غذاء ومناخ
ارتفع مؤشر أسعار منتجات الألبان لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في أغسطس/آب الماضي، مدفوعًا بزيادة الطلب على الواردات في السوق الفورية، بينما وصلت أسعار الزبدة العالمية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، بسبب مخاوف بشأن كفاية إمدادات الحليب في أوروبا الغربية، التي اجتاحها مرض اللسان الأزرق.
وارتفع مؤشر الفاو لمنتجات الألبان بنسبة 2.2%. كما زادت أسعار الجبن الدولية بسبب صعود الطلب العالمي على الواردات، وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة، الذي تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه، اليوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2024.
وتوقعت وكالة “دي سي إيه ماركت”، أن تنتقل الزيادة القياسية في أسعار الزبدة إلى مستهلكي قطاع التجزئة قريبًا، حيث تفشى مرض “اللسان الأزرق بين الأبقار والأغنام في أوروبا الغربية، وفقًا لـ “في آر تي نيوز“.
“بينما ظلت أسعار الزبدة في محلات التجزئة (السوبر ماركت) مستقرة حتى الآن، فلن تستمر على هذا النحو”، قالت الوكالة، التي تراقب العرض الزراعي والأسعار في هولندا وفلاندرز (الجزء الشمالي الناطق بالهولندية من بلجيكا). وأضافت الوكالة: “مع زيادة الطلب على الزبدة في المدة التي تسبق عيد الميلاد، لم نصل إلى السعر الأعلى بعد”.
وتابعت: “أنه من السابق لأوانه بعد أن نقول ما إذا كانت منتجات الألبان الأخرى ستشهد زيادات كبيرة في الأسعار، لكن مرض اللسان الأزرق يتسبب في إنتاج الأبقار والأغنام لحليب أقل. في فلاندرز، أبلغ ما يقرب من 550 مزارعًا للماشية والأغنام عن إصابة واحدة على الأقل بفيروس اللسان الأزرق. وفي جميع أنحاء بلجيكا، بلغ العدد 874”.
مرض اللسان الأزرق وأسعار الزبدة
تسبب تفشي مرض اللسان الأزرق بين الأبقار والأغنام في بلجيكا والدول المجاورة في ارتفاع أسعار الزبدة. وبلغ سعر الطن المتري من الزبدة أكثر من 7900 يورو في أوروبا في نهاية أغسطس/آب 2024، محطمًا الرقم القياسي السابق البالغ 7400 يورو، والذي سُجل في عام 2022، بعد غزو روسيا أوكرانيا.
ظهر الفيروس لأول مرة في نهاية يوليو/تموز 2024، في هولندا. والآن أبلغت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ولوكسمبورج والدنمارك عن حالات من المرض.
والمرض هو عدوى فيروسية تنتشر عن طريق البعوض. ويؤثر بشكل رئيس على إنتاج الحليب، ولكنه قد يكون مميتًا -أيضًا- لأنواع المجترات، وخاصة الأغنام. ولا ينتقل الفيروس إلى البشر، لذلك لا خطر في استهلاك منتجات الألبان، وفقًا للوكالة الفيدرالية لسلامة سلسلة الغذاء.
وتتوفر لقاحات ضد مرض اللسان الأزرق. وقد طلبت مجموعة مربي الأغنام الفلمنكية من الحكومة تعويض تكاليف التطعيم، لكن وزير الزراعة الفيدرالي ديفيد كلارينفال قال إنه لا وجود لخطة للقيام بذلك.
يُذكر أن سوق الحليب والزبدة شهد نموًا قويًا في السنوات الأخيرة، حيث توسع من 321.08 مليار دولار في عام 2023 إلى 339.65 مليار دولار في عام 2024 بمعدل نمو سنوي 5.8%.
ويمكن أن يُعزى النمو إلى تربية حيوانات الألبان، والمواد الغذائية الأساسية، ونمو صناعة الألبان، والاستعمال الطهوي التقليدي، والتجارة العالمية. ومن المتوقع أن يستمر سوق الحليب والزبدة في نموه القوي، ليصل إلى 416.08 مليار دولار في عام 2028، وفقًا لـ “نيوزوايرز”.
مؤشر الفاو للغذاء
انخفض مؤشر أسعار السلع الغذائية العالمية بشكل طفيف في أغسطس/آب 2024، حيث تفوق الانخفاض في أسعار السكر واللحوم والحبوب على الزيادات في أسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان.
وبلغ متوسط مؤشر أسعار الغذاء التابع لمنظمة الأغذية والزراعة، الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لمجموعة من السلع الغذائية المتداولة عالميًا، 120.7 نقطة، بانخفاض طفيف عن رقم يوليو/تموز الماضي المنقح، و1.1% أقل من قيمته المقابلة في أغسطس/آب 2023.
وهبط مؤشر أسعار الحبوب بنسبة 0.5% عن يوليو/تموز، مدفوعًا بانخفاض أسعار تصدير القمح العالمية وسط إمدادات البحر الأسود ذات الأسعار التنافسية والإنتاج الأعلى من المتوقع في الأرجنتين وأميركا.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الذرة العالمية قليلاً، ما يعكس تأثير موجات الحر على الغلات في أجزاء من أوروبا وأمريكا الشمالية، بينما زاد مؤشر أسعار الأرز العام لمنظمة الأغذية والزراعة بنسبة 0.6%، حيث صعدت عروض الأسعار للأصناف غير الهندية تحت تأثير الضيق الموسمي، وتقديرات عملات بعض البلدان المصدرة مقابل الدولار الأميركي.
وارتفع مؤشر أسعار الزيوت النباتية بنسبة 0.8% عن يوليو/تموز، ليصل إلى أعلى مستوى له في 20 شهرًا، حيث عوضت الزيادات في أسعار زيت النخيل العالمية عن انخفاض أسعار زيوت الصويا وعباد الشمس وبذور اللفت.
وانخفض مؤشر أسعار اللحوم لمنظمة الأغذية والزراعة بنسبة 0.7% عن يوليو/تموز، حيث نزلت أسعار لحوم الدواجن والخنازير والأغنام وسط ضعف الطلب على الواردات، حتى مع ارتفاع أسعار لحوم الأبقار العالمية هامشيًا.
وتراجع مؤشر أسعار السكر لمنظمة الأغذية والزراعة بنسبة 4.7% في أغسطس/آب، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وكان الانخفاض مدعومًا بتحسن توقعات الإنتاج لحصاد قصب السكر القادم في الهند وتايلاند، فضلاً عن انخفاض أسعار النفط الخام العالمية. ومع ذلك، أدت المخاوف بشأن تأثير الحرائق على حقول قصب السكر في مناطق الزراعة الرئيسية في البرازيل إلى زيادات حادة في أسعار السكر في أواخر أغسطس/آب.
اليورو = 1.11 دولارًا أميركيًا.