غذاء ومناخ
بدأ مجلس غانا للبحوث العلمية والصناعية (CSIR) ، التجهيز لإجراء تجارب جديدة، تسهدف خفض انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن زراعة الأرز.
تأتي المبادرة في الدولة الأفريقية، بدعم تمويلي من تحالف المناخ والهواء النظيف الذي يستضيفه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث يركز المشروع على معالجة انبعاثات غاز الميثان، وهو من غازات الدفيئة القوية التي تنبعث أثناء زراعة الأرز التي غمرتها المياه، وفقً تقرير طالعته منصة “غذاء ومناخ”.
ومن خلال دمج التقنيات المبتكرة لخفض غاز الميثان، مثل أنظمة الترطيب والتجفيف البديل(AWD)، يهدف المعهد إلى التخفيف من الآثار البيئية مع تعزيز الإنتاجية الزراعية.
وقال رئيس مشروع ACE4ES، الدكتور كواكو أونونا هويسوفور أسانتي: “إن تقليل انبعاثات غاز الميثان من حقول الأرز أمر بالغ الأهمية للتنمية المستدامة والعمل المناخي في الاقتصادات المنتجة للأرز”، وفقًا لموقع “بي آند إف تي أونلاين“.
وأضاف: “من خلال التجارب الصارمة والتعاون مع المزارعين المحليين، نهدف إلى تحديد الحلول العملية التي توازن بين الإدارة البيئية والأمن الغذائي”.
تطلق حقول الأرز كميات هائلة من غاز الميثان في الغلاف الجوي، إذ يمثل نحو 10% من إجمالي انبعاثات هذا الغاز عالميًا، وهو مسؤول عن ما يصل إلى 15% من إجمالي الانبعاثات في بعض دول جنوب شرق آسيا.
على سبيل المثال، في فيتنام، خامس أكبر منتج في العالم للأرز، تؤدي زراعة هذا المحصول إلى انبعاث غازات دفيئة أكثر من قطاع النقل بأكمله، بحسب “دويتش فيله“.
والأرز، هو نبات شبه مائي يُزرع في الحقول المغمورة بالمياه، تحت طبقة من المياه الراكدة. وهذا يغذي عطشه الشره ويقضي على الأعشاب الضارة، بينما يحمي أيضًا من العدوى.
قبل ظهور الأسمدة الاصطناعية، كانت زراعة الأرز في السهول الفيضية تستفيد -أيضًا- من الرواسب الغنية بالمغذيات التي تجرفها الأنهار.
إلا أنه مع استنفاد مستويات الأكسجين تحت تلك الطبقة من الماء، تبدأ الميكروبات التي تتغذى على المواد العضوية في إطلاق كميات هائلة من غاز الميثان، وهو غاز دفيئة أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون.
ويُعد الأرز جزءا حيويًا من غذاء الكثير من سكان آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي، ويُقدر أنه يوفر أكثر من خُمس السعرات الحرارية التي يستهلكها الإنسان في جميع أنحاء العالم، وفقا لـ “المنتدى الاقتصادي العالمي“.
لذلك، هناك العديد من التجارب التي تبحث عن حلول. والحل النسبي هو تجفيف الحقول عدة مرات في الموسم الواحد والسماح للتربة بتجديد الأكسجين. ويؤدي هذا إلى قمع البكتيريا المنتجة للميثان في التربة، مما يسمح للبكتيريا الأكثر صداقة للمناخ بتولي المسؤولية مرة أخرى.
وقال بيورن أولي ساندر، أحد كبار العلماء في المعهد الدولي لأبحاث
.فإن انبعاثات الميثان تنخفض”.
ويمكن أن يؤدي تجفيف الحقول وإعادة غمرها 3 أو 4 مرات خلال موسم الإنتاج إلى خفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 50% على الأقل، وفقًا لساندر.
لكن هذه التقنية لا تعمل خلال موسم الأمطار في جنوب شرق آسيا.
وقال ساندر: “حتى لو توقفوا عن ري حقولهم، فإن الأمطار تهطل بكثرة، وبالتالي لا تجف الحقول”. “لذلك بالنسبة لتلك المواسم… نحن بحاجة للبحث عن خيارات أخرى.”
وهناك أسلوب آخر يُعرف باسم الري بالأخدود، حيث يُزرع الأرز في صفوف طويلة من التلال الترابية، وتُغمر القنوات الموجودة بينها، مما يسمح بدخول الأكسجين إلى التربة وتقليل انبعاثات غاز الميثان.
وقد أصبحت هذه الطريقة شائعة في مناطق الولايات المتحدة، حيث يجري تدوير محاصيل الأرز وفول الصويا. وقد ثبت -أيضًا- أنها أسهل في التنفيذ في المناطق الجبلية في الصين، حيث تكافح المزارع المترابطة لاستخدام الترطيب والتجفيف البديل.
يُذكر أن الصين هي أكبر منتج للأرز في العالم.
وهناك وسائل أخرى لتقليل انبعاثات غاز الميثان عند إنتاج الأرز، بعيدًا عن التحكم في المياه التي تغمر جذوره، منها إستراتيجية أكثر فعالية، وهي التخلص من المخلفات الموجودة في التربة والمتمثلة في “قش الأرز” المتبقي من المحصول السابق.
ومن هذه الطرق، هي حرق القش، التي لها آثار هائلة على جودة الهواء والصحة. لذلك فإن إزالة القش أقل ضررًا بكثير.
وتعمل بعض المنظمات على تحفيز المزارعين على تنفيذ هذه المهمة الشاقة، من خلال إيجاد استخدامات مفيدة ماليًا لهذه المادة.
وعلى مدى العقد الماضي، ظهرت آلات تعبئة القش في جميع أنحاء دلتا نهر “ميكونغ” الممتد في عدة دول في آسيا، لتلبية احتياجات المزارعين الذين يسعون لبيع قشهم. ويمكن بعد ذلك تحويله إلى سماد لمحاصيل أخرى، أو استخدامه كوسيلة لنمو الفطر الثمين، ويمكن -أيضًا- تحويله إلى مادة تشبه البلاستيك للأواني التي تستخدم لمرة واحدة.