غذاء ومناخ
أنهى معرض “صحارى الدولي للزراعة” في نسخته الـ 36 أعماله، اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول 2024، والذي انطلق في العاصمة المصرية (القاهرة) قبل 3 أيام.
ويربط المعرض بين المتخصصين والمستثمرين والأسواق الناشئة والتقنيات المتطورة، حيث تعرض مئات الشركات المحلية والأجنبية منتجاتها المرتبطة بالزراعة.
وقدم العارضون حلولًا جديدة في إدارة المحاصيل، وأنظمة الري، وتقنيات الزراعة، والزراعة المستدامة في مصر وخارجها.
وقابلت منصة “غذاء ومناخ” العديد من مسئولي الشركات في معرض صحارى الدولي للزراعة، اليوم، حيث كشفوا عن تقنيات ومواد حديثة للزراعة وخفض الانبعاثات في النشاط الزراعي، وعمليات الري وتقليل الملوحة في التربة.
وعلى سبيل المثال، قال مهندس مبيعات قطاع الميكنة البيئية في شركة “تكمان”، المتخصصة في استيراد معدات ومركبات الزراعة مثل الجرار، سامح جمال، إن شركته تستورد تلك المعدات من الخارج مثل بريطانيا، وتستعد لجلب معدات تعمل بالطاقة الخضراء مثل الهيدروجين والكهرباء، بدلًا من الوقود الأحفوري، لكن “نترقب وجود طلب عليها من المزارعين”، وهو ما يُسهم في خفض انبعاثات الكربون.
خفض الانبعاثات 20%
أوضح المدير الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، لمجموعة “باي كان” الهندية، والتي تنتج معدات حديثة للري، برافين سورمالكار، لمنصة “غذاء ومناخ”، على هامش معرض “صحارى الدولي للزراعة”، أن ماكينات فولفو تستعمل وقود أقل بنسبة 20%، ما يخفض انبعاثات الكربون بالنسبة ذاتها.
والجدير بالذكر أن النشاط الزراعي، والأنشطة المتعلقة به مثل الإنتاج الحيواني، يسهم في خفض انبعاثات الاحتباس الحراري العالمية بنسبة لا تقل عن 25%، كما أنه من أكثر الأنشطة المعرضة لآثار تغير المناخ.
وشرحت الكيميائية في شركة “تي إس سي” السعودية المصرية، التي تنتج مواد كيميائية تعالج ملوحة التربة، إضافة إلى أسمدة تحسين التربة، فرحة محمد، أهمية منتجات معالجة ملوحة التربة، وهي واحدة من أهم الأضرار الناجمة عن تغير المناخ، في ظل الفشل العالمي في خفض حرارة الأرض، واستمرار درجات الحرارة في الزيادة.
وفي مجال البذور، عرضت شركة “تكنوسيدز”، أصناف من الذرة مطورة، ترتفع فيها نسبة البروتين إلى 11%، مقارنة بالذرة العادية التي تدور نسبة البروتين فيها حول 7%، وتطور الشركة صنف آخر سترتفع فيه نسبة البروتين إلى 14%.
وتتميز كل هذه الأصناف، بما فيها الذرة الرفيعة، التي تُستهلك في مصر كعلف للحيوانات، بأنها مقاومة للحرارة، وفق المدير بقسم التسويق، محمد الظواهري.
وتسعى العديد من الدول في أنحاء العالم إلى تطوير أصناف جديدة من البذور، تعمل على مقاومة ظروف الطقس المتطرفة، وتُعد مصر من أكثر دول العالم عرضة للجفاف.
التمويل الأخضر للزراعة
كان للتمويل الأخضر دورًا في معرض “صحارى الدولي للزراعة”، إذ عرضت شركة “كونتكت” للتمويل، وسائل تمويل الأنشطة الزراعية، أو إقامة محطات طاقة شمسية، بفائدة تقل عن تلك التي تقدمها البنوك التجارية في السوق المحلية.
وعُقد على هامش معرض “صحارى الدولي للزراعة” عدد من الندوات التي ناقشت عدة قضايا متعلقة بالإنتاج الزراعي والاستدامة وتغير المناخ.
وركزت محاور الندوات على التكنولوجيا الزراعية والممارسات الزراعية الحديثة، وأحدث الممارسات المستدامة في صناعة الزراعة.
ويوضح الموقع الإلكتروني لمعرض صحارى الدولي للزراعة، سبب التركيز على التكنولوجيا الزراعية قائلًا: “قطاع الزراعة يتغير بشكل كبير بفضل التطورات التكنولوجية الجديدة والممارسات المستدامة. مع التحديات التي تتزايد مثل تغير المناخ ونقص الموارد، أصبحت التكنولوجيا الزراعية جزءًا أساسيًا في تحديث الزراعة، وتحسين العمليات وزيادة الإنتاجية. واستعمال تكنولوجيا مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي والأتمتة، يساعد المزارعين على اتخاذ قرارات أذكى، والحفاظ على الموارد، وضمان الاستدامة على المدى الطويل”.
وأضاف أنه مع زيادة عدد السكان عالميًا، وارتفاع الطلب على الغذاء، والضغوط على الأنظمة الزراعية، التي أصبحت أكبر من أي وقت مضى، تسهم التكنولوجيا الزراعية في تقدم كبير في مجالات متعددة مثل:
أولًا: تحسين إنتاج المحاصيل من خلال تقديم الكمية المناسبة من المياه، والعناصر الغذائية، والعناية بالنباتات، بناءً على التحليلات البيانية.
ثانيًا: تقليل التأثير البيئي من خلال تحسين استخدام الموارد.
ثالثًا: استخدام الماكينات الذاتية في المهام الشاقة وتحرير المزارعين للتركيز على الأنشطة ذات القيمة المضافة الأكبر.