جوجرين المصرية تتوسع في دول عربيةطه عبد المولى وحسام عبدالقادر مع رئيس البورصة المصرية أحمد الشيخ

غذاء ومناخ

خلقت ظواهر مناخية عدة مثل السيول والعواصف الشديدة، خلال عامي 2020 و2022، صعوبات أمام شركة جوجرين المصرية للاستثمار الزراعي والتنمية، نجحت في التغلب عليها بعدة طرق، وفق تصريحات العضو المنتدب للشركة، حسام عبدالقادر.

وقال عبدالقادر لمنصة “غذاء ومناخ“، إن جوجرين دشنت قسمًا في الشركة للتعامل مع تغيرات المناخ بسبب زيادة حدة هذه الظواهر. جاء ذلك على هامش مؤتمر صحفي عقدته الشركة في مقر البورصة المصرية في القاهرة (عاصمة مصر)، اليوم الأحد 9 فبراير/شباط 2025، بمناسبة بدء تداول أسهمها في السوق الرئيسة.

جوجرين المصرية تزرع الجوجوبا والزيتون على مساحة 12 ألف فدان وألفي فدان على التوالي في منطقة المُغرة جنوب العلمين، وتخطط لزراعة 14 ألف فدان إضافية بأشجار الجوجوبا خلال العامين المقبلين، على ان تصل المساحة المنزرعة إلى 21 ألف فدان، خلال 4 سنوات، وفق رئيس مجلس الإدارة، طه عبد المولى.

وخصصت جوجرين نحو 400 فدانًا لإنتاج الأسماك البحرية مثل الجمبري والقاروص، تستخدم منها 70 فدانًا حاليًا. وقال عبدالقادر، إن ارتفاع تكلفة الأعلاف العام الماضي (2024)، تسبب في وقف نشاط المزرعة السمكية مؤقتًا.

وتعمل جوجرين في النشاط الزراعي منذ نشأتها، وكانت في سنواتها الأولى تركز على إنتاج شتلات الخضروات والفاكهة، “لكن رغبتنا في عمل مشروع قومي نفيد به بلادنا جعلتنا نتحول إلى الجوجوبا”، وفق قول عبد المولى لـ “غذاء ومناخ”.

آثار تغير المناخ

قال العضو المنتدب لشركة جوجرين المصرية، حسام عبدالقادر، إن تغير المناخ يؤثر في تكلفة الإنتاج والتصدير. وصدرت الشركة 250 طنًا لشركة كارجل الأميركية هذا العام، حيث كانت الظروف المناخية مواتية.

وأضاف أن ظواهر تغير المناخ أثرت في المزروعات بشدة، خاصة أعاصير عام 2020، وفي 2022 كانت هناك سيول، استمرت في الأرض لمدة تزيد عن أسبوع.

وقال: “أجرينا دراسات سابقة على هذه المنطقة والتي كشفت أنها لا تتعرض لأي أمطار منذ آلاف السنيين، لكن يبدو أن زراعة الأشجار ساعدت على استجلاب المطر، وضربت السيول المنطقة، وهو أمر غير طبيعي، لكن بدأنا في عمل حركة للمياه في الأرض، كما دشنا مصدات صناعية للعواصف، لذلك كان الإنتاج جيدًا خلال العامين الأخيرين”.

وتعتمد جوجرين المصرية على مياه الآبار في الزراعة، والتي تُستخرج بالطاقة الشمسية بنسبة 70% من الاحتياجات الحالية، وتخطط الشركة إلى أن تصل إلى 100% خلال 2025.

شجرة زيتون – الصورة من أزود

وقال عبدالقادر لمنصة “غذاء ومناخ”: “نزرع الجوجوبا والزيتون فقط لأن المياه في المنطقة التي نزرع بها مالحة، وتناسب هذه الأشجار”.

ورغم أن المنطقة ملائمة جدًا لزراعة أشجار الزيتون، إلا أن حصته لا تزيد عن 10% من إجمالي المساحة المنزرعة، لكن الشركة قررت زراعة الزيتون المكثف.

وأوضح عبدالقادر أن الزيتون المكثف صنف إسباني ترتفع فيه نسبة الزيت إلى 20%، مقابل الأصناف الموجودة في مصر والتي تتراوح نسبة الزيت فيها بين 9 و11%.

وأضاف أن مناخ مصر ملائم لهذا النوع من أشجار الزيتون، لذلك بدأت زراعته في الانتشار. ومصر تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الزيتون الخاص بالتخليل، وجوجرين المصرية دفعت البلاد لتحتل المرتبة الخامسة في إنتاج الجوجوبا عالميًا.

توسعات جوجرين المصرية

تتوسع جوجرين المصرية في زراعة الجوجوبا في بلدان عربية عدة، بدأت في سلطنة عُمان بزراعة 300 فدان، وقريبًا ستوقع بروتوكول تعاون مع السعودية، إضافة إلى ليبيا وموريتانيا والجزائر.

ويتسم مناخ دول الخليج مثل سلطنة عُمان والسعودية بالطقس الحار، إلا أن حسام عبدالقادر قال: “نختار مواقع ذات مناخ ملائم بعناية في تلك البلاد حتى تناسب زراعة الجوجوبا، ومناخ صلالة في السلطنة والرياض في المملكة مناسبان للزراعة.. وشركاؤنا في السلطنة يشاركون شركتنا في مشروع آخر في قطر”.

وأضاف: “نركز في توسعاتنا في الخارج على زراعة الجوجوبا، لأن جو جرين تمتلك 36 سلالة من هذه الأشجار التي تتمتع بأعلى إنتاجية من الزيوت، وهي مُسجلة في بنك الجينات في أميركا”.

وبدأت جوجرين المصرية إجراءات بيع شهادات الكربون، إذ أن المساحات الكبيرة المنزرعة بأشجار الجوجوبا والزيتون تمكنها من بيع شهادات الكربون، ويجري حاليًا حساب كمية الكربون التي يمكن بيعها إلى أوروبا، وتوقع عبدالقادر أن يحدث ذلك في 2027، وأن تبلغ قيمة العائد السنوي منها مليوني دولار.

جوجوبا – الصورة من جوجوبا غولد

ودشن المساهمون في جوجرين المصرية شركة لتصنيع الزيوت ومستحضرات التجميل، ومن المقرر دمجهما معًا خلال عام 2025.