طاعون المجترات الصغيرة من أمراض الحيوان الخطيرةطاعون المجترات الصغيرة من الأمراض التي تصيب الماعز والأغنام - الصورة من الموقع الإلكتروني لمنظمة صحة الحيوان العالمية

غذاء ومناخ

يخسر اقتصاد العالم ما يصل إلى 300 مليار دولار سنويًا، بسبب الأمراض الحيوانية، مثل طاعون المجترات الصغيرة وإنفلونزا الطيور شديدة الضراوة وحمى الخنازير الأفريقية، التي تؤثر مباشرة على سبل عيش المزارعين من خلال زيادة الوفيات وانخفاض إنتاجية الماشية.

كما تؤدي الأمراض الحيوانية إلى خسارة نحو 20% من الإنتاج الحيواني، ويمكن أن تنتقل 75% من الأمراض الحيوانية الناشئة إلى البشر.

وافتتحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024، في العاصمة الإيطالية (روما)،  أول مؤتمر عالمي لها على الإطلاق حول الابتكار في صحة الحيوان ومراكز المرجع واللقاحات، بهدف معالجة الأمراض الحيوانية التي تكلف العالم مئات المليارات من الدولارات سنويًا، وتشكل تهديدًا لصحة الإنسان والأمن الغذائي العالمي وسبل العيش، وفقًا لبيان صحفي تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه.

ماهو طاعون المجترات الصغيرة؟

طاعون المجترات الصغيرة، هو مرض يسببه فيروس الحصبة وثيق الصلة بفيروس طاعون الأبقار، ويصيب الماعز والأغنام وبعض الأقارب البرية للمجترات الصغيرة المستأنسة، وكذلك الإبل.

ويتميز بمعدلات مرضية ونفوق شديدة وله تأثير اقتصادي كبير في مناطق أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، حيث تسهم المجترات الصغيرة في ضمان سبل العيش. وطاعون المجترات الصغيرة هو مرض مدرج في قائمة منظمة الصحة الحيوانية العالمية ويجب الإبلاغ عنه إلى منظمة الصحة الحيوانية العالمية، وفقًا لقانون صحة الحيوانات البرية.

وتتمتع البلدان بإمكانية التقدم بطلب للحصول على الاعتراف الرسمي من منظمة الصحة الحيوانية العالمية بخلوها من طاعون المجترات الصغيرة في بلدها بالكامل أو في منطقة معينة، والتصديق على برنامجها الوطني الرسمي لمكافحة طاعون المجترات الصغيرة.

وبالتعاون مع منظمة الصحة الحيوانية العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، وُضعت الاستراتيجية العالمية للسيطرة والقضاء على طاعون المجترات الصغيرة، وحددت هدف القضاء على المرض بحلول عام 2030، وفق الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة الحيوانية.

وتتوفر لقاحات فعالة ضد طاعون المجترات الصغيرة ويمكنها تحفيز المناعة الوقائية مدى الحياة لدى الحيوانات الملقحة.

تغير المناخ

قالت رئيسة العلماء المؤقتة في منظمة الأغذية والزراعة، بيث كروفورد، في كلمتها الافتتاحية: “إن إنتاجية ومرونة أنظمة الثروة الحيوانية في جميع أنحاء العالم مهددة بالأمراض المعدية ومسببات الأمراض الناشئة وأعباء الأمراض المتوطنة وتغير المناخ”.

وأضافت أن معالجة هذه التحديات تتطلب “جهدًا موحدًا، والاستفادة من خبراتنا ومواردنا الجماعية”.

وتابعت كروفورد أن المؤتمر الذي يستمر 3 أيام يمثل “فرصة فريدة لاستكشاف كيفية دمج الآليات والمعرفة الحالية مع أدوات جديدة ومحسنة للحد من العبء العالمي لأمراض الحيوان”.

ويشارك في المؤتمر وزراء ومسؤولون من إثيوبيا وأوغندا في أفريقيا، والهند في آسيا، إضافة إلى المدير العام للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، إيمانويل سوبيران، وخبراء صحة الحيوان من جميع أنحاء العالم.

ووفق البيان، يُعد تطعيم الحيوانات أحد أكثر التدابير فعالية من حيث التكلفة والاستدامة للوقاية من الأمراض المعدية الناشئة والمعاودة والسيطرة عليها، إذ يقلل من وفيات الحيوانات، ويقلل الخسائر الاقتصادية، ويخفض من الحاجة إلى المضادات الحيوية، ويساعد في حماية صحة الإنسان والأمن الغذائي وسبل عيش المزارعين.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الجهود العالمية الرامية إلى تعزيز صحة الحيوان، ومنع تفشي الأمراض، وتعزيز الإنتاج الحيواني المستدام وتنفيذ مبادئ الصحة الواحدة. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الغاية يتطلب التغلب على العديد من التحديات، بما في ذلك الأمراض المعدية، وتغير المناخ، وقضايا الإنتاجية والمرونة.

دور الفاو

تلعب منظمة الأغذية والزراعة دوراً أساسياً في معالجة هذه التحديات. فهي تدعم برامج الوقاية من الأمراض ومكافحتها، وتوفر الاستجابات الطارئة، وتبني القدرات، وتضمن توريد اللقاحات البيطرية عالية الجودة، وكل ذلك لتعزيز الأمن الغذائي وسبل العيش.

ومن بين أهداف مؤتمر هذا الأسبوع، استكشاف كيفية دمج الآليات والمعرفة القائمة مع الأدوات الجديدة والمحسنة للحد من العبء العالمي لأمراض الحيوان.

كما سيسلط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه مراكز الفاو المرجعية الستين في جميع أنحاء العالم، وهي مؤسسات مخصصة لتقديم المشورة والخدمات الفنية المحددة عبر 25 مجالاً موضوعياً بالغ الأهمية للدول الأعضاء.

وتوفر مراكز التميز هذه الخبرة والتدريب في تشخيص الأمراض وعلم الأوبئة والبحوث البيطرية التطبيقية، ودعم تنمية القدرات ولعب دور حاسم في تعزيز استدامة ومرونة أنظمة الثروة الحيوانية.

وتعزز شبكة مختبرات التشخيص البيطري التابعة للمركز المشترك بين الفاو والوكالة الدولية للطاقة الذرية التعاون العالمي بين مختبرات التشخيص البيطري.

وستتاح الفرصة للدول للتعبير عن تحدياتها وأولوياتها، مما يسهل الحوار مع أصحاب المصلحة لاستكشاف آليات الدعم.

وسيقوم الخبراء من المراكز المرجعية ومعاهد البحوث ومنتجي اللقاحات والعلماء بمواءمة قدراتهم لتعزيز الأولويات الإقليمية، وضمان الوصول العادل إلى الخبرة والموارد.

وسيدعو المؤتمر إلى توسيع مراكز المرجعية في المناطق المحرومة، وتحسين المراكز القائمة، وتعزيز التعاون المعزز، وخاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

سيكون موضوع آخر مهم هو معالجة القضايا المحيطة بالإمداد الآمن وبأسعار معقولة من اللقاحات الآمنة والفعالة، والتي تشكل حجر الزاوية في مكافحة الأمراض والقضاء عليها.

ومن المتوقع أن يؤكد المشاركون على أهمية الأساليب المبتكرة في علم اللقاحات وإمكانية الوصول إلى اللقاحات عالية الجودة لجميع مربي الماشية.

وسيمثل المعرض فرصة لعرض أحدث الابتكارات وأفضل الممارسات التي تسهم في تعزيز الجهود العالمية لتعزيز صحة الحيوان، ومنع تفشي الأمراض، وتعزيز الإنتاج الحيواني المستدام وتنفيذ الصحة الواحدة.