Wicker basket full of fresh ripe yellow-red mangoes, mango harvest on a mango plantation, generative AI content.

غذاء و مناخ

يتجه عدد كبير من المزارعين في صقلية الإيطالية إلى زراعة أشجار غريبة على أراضيهم، مثل المانجو والأفوكادو والموز والبابايا، بدلًا من الليمون والزيتون، ما يؤشر لحقبة جديدة في الزراعة بالدولة الأوروبية، وقد يحولها إلى جنة استوائية.
وصقلية، هي أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، والأعلى من ناحية الكثافة السكانية، إضافة إلى أنها واحدة من 5 جزر إيطالية تتمتع بالحكم الذاتي.
ولم يكن المشهد في صقلية من قبل على هذا النحو، فقد كانت صورة تلال الجزيرة المتموجة، المغطاة ببساتين الحمضيات وأشجار الزيتون القديمة التي تغمرها الشمس، بمثابة “قلب المشهد الزراعي الشهير في إيطاليا”. كما كانت حقول القمح الذهبي تتمايل مع النسيم الدافئ، وتملأ رائحة أزهار الليمون المتفتحة الهواء في فصل الربيع، حسب تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
غير أنه مع تسارع تغير المناخ، تعمل أنماط الطقس المتغيرة على إعادة تشكيل هذه المناظر الطبيعية التقليدية ببطء إلى شيء لم يكن متوقعًا يومًا.
وربما تكون صقلية من أوائل المناطق الأوروبية التي بدأت تعاني من مناخ استوائي ، ما يظهر أهمية بدء التعامل مع “كوكب متغير”، حسبما أشار تقرير لـ “ناشيونال جيوغرافيك“.
وعلى سبيل المثال، في منطقة “مسينا”، في شمال شرق صقلية، ارتفعت الحرارة 4 درجات فهرنهايت على مدار الـ 50 سنة الأخيرة.
لذلك بدأ مزارعون محليون في تحويل حقولهم إلى ما يشبه الغابات الاستوائية، مستفيدين من ارتفاع الحرارة.
وقال بيترو كوكسيو، وهو من أوائل المزارعين المتحولين نحو المحاصيل الاستوائية، إذ بدأ في زراعة المانجو والأفوكادو وفراولة التمساح : “عندما بدأت الأمر قبل 20 عامًا، لم يكن هناك أحد مقتنعًا بما أفعله”، حسبما ذكر تقرير لـ “غرين أوروبيان جورنال“.
ويرى المزارع ذي الـ 70 عامًا، والذي كان يعمل مهندسًا معماريًا من قبل، أن الفواكة الاستوائية، التي يقوم بتصديرها لعدد من الدول الأوروبية، أكثر ربحًا من المحاصيل التقليدية التي اعتادوا زراعتها في صقلية.
وقال: “يتراوح سعر الكيلوغرام من المانجو بين 3 و5 يورو، لكن إذا وصل سعر الوزن نفسه من الليمون إلى 0.2 يورو، سأكون محظوظًا.. تخيلوا معي هذا الفارق السعري”.
وأسس المزارع شركة خاصة، يقوم من خلالها بتصدير الفواكة الاستوائية المنتجة في صقلية الأوروبية إلى ألمانيا وسويسرا والمملكة المتحدة.
غير أن تغير المناخ في صقلية، أثر سلبًا -أيضًا- على محصول القمح، لذلك أُطلق مشروع “ميكسويت”، يشارك فيه جهات عديدة، من بينها جامعة “كاتانيا”، وهو يستهدف تقييم 2000 نوع من القمح لتحديد الأصناف القادرة على تحمل الحرارة المرتفعة والجفاف، إضافة إلى تدهور التربة.
كما تشهد صقلية عدة ظواهر مناخية أثرت سلبًا على إنتاجية الزيتون خلال السنوات الأخيرة، من بينها الجفاف والحرائق والأمطار غير المتوقعة.
اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا.