جانب من الجلسة الافتتاحية للدورة رقم 177 لمنظمة الفاوجانب من الجلسة الافتتاحية للدورة رقم 177 لمنظمة الفاو

غذاء ومناخ

استحوذت إجراءات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لتقليص أو تعليق عدد من مصادر التمويل الدولي على جزء كبير من الجلسة الافتتاحية للدورة 177 لمجلس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الاثنين 7 أبريل/نيسان 2025، ما جعله الغائب والحاضر بقوة.

وحثّ المدير العام لـ (الفاو)، شو دونيو، اليوم، أعضاء المنظمة على تحويل التحديات العالمية إلى فرص لتسريع وتيرة تحوّل النظم الزراعية والغذائية العالمية، وذلك خلال افتتاحه الدورة 177 لمجلس المنظمة، وهي آخر دورة للمجلس قبل تقديم برنامج العمل والميزانية المقترح للمنظمة للفترة 2026-2027 للموافقة عليه في المؤتمر الوزاري للفاو في نهاية يونيو/حزيران المقبل.

وقال المدير العام: “نحن جميعًا في هذا القارب معًا”، مُستدعيًا الإرادة الجماعية والجهد والتفاني والشغف من جميع الأعضاء لجعل أنظمة الأغذية الزراعية أكثر كفاءة وشمولًا ومرونة واستدامة لتحقيق “التحسينات الأربعة” – إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، دون إغفال أحد، وفقًا للبيان الذي تلقته منصة “غذاء ومناخ“.

جهود حثيثة

شكر دونيو جميع موظفي منظمة الأغذية والزراعة، وخاصة الإدارة العليا، على ما وصفه بجهودهم الحثيثة للتعامل مع الوضع المتطور عقب القرارات الأخيرة التي اتخذتها حكومة الولايات المتحدة، والتي أشار إلى أنها تطلبت إدارة سريعة لـ 106 مشروعات مُنهية بقيمة إجمالية بلغت 384 مليون دولار أميركي، وأثرت في نحو 1240 موظفًا.

وإضافة إلى حرب التعريفات الجمركية، التي أشعلها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، فقد عطل إنفاق جهات عديدة مثل توقف تمويل وزارة الزراعة، وتعليق تمويل وكالة التنمية الدولية حتى إشعار آخر.

وأضاف دونيو أن منظمة الأغذية والزراعة تتبع استراتيجية متنوعة لتعبئة الموارد، وقد بدأت في تعزيز خطط التأهب والتوقع قبل قرارات الولايات المتحدة للتكيف مع التغيرات السريعة في المشهد العالمي لتمويل التنمية. وأضاف المدير العام: “كما هو متوقع، فإن إجمالي مساهماتنا الطوعية للأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام أقل بشكل ملحوظ من السنوات الثلاث السابقة التي سجلت أرقامًا قياسية”.

وتابع أن المشاركين في المجلس والمؤتمر في يونيو/حزيران “يحتاجون إلى ضمان أن مستوى الميزانية الذي يعتمدونه سيمكّن المنظمة من تلبية الاحتياجات المتزايدة لدعمنا المهني والتقني للأعضاء”.

دونالد ترمب – الصورة من فرانس 24

وقال دونيو إنه في ظل الكوارث الطبيعية والتي من صنع الإنسان، بالإضافة إلى أوقات الركود الاقتصادي، من المتوقع أن تزداد أهمية أنظمة الأغذية الزراعية في المستقبل. وأضاف: “يتغير العالم بسرعة، وكانت منظمة الأغذية والزراعة وستظل أكثر أهمية لتلبية الاحتياجات العالمية”.

وأكد الرئيس المستقل للمجلس، هانز هوغيفين، أن منظمة الفاو تدرك الحاجة في الأوقات غير المستقرة إلى تحسين الأداء وبذل المزيد من الجهد وزيادة فعالية التكلفة وتقديم النتائج على المستوى الوطني، وقال: “علينا بناء الجسور وإيجاد حلول وسط لتحقيق النجاح. كلما زادت جهود منظمة الأغذية والزراعة، قلّ العبء على كل دولة على حدة”.

إجراءات الفاو

سلط المدير العام لـ (الفاو) في كلمته الافتتاحية لمجلس المنظمة الضوء على العديد من إجراءات الفاو ومبادراتها وإنجازاتها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025.

وسلط الضوء على تدخلات الفاو الزراعية الطارئة في بؤر الجوع مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وغزة وأوكرانيا والسودان، مشيرًا إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي أسهمت كل منهما بمبلغ 10 ملايين دولار؛ لدعم مبادرات توزيع البذور التي استفاد منها 2.7 مليون شخص في السودان.

كما سلط الضوء على عمل الفاو للمساهمة في مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ الذي سيُعقد في البرازيل في وقت لاحق من هذا العام، مشيرًا إلى أن الفاو أطلقت حتى الآن 100 مشروع ضمن محفظة جاهزية صندوق المناخ الأخضر، مما يساعد البلدان على بناء القدرات الفنية اللازمة للوصول إلى التمويل المتاح عالميًا.

وأشار إلى المشاركة الفاعلة للفاو في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات القادم، حيث ستُطلق استعراض موارد مصايد الأسماك البحرية العالمية لعام 2025، وهو التقييم الأكثر شمولاً وتشاركية على الإطلاق لحالة المخزونات السمكية العالمية، بمشاركة 670 خبيراً من أكثر من 90 دولة و200 جهة، ويغطي حوالي 2600 مخزون سمكي.

جانب من الجلسة الافتتاحية للدورة رقم 177 لمنظمة الفاو

وأشار إلى جهود الفاو الطموحة في تنظيم مؤتمرات للأطراف والخبراء حول مواضيع ذات أهمية عالمية بالغة، مستشهداً على سبيل المثال بالمنتدى العالمي لمنظمي الأعلاف الحيوانية والأعلاف، الذي سيُعقد في أواخر سبتمبر/أيلول وأوائل أكتوبر/تشرين الأول تزامناً مع الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الفاو.