غذاء ومناخ
أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) خطة استجابة للطوارئ والإنعاش المبكر بقيمة 150 مليون دولار لدعم الريف الأوكراني والمجتمعات الريفية المتضررة من الحرب في البلاد.
ومنذ فبراير/شباط عام 2022، تشن روسيا حربًا على أوكرانيا، تسببت في خسائر كبيرة للأرواح والمباني ومنشآت الطاقة والأراضي الزراعية.
ولا تزال الحرب في أوكرانيا تُلقي بثقلها على القطاع الزراعي، مما يُصعّب على المزارعين والأسر الريفية مواصلة إنتاج الغذاء والحفاظ على سبل عيشهم.
واستجابةً لذلك، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة خطة استجابة للطوارئ والإنعاش المبكر (إيرب) لمدة عامين (2025-2026)، مُصممة لدعم أكثر من نصف مليون شخص مُستضعف في استعادة الإنتاج الزراعي، وحماية سبل عيشهم، وبناء القدرة على الصمود على المدى الطويل، وفقًا لبيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.
سبب دعم مجتمعات الريف الأوكراني المتضرر من الحرب
صرح رئيس مكتب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في أوكرانيا بالإنابة، محمد عزوقة، سبب دعم مجتمعات الريف الأوكراني المتضررة من الحرب: “تأتي هذه الخطة في وقت لا يزال فيه المزارعون الأوكرانيون يواجهون تحديات هائلة، بدءًا من الحقول الملغومة والبنية التحتية المدمرة وصولًا إلى محدودية الوصول إلى الأسواق”.
وأضاف: “من خلال برنامج إعادة تأهيل المناطق الريفية للمدة 2025-2026، تواصل الفاو دعم جهود أوكرانيا لمعالجة آثار الحرب، لا سيما في المناطق الريفية القريبة من خطوط المواجهة. ونظل ملتزمين بتعزيز قدرة القطاع الزراعي على الصمود في البلاد والمساهمة في الأمن الغذائي على المدى الطويل في أوكرانيا وخارجها”.
ووفقًا للتقييم السريع الرابع للأضرار والاحتياجات (فبراير/شباط 2022 – ديسمبر/كانون الأول 2024) الذي أجراه البنك الدولي، يُقدر إجمالي الأضرار والخسائر في هذا القطاع بنحو 84 مليار دولار، إضافة إلى 1.6 مليار دولار في قطاع الري وحده.

وتشمل الأضرار تدمير مرافق التخزين، ومصائد الأسماك، وأنظمة تربية الأحياء المائية، والمحاصيل المعمرة، إضافة إلى الذبح القسري للماشية. كما تشمل تدمير وسرقة الآلات والمعدات، إلى جانب سرقة المدخلات والمنتجات المحصودة.
وفي موازاة ذلك، تواجه أوكرانيا واحدة من أكبر أزمات التلوث في العالم: فحتى ديسمبر/كانون الأول 2024، ظل أكثر من 138 ألف كيلومتر مربع من الأراضي و14 ألف كيلومتر مربع من المياه معرضة للخطر بسبب مخلفات الحرب المتفجرة والألغام الأرضية، ما يشكل تهديدات مستمرة للزراعة والأمن الغذائي.
الاستثمار في قدرة الأسر الريفية
وصرح وزير السياسة الزراعية والأغذية في أوكرانيا، فيتالي كوفال، قائلاً: “على الرغم من هذه التحديات، يواصل المزارعون الأوكرانيون إظهار صمودهم وقوتهم الملحوظة”.
وأضاف: “نحن ممتنون للدعم العملي الذي تقدمه منظمة الأغذية والزراعة – من المدخلات الطارئة إلى التخطيط طويل الأجل. وبالتعاون مع شركائنا، نستثمر في قدرة الأسر الريفية على الصمود ومستقبل النظم الغذائية في أوكرانيا، حتى تتمكن من التعافي والنمو بشكل أقوى”.
وتهدف خطة الاستجابة للطوارئ والإنعاش المبكر لمنظمة الأغذية والزراعة إلى تمكين المزارعين المتضررين من العودة إلى الإنتاج، وتقليل الاعتماد على المساعدات الإنسانية، والمساهمة في الأمن الغذائي الوطني.
وتركز الخطة على دعم الأسر الريفية وصغار المنتجين في المناطق المتأثرة بالحرب من خلال مزيج من المساعدات الطارئة، وإزالة الألغام، وإعادة تأهيل الأراضي، وتدابير الإنعاش المبكر. وخُطط لأنشطة الطوارئ في السنة الأولى لتلبية الاحتياجات الفورية، بينما ستستمر تدخلات الإنعاش على مدى عامين كاملين للمساعدة في استعادة الإنتاج، وتحسين الوصول إلى الأسواق، وبناء سبل عيش مستدامة.
وتتمحور الخطة حول ثلاثة ركائز مترابطة. الركيزة الأولى هي الاستجابة للطوارئ لمدة عام واحد، مع التركيز بشكل أساسي على توزيع المدخلات الزراعية لاستعادة سبل عيش الأسر الريفية الأكثر ضعفًا وصغار المزارعين المتضررين من الحرب واستدامتها.
أما الركيزة الثانية فتدعم إعادة تأهيل الأراضي الزراعية الملوثة بالذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب المتفجرة، وخاصة في المناطق المتأثرة بالحرب. تتألف الركيزة الثالثة من أنشطة الإنعاش المبكر متعددة السنوات، تهدف إلى دعم الأسر الريفية وصغار المزارعين بالمعلومات والمدخلات والدعم الفني اللازم لتعزيز قدراتهم الإنتاجية والتجارية، وزيادة إنتاجهم، وتعزيز وصولهم إلى الأسواق. وستُدعم هذه الركائز الثلاث بتحليلات وتقييمات فنية مستمرة، مما سيساعد في صياغة تدخلات مُحددة الأهداف، والاستجابة لاحتياجات الطوارئ، وضمان فعالية جهود الإنعاش المبكر وفي الوقت المناسب.

ولتنفيذ برنامج الإنعاش المبكر والتعافي من آثار الكوارث، تحتاج منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى 150 مليون دولار على مدى العامين المقبلين. وبالتنسيق الوثيق مع وزارة السياسات الزراعية والأغذية في أوكرانيا والسلطات المحلية، تدعو الفاو الشركاء الدوليين إلى المساهمة في الإنعاش المستدام وتعزيز مرونة أنظمة الأغذية الزراعية في أوكرانيا على المدى الطويل.