غذاء ومناخ
بدأ إصلاح سد أربعات السوداني، وتزويده بمضخات المياه اللازمة للزراعة لتقوم بأعمال السد إلى أن تنتهي عملية الترميم، وفي الوقت نفسه يجري إصلاح سد شطا، الذي يمثل خطرًا على 3 قرى محيطة في ولاية البحر الأحمر، وفق المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، الدكتور عبدالحكيم الواعر، في تصريحات خاصة لمنصة “غذاء ومناخ“.
وتصدعت أجزاء من سد شطا بسبب هطول أمطار غزيرة وغير اعتيادية في المنطقة المحيطة، وفق الواعر.
ويقع سد شطا في السودان في ولاية البحر الأحمر؛ شمال شرق البلاد، لكنه أصغر حجمًا من سد أربعات، أضاف الواعر.
وقال الواعر: “زرت السد ورأيت تصدعًا في شطا، وحدث ذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي ضربت منطقة شطا، وهي من المناطق التي لا تهطل عليها أمطار في العادة، وهم متخوفون من الأمطار الشتوية التي قد تهدم السد، وتغرق 3 قرى مأهولة بالسكان حوله، على مساحات كبيرة.. وعدد من الناس كبير جدا يعيشون في مجرى السد”.
وتعرض السودان العام الماضي إلى كارثة انهيار سد أربعات، ما أدى إلى قتل عشرات الأشخاص، وتدمير آلاف الأفدنة الزراعية من الأراضي، وتهديد المصدر الرئيس لمياه الشرب والزراعة في المنطقة.
مضخات رفع المياه في سد أربعات
تسهم منظمة (الفاو) في توفير مضخات رفع المياه في سد أربعات السوداني المنهار لتحل مكان السد، حتى يكتمل ترميمه.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة، الدكتور عبدالحكيم الواعر، في تصريحات خاصة لمنصة “غذاء ومناخ”: “يمكن إصلاح وترميم سد أربعات، وهذا يحدث الآن، حيث شاركت المنظمة في توفير مضخات المياه لضخ المياه اللازمة للزراعة في المجاري المائية، بينما تمول أعمال الترميم مؤسسات مالية كبرى”.

وكان سد أربعات السوداني بمثابة مصدر المياه العذبة الأساسي لمدينة بورتسودان، التي أصبحت عاصمة السودان بالنيابة؛ بعد بدء القتال في الخرطوم بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع خلال الحرب الأهلية المتواصلة منذ أكثر من عامين، كما كان جزءًا من البنية التحتية لإدارة مياه الفيضانات في الدولة المكوبة بالصراع، لكن آخر أعمال الصيانة للسد أجريت في عام 2017.
وواجه سد أربعات السوداني عددًا من التحديات منذ ما قبل الحرب الأهلية؛ على الرغم من أهميته الكبيرة، أبرزها تراكم الرواسب ما أدى إلى تقليل سعة التخزين والتأثير سلبًا في فعالية السد في جمع وتخزين المياه.
وكانت دراسة للبنك الدولي قد حذرت من تراكم رواسب سد أربعات السوداني في عام 2018.
وقال تقرير البنك الدولي -حينها- الصادر تحت عنوان “إدارة مصادر إمدادات المياه الحرجة بالقرب من بورتسودان، السودان: سد أربعات وحقول الآبار في أربعات”: “إن السد الخزاني على طول خور أربعات مهدد بالطمي وانخفاض التدفق، والآبار بالقرب من أربعات تفشل”.
لذلك، سمح البنك الدولي لشركة هيدرو نوفا، بموجب عقد مؤرخ 30 مارس 2018، بالمضي قدمًا في إعداد دراسة إدارة الموارد المائية لحقول آبار أربعات وسد أربعات في بورتسودان، السودان، ولكن على الرغم من أن الدراسة وجدت نتائج كارثية، إلا أن السلطات لم تصلح أيًا منها.
كما عانى سد أربعات من نقص أعمال الصيانة بسبب مشكلات مالية أو لوجستية. وأدى تغير المناخ وتغير نمط هطول الأمطار، دورًا في إضعاف السد والوصول إلى انهياره.
الصراع أخطر من الفيضانات
حذر المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لـ (الفاو)، الدكتور عبدالحكيم الواعر، من تأثير الصراع في السودان على معدلات الأمن الغذائي.
وقال الواعر: “إن الصراع أخطر من الفيضانات على الأمن الغذائي في الدولة الأفريقية.. الفيضانات كانت عائقًا أخرت مجهودات الوصول إلى المناطق التي تحتاج إلى مساعدات من المنظمة، لكن حتى المناطق التي تمكنا من الوصول إليها عبر منطقة الفيضانات؛ لم نتمكن من الدخول إليها بسبب الصراع”.
وأشار إلى اهتمام المنظمة بالسودان قائلًا: “نحن نهتم بالسودان وكنت في زيارة هناك قريبًا، ونحن ننادي بالوصول إلى اتفاق سلمي لوقف النزاع حتى تستقر الأمور في السودان، خاصة في المنطقة الغربية، وهي معزولة بالكامل بسبب الفيضانات والنزاع “.

وتابع: “من الضروري للسودان والدول المجاورة صاحبة المصلحة إيجاد حل وسريع، لأن المشكلة مع الوقت تزداد تعقيدًا ويصبح الحل صعبًا.. الآثار في السودان كبيرة جدًا، إذ أن انعدام الأمن الغذائي يتزايد”.
وأوضح أن المنظمة بذلت مجهودًا كبيرًا لإنقاذ موسم المطر في 2024؛ وذلك بتوزيع البذور على 1.2 مليون مزارع.
وتوقع الواعر تناقص محصول الصيف المقبل في السودان، وقال: “في الموسم الصيفي لن نصل إلى 60% مما زرعناه العام الماضي في السودان”.