تراجع محصول الأرز الماليزي يثير مخاوف المسؤولين بشأن تغير المناخ
الحكومة تمدد قرارًا بدعم الأبيض منه

غذاء ومناخ

أثار تراجع محصول الأرز الماليزي مخاوف المسؤولين بشأن تغير المناخ، إذ أن هذا الأمر يهدد الأمن الغذائي في البلاد، في وقت يحجم فيه المزارعون الشباب عن زراعته، وتشهد مساحات الأرض المزروعة به تراجعًا كبيرًا.

لذلك حذر وزير الزراعة والأمن الغذائي الماليزي داتوك سيري محمد سابو، من أن ماليزيا والمنطقة المحيطة لا تزالان عرضة لتهديدات تغير المناخ، مؤكدًا على الحاجة إلى التعاون الإقليمي لمعالجة نقص الغذاء المحتمل، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

وقال: “لدينا مخزون كافٍ من الأرز لمدة 6 أشهر على الأقل. لكننا لا نعرف ماذا سيحدث بسبب تغير المناخ، لذا فإن الأمن الغذائي مهم.. علينا أن نعمل مع دول أخرى في المنطقة لحماية أمننا الغذائي. كان إنتاج الأرز لدينا 71% من قبل، لكنه الآن 56% فقط”.

وأضاف لوكالة برناما في بنوم بنه: “تحولت مساحة 20 ألف هكتار من أراضي الأرز لمشروعات الإسكان، ويرفض جيلنا الشاب العمل في حقول الأرز بسبب انخفاض الدخل”.

الأمن الغذائي بعد انخفاض إنتاج محصول الأرز الماليزي

قام وزير الزراعة والأمن الغذائي الماليزي داتوك سيري محمد سابو بزيارة لمدة يومين إلى مملكة كمبوديا في نهاية فبراير/شباط لإجراء مناقشات مع نظيره – وزير الزراعة والغابات ومصايد الأسماك، ديث تينا.

وكانت الموضوعات الرئيسة التي ظهرت خلال المناقشة هي الأمن الغذائي، وواردات الأرز (الأرز العطري بشكل أساسي)، وتربية الأحياء المائية، ومصايد الأسماك، والتعاون في قطاع الزراعة.

وبلغ إجمالي صادرات الأرز في كمبوديا 651.522 طنًا في العام الماضي. ذهب أكثر من 100 ألف طن متري إلى الصين، بينما اشترت دول الآسيان ما يقرب من 130ألف طن متري.

وتصدر كمبوديا مجموعة متنوعة من الأرز، بما في ذلك الأرز المعطر والحبوب البيضاء والأرز المسلوق والأرز العضوي. ويشتهر صنف الأرز طويل الحبة “سين كرو أوب” العطري في جميع أنحاء العالم.

وتستورد ماليزيا نحو 50 ألف طن متري من الأرز المعطر من كمبوديا، ما يسهم بنسبة 30%، أو 700 ألف طن متري من واردات الأرز اللازمة لتلبية الاستهلاك الوطني للبلاد البالغ حوالي 2.5 مليون طن متري.

إلا أن التحديات الجيوسياسية، وسياسات التصدير غير المؤكدة لمنتجي الأرز، وظروف الطقس غير المستقرة يمكن أن تعطل العرض بسرعة في السوق الدولية، وبالتالي تؤثر على البلدان المستوردة.

وقال الوزير: “واجهنا مشكلة الأرز في ماليزيا العام الماضي، وخاصة عندما أوقفت الهند صادرات الأرز الأبيض إلى دول أخرى لأن لديهم مشاكل داخلية”.

وحظرت الهند، ثاني أكبر مصدر للأرز في العالم بعد الصين، مؤقتًا صادرات الأرز غير البسمتي في عام 2023، للحد من التضخم المرتفع وارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية. ومع ذلك، رفعت الحكومة الهندية الحظر العام الماضي.

وقال محمد سابو إن ماليزيا وكمبوديا لم توقعا أي اتفاقيات خلال زيارته الأخيرة، لكنه ناقش إنتاج الأرز على نطاق واسع، حيث تنتج المملكة 5 أضعاف ما تنتجه ماليزيا من الأرز.

وأضاف: “تمتلك كمبوديا الكثير من مزارع الأرز وتنتج أرزًا عالي الجودة للتصدير. ربما يمكننا شراء المزيد في المستقبل إذا لزم الأمر”.

دعم الأرز

في فبراير/شباط الماضي، قررت الحكومة الماليزية الإبقاء على دعم الأرز لمدة 6 أشهر لتخفيف العبء على المواطنين.

وقرار الحكومة بالحفاظ على سعر الأرز الأبيض المحلي عند 2.60 رينغيت ماليزي للكيلوغرام من خلال تحمل نحو 150 مليون رينغيت ماليزي في تكاليف الإنتاج لمدة 6 أشهر يأتي بمثابة خبر سار للعديد من ذوي الدخل المنخفض.

وقال أحمد، من جومباك، إنه مع ارتفاع تكاليف المعيشة وشهر رمضان، فإن هذا التحكم في أسعار الأرز كان خبرًا سارًا.. عادة ما أشتري أرخص أرز في المتجر وفي معظم الأحيان، يكون من أدنى جودة.

وقال أحمد: “إن معرفة أنه يمكننا الآن الحصول على أرز عالي الجودة، حتى لو كان ذلك لمدة ستة أشهر فقط، هو شيء أتطلع إليه”.

وأضافت حليمة، من تشيراس، إنها مع راتبها الشهري البالغ 1800 رينغيت ماليزي، فإنها ستختار دائمًا أرخص ماركات الأرز.

وتابعت: “من الجيد بدء هذا البرنامج في اليوم الأول من رمضان. يمكننا أيضًا أن نتطلع إلى الحصول على أرز عالي الجودة في عيد الفطر”.

وقالت: “ومع ذلك، آمل أن تكون السلطات صارمة في ضمان عدم وجود تخزين مثل ما حدث مع زيت الطهي المدعوم في عبوات قبل بضع سنوات”.

وأشاد نائب سكرتير جمعية تجار الأرز بالجملة في ماليزيا ألين ليم بالحكومة على إجراءاتها الحاسمة والسريعة في تخفيف الضغوط التشغيلية على مضارب الأرز، ما ساعد في منع المزيد من المضارب الصغيرة والمتوسطة الحجم من الإغلاق.

وقال إن الصراع بين أوكرانيا وروسيا أدى إلى زيادة أسعار الأسمدة.

وأضاف: “ارتفعت تكلفة تغليف الأرز الأبيض أيضًا، ما أضاف المزيد من الضغوط على تجار الجملة. وأضاف ليم أن قرار الحكومة برفع سعر الأرز من 1300 رنغيت ماليزي إلى 1500 رنغيت ماليزي، مع الإبقاء على سعر الأرز الأبيض المحلي عند 2.60 رنغيت ماليزي للكيلوغرام، زاد العبء على تجار الجملة”.

وأضاف ليم: “لحسن الحظ، نرى هذه المرة وزارة الزراعة والأمن الغذائي تتدخل للمساعدة في ضبط قطاع الأرز”، وفق موقع “أشيا نيوز“.