غذاء ومناخ
دعت السعودية حكومات الدول المجتمعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر(كوب 16)، الذي تستضيفه الرياض مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقال وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية، ومستشار رئاسة “كوب 16″، الدكتور أسامة بن إبراهيم فقيها، إن تغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي، هي تحديات مترابطة للأزمة نفسها التي يواجهها الكوكب، والتي يجب معالجتها بشكل متكامل وأكثر فعالية.
وأضاف: “تتوفّرهذا العام فرصة فريدة لتضافر الجهود مع زملائنا في أذربيجان وكولومبيا وحشد التأييد الدولي لمعالجة هذه التحديات البيئية العالمية المترابطة، والتي لها تأثير مدمر على الكوكب وسكانه”.
جاء ذلك خلال اجتماع، انعقد اليوم الأحد 29 سبتمبر/أيلول 2024، لرئاسات النسخ الثلاث المقبلة من مؤتمر الأطراف “كوب” على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أميركا)، وذلك لتحديد إطار طموحاتها المتعلقة بالاتفاقيات الثلاث لمبادرة ريو البيئية والتي من المقرر أن تنعقد خلال الربع الأخير من العام الجاري، وفق بيان تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه.
قمة لمكافحة التصحر
تستمد مبادرة (ريو) الأسم من المقررات التاريخية لقمة الأرض عام 1992، التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث اجتمعت حكومات العالم لبناء إطار للتحرّك في مواجهة التحديات الوجودية المتمثلة في التغير المناخي والتصحّر وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي.
وركّز اجتماع نيويورك، اليوم، على تعزيز التعاون بين النسخ الثلاث المرتقبة من مؤتمر الأطراف.
ضمّ الاجتماع جمهورية أذربيجان، التي سترأس المؤتمر التاسع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي كوب 29، وجمهورية كولومبيا، التي ترأس مؤتمر الأطراف الـ 16 حول التنوّع البيولوجي، والمملكة العربية السعودية التي سترأس مؤتمر الأطراف الـ 16 لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16”.
وتسعى مبادرة ريو الثلاثية إلى زيادة التعاون في مكافحة تدهور الأراضي وتغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، فضلاً عن تعزيز زخم العمل الدولي المشترك في اتفاقيات الأمم المتحدة البيئية.
وقد سلّطت الرئاسة السعودية لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر “كوب 16″، الضوء على أهمّية استصلاح الأراضي لصحّة الناس والكوكب.
وأشارت إلى التأثير الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المدمّر لمشكلتي تدهور الأراضي والجفاف، ما يهدد التنوع البيولوجي ويزيد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يؤدي بدوره إلى تفاقم تحديات الأمن الغذائي والمائي.
التحول المناخي العادل
قالت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في كولومبيا، ورئيسة مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، سوزانا محمد: “نحن في حاجة إلى أجندة مشتركة يجري تنفيذها على أرض الواقع ومستعدّون لتأسيس مجموعة عمل لتعزيز التنسيق والتعاون. فالتحوّل العادل الذي نتحدّث عنه في مجال التغير المناخي لا بدّ وأن يتجسّد في تآزر الجهود لتجنّب تدهور النظم البيئية الطبيعية وإلحاق الضرر بها”.
وأضافت، خلال اجتماع لرئاسات النسخ الثلاث المقبلة من مؤتمر الأطراف “كوب”، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “من ناحية أخرى، لدينا فرصة ثمينة لتخطيط الأراضي وفق نهج أكثر تكاملاً: إزالة الكربون، واستعادة البيئة، وتوفير ظروف أفضل للحياة البشرية. ومؤتمر الأطراف السادس عشر حول التنوّع البيولوجي هو المكان المناسب لتعميق فهم هذه الجهود”.
وأوضح رئيس مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين حول التغيّر المناخي “كوب 29″، مختار باباييف: “من خلال تعزيز التعاون عبر اتفاقيات ريو الثلاث، نهدف إلى إطلاق العنان لجهود التعاون وتعزيز كفاءة الإجراءات، وتحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الناس والكوكب عموماً. وهذا يفرض علينا الإقرار بأنّ أهداف الاتفاقيات المعنية مترابطة جوهرياً وأنّ التقدّم في مجال واحد يمكن أن يحفّز التقدم في مجالات أخرى”.
وحددت اتفاقية مكافحة التصحر للأمم المتحدة، هدفاً لاستصلاح 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول العام 2030. وفي الرياض، ستدفع الرئاسة السعودية لمؤتمر الأطراف “كوب 16” نحو المزيد من التعهّدات الملموسة لتحقيق هذا الهدف.
يُذكر أن الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ستنعقد في الرياض، في المدة بين 2 و13 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفقًا لموقعها على الإنترنت.
وأشار الموقع إلى أن مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، هو أكثر من مجرد حدث مهم – فهو يمثل لحظة انطلاق لرفع الطموح العالمي وتسريع العمل على مقاومة الأراضي والجفاف من خلال نهج يركز على الإنسان.
وبالتزامن مع الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، سيكون مؤتمر الأطراف السادس عشر أكبر مؤتمر للأراضي للأمم المتحدة حتى الآن، وأول مؤتمر لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر يُعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تعرف بشكل مباشر آثار التصحر وتدهور الأراضي والجفاف.