهار أو أثناء موسم الحصاد – والذي أصبح أكثر تواترًا بسبب تغير المناخ – إلى إتلاف العنب، وهو من أنواع الفاكهة الحساسة للغاية.
وحتى 2 مليمتر من المطر، عندما تتساقط على الثمرات في مرحلة النضج، يؤدي إلى تشققات في قشرتها الخارجية، ما يجعلها غير صالحة للتصدير إلى الخارج. وهذا هو السبب وراء انغماس المزارعين الأثرياء فقط في زراعة العنب للتصدير، كون قدرتهم المالية يمكن أن تدعمهم عند التعرض لمثل هذه الأزمات، لكن المزارع الفقير لن يمتلك ما يساعده.
حلول زراعة العنب في ناشيك
يؤثر المناخ السيئ على إنتاجية المحاصيل بطرق متعددة. وفي السنوات الأخيرة، زادت أيام هطول الأمطار الغزيرة والشديدة خلال موسم الرياح الموسمية في الهند. وإضافة إلى ذلك، فإن الحرارة الشديدة تؤثر سلبًا على الإنتاج. ويمكن أن تؤدي كل درجة من درجات الحرارة المرتفعة إلى خفض إنتاج القمح -على سبيل المثال- بمقدار 4-5 ملايين طن.
وبعد أن شلت موجة الحر محصول القمح في عام 2022، ظلت الأسعار مرتفعة بعد عامين. وبالنسبة لبعض أنواع البقول، تقلب الإنتاج بسبب هطول الأمطار غير المنتظمة.
ولا يتعلق الأمر بالمحاصيل فقط، بل تتأثر أيضًا الحيوانات المنتجة للألبان بالإجهاد الحراري. وتشير بعض الدراسات إلى أن إنتاج الحليب في الهند، أكبر منتج في العالم، قد يشهد انخفاضًا بنسبة 25% بحلول نهاية هذا القرن. وسيؤثر ذلك على ملايين من مزارعي الألبان الصغار الذين يعيشون على الأرباح المنتظمة من مبيعات الحليب.
ويثير موقع “مينت” تساؤلًا حول كيفية حماية إنتاج المزرعة من مخاطر المناخ؟ وأحد الحلول هو الاستثمار في البحث لتقديم أصناف مقاومة للمناخ. ولكن تمويل البحوث الزراعية في الهند لا يزال ضئيلاً، ويُنفق أغلبه على المحاصيل الحقلية مثل الأرز والقمح، ولهذا السبب لم ينتظر مزارعو العنب المغامرون في ناشيك الحكومة. فقد اشتروا حقوقاً حصرية لزراعة أصناف حاصلة على براءات اختراع من مربي دولي مقابل مبلغ ضخم بلغ 35 كرور روبية، وفقاً للموقع.
الحرارة تؤثر في إنتاج كاليفورنيا
لم يكن المطر هو السبب الوحيد الذي أثر سلبًا في زراعة العنب في العالم. ففي كاليفورنيا الأميركية، تأثرت الولاية بشهر يوليو/تموز الماضي الذي كان الأكثر سخونة على الإطلاق.
وتشرح عالمة الأرصاد الجوية كريستين جريجوري من “إيه بي سي 30” قائلة: “لقد سجلت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية متوسط درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة بعد الظهر. يمكنك الحصول على ما يسمى بمتوسط درجات الحرارة لشهر يوليو/تموز، وكان في الواقع أكثر شهور يوليو/تموز سخونة على الإطلاق”.
وأضافت جريجوري: “لم نشهد درجات حرارة مرتفعة إلى هذا الحد في السنوات العشرين أو الثلاثين الماضية.. يزرع وادي سان جواكين معظم العنب الطازج في السوق المحلية، وأدت موجة الحر هذه إلى تقليص المعروض وصدمة بين العاملين في زراعة العنب”.
وقال مزارع العنب، جورج ماتويان: “فجأة، نظرنا، ولاحظنا حروق الشمس على العنب. ثم فجأة، أصبح الحجم أقل قليلاً. لقد قمنا بإضافة المزيد من الماء، لكن لم يبدو أن ذلك كان له تأثير كبير”.
وكان ماتويان وشقيقه يزرعان العنب في مقاطعة فريسنو بالقرب من إيستون لعقود من الزمن.
وبالإضافة إلى حروق الشمس، فإن الحرارة الطويلة التي تجاوزت ثلاثة أرقام أضعفت المحصول.
قال ماتويان: “هذا العام، نواجه مشكلة مع لون العنب لأنه حار للغاية. لقد توقفت الكرمة عن النمو ولم ترغب في التلوين، ولم ترغب في تغيير حجم الفاكهة ولم ترغب في إضافة السكر إليها أيضًا”.
وفي معظم شهر يوليو/تموز، كان على عمال الحقل تقصير نوباتهم لتجنب الأمراض المرتبطة بالحرارة. ونظرًا لأن معظم العنب المخصص للمائدة يجري تعبئته في الحقل، فإن الحرارة تقلل من نشاط التعبئة أيضًا.
1 دولار أميركي= 85.39 روبية هندية.