غذاء ومناخ
عاد فصل الصيف أخيرًا إلى بريطانيا، إذ أنه من المتوقع أن تزيد الحرارة اليوم الجمعة 19 يوليو/تموز 2024، لتصل إلى 32 درجة مئوية في بعض المناطق، ورغم ذلك لا يزال مزارعو المملكة المتحدة يعانون من طقس ممطر ورطب وبارد وطويل.
وشهدت الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري وحتى الآن، سقوط أمطار تسببت- وفق خبراء- في إضعاف الأداء الاقتصادي وهبطت بالإنفاق الاستهلاكي.
ووفق بيانات صادرة في يونيو/حزيران الماضي، عن مكتب الإحصاءات الوطنية، أفادت بعض شركات البيع بالتجزئة أن الإنتاج في أبريل/نيسان، قد انخفض بسبب الطقس الرطب خلال الشهر، وفقًا لبعض التقارير التي اطلعت عليها منصة “غذاء ومناخ“.
إلا أن الأزمة لم تكن في السبعة أشهر فقط، فقد عانت المملكة المتحدة من أكثر 18 شهرًا رطوبة منذ بدء تسجيل بيانات الطقس، ما ترك التربة مشبعة بالمياه وبعض المزارع تحت الماء بالكامل، وفقًا لصحيفة “الغارديان“.
وكان التأثير على المحاصيل كارثيا. وتظهر البيانات الصادرة عن وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية أن إنتاجية الخضروات انخفضت على أساس سنوي بنسبة 4.9% إلى 2.2 مليون طن في عام 2023، وتراجعت أحجام إنتاج الفاكهة بنسبة 12% إلى 585 ألف طن.
وقال المزارعون إنهم لم يتمكنوا من الزراعة بسبب الطقس الرطب، وهو ما تؤكده الإحصائيات. وانخفضت مساحة زراعة الخضروات بنسبة 6.5% إلى 101 ألف هكتار. ولم يساعد الصيف الجاف في أوائل عام 2023 أيضًا، حيث وجد أولئك الذين لم يتمكنوا من الري صعوبة في الزراعة.
وأدى الطقس الرطب في الخريف والشتاء إلى انخفاض المساحة المزروعة بالبروكلي بنسبة 3.1% إلى 23000 هكتار، ما أدى إلى هبوط بنسبة 0.4% في محصول البروكلي، و9.2% في أحجام القرنبيط على أساس سنوي. وكان أداء البصل مماثلاً، حيث نزلت الكميات بنسبة 13% وانخفاض مساحة الإنتاج بنسبة 3.6%. وكذلك فعل الجزر، الذي تراجعت إيرادات محاصيله بنسبة 7.2%.
وقدر المزارع ديفيد بلاكر، بأن الطقس الرطب هذا الموسم قد يؤدي إلى خسارته نحو 80 ألف جنيه إسترليني (103.2 ألف دولار أميركي)، بسبب انخفاض الإنتاج، وعدم زراعة المحاصيل الربيعية، وقلة التعاقدات، وفقًا لـ “إف دبليو آي“.
وخلال أيام 15 و16 و17 سبتمبر/أيلول الماضي، قامت شركة “بلاكر” بزرع أصناف القمح الشتوي بمعدلات 300-350 بذرة/متر مربع.
وتلقت المحاصيل مبيدات الأعشاب قبل وبعد ظهورها، وبحلول فبراير، كان لدى النباتات 900 حراثة لكل متر مربع. ومع ذلك، أدت الأمطار المستمرة في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان إلى تشبع شديد بالمياه.
وقد استعمل 70 كيلوغرام لكل هكتار من الأسمدة النيتروجينية في 24 مارس/آذار، ولكن بعد 3 أسابيع، لم يتغير نمو المحاصيل، وكانت النباتات صفراء اللون.
ووجدت اختبارات التربة فقط 25 كيلوغرام من الأسمدة النيتروجينية لكل هكتار، ما يعني فقدان 45 كيلوغرام من تلك الأسمدة.
وبعد ذلك، انخفض عدد الحراثة إلى 500 متر مربع في مارس/آذار، وبحلول أبريل/نيسان، وصل إلى 300 متر مربع، مع نباتات ذات حرث واحد.
وقال المزارعون إن الحكومة الجديدة بحاجة إلى خطة مناسبة للأمن الغذائي، حيث أصبح المناخ في المملكة المتحدة أقل قابلية للتنبؤ به، مع تعرض المزارع لطقس أكثر تطرفًا.
وقال مؤسس صناديق الفواكه والخضروات في ريفرفورد، جاي سينغ واتسون، إن البيانات كانت بمثابة “جرس إنذار، يظهر الحالة المزرية للبستنة البريطانية”.
وقال رئيس مجلس البستنة والبطاطس التابع للاتحاد الوطني للمزارعين، مارتن إيميت: “هذه الإحصائيات الصارخة ليست مفاجأة للأسف. ويظهر النقص الأخير في بعض الفواكه والخضروات المفضلة في البلاد أننا لا نستطيع أن نسمح بإنتاجنا بالانخفاض، وأنه يجب علينا أن نقدر أمننا الغذائي”.