غذاء ومناخ
“الثورة الجينية تتجاوز زيادة إنتاجية المحاصيل”، وفق قول المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، شو دونيو، اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول، في حوار بورلاوج الدولي، لحفل افتتاح جائزة الغذاء العالمية 2024.
وأشار إلى أنه يمكن تطبيقها اليوم بطرق متخصصة لتحسين مقاومة النبات والحيوان للآفات والأمراض والضغوط البيئية بما في ذلك درجات الحرارة المرتفعة والجفاف والفيضانات وملوحة التربة ومجالات أخرى.
وأضاف شو دونيو في كلمته الرئيسة بعنوان “من علم الوراثة إلى الجيل: ماذا يحمل المستقبل لأنظمة الأغذية الزراعية وثقافة الغذاء”، أن الاختراقات في العلوم الوراثية جلبت العالم إلى “فجر عصر جديد” ويمكن أن تدفع الحلول لمجموعة من التحديات العالمية المترابطة بما في ذلك ضمان الأمن الغذائي ومعالجة أزمة المناخ وحماية التنوع البيولوجي.
وتابع أن هذه التطورات يمكن أن “تقرب الناس والثقافات من بعضها البعض”.
والجائزة السنوية، تكريما لنورمان بورلاوج، الذي يعد أحد آباء الثورة الخضراء التي انتشلت مئات الملايين من البشر من براثن الجوع بفضل عمله على أصناف القمح ذات الغلة الأعلى.
ومُنحت هذا العام لجيفري هوتين وكاري فاولر، تقديرا لمساهمتهما غير العادية في الحفاظ على وحماية تراث العالم للتنوع البيولوجي للمحاصيل، وخاصة في تشغيل وتمويل بنوك الجينات للمحاصيل في جميع أنحاء العالم، وفقا لبيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.
تحرير الجينات
قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، الذي درس تربية النباتات وعلم الوراثة، وقدم إسهامات مهمة في فهم جينوم البطاطس، إن تقنية تحرير الجينات تسّرع بشكل كبير من عمليات التربية، وتعمل بشكل أسرع من طرق التهجين والتربية بالطفرات والتحويل الجيني.
وتحرير الجينات أو الجينوم هو مصطلح يشمل تقنيات مختلفة في علم الأحياء الجزيئي.
وأدى ظهور التكرارات القصيرة المتماثلة المنتظمة المتجمعة، والمعروفة باسم كريسبر، إلى زيادة سريعة في أبحاث وتطبيقات تحرير الجينات.
وتقنية كريسبر أسرع وأقل تكلفة من الطرق التقليدية للتهجين، ما يفتح آفاقًا جديدة للمحاصيل والثروة الحيوانية التي تتكيف مع البيئة وتراعي التغذية والتي يمكنها حماية التنوع البيولوجي الجيني والإسهام في بناء أنظمة غذائية زراعية مرنة.
وأكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة أن تحرير الجينات يمكن أن يكون نعمة للحفاظ على السمات الفريدة للأغذية المحلية والأصلية وتعزيزها، وإبقاء “نافذة مفتوحة على إنسانيتنا”، وأن يصبح “جسرًا بين الماضي والمستقبل، يربط بين ثقافات الغذاء ويعزز المرونة المشتركة في مواجهة التحديات العالمية”.
ولهذا السبب، فإن متحف وشبكة الأغذية والزراعة التابعين لمنظمة الأغذية والزراعة، المقرر إطلاقهما في عام 2025 في مقر منظمة الأغذية والزراعة في روما للاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، سيعملان على ربط تقنيات وثقافات الأغذية العالمية، وعرض التقاليد الغنية والنهج المبتكرة التي شكلت قصة أنظمة الأغذية الزراعية بمرور الوقت.
إسهامات مهمة
قدم خبراء منظمة الأغذية والزراعة إسهامات مهمة في الروابط بين تحرير الجينات وسلامة الأغذية وعلى أنظمة الأغذية الزراعية على نطاق أوسع.
وأكد دونيو أن منتدى العلوم والابتكار، أحد الركائز الثلاث لمنتدى الأغذية العالمي الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة كل عام في مقرها في روما، جرى إنشاؤه خصيصًا للأعضاء والشركاء لمناقشة فوائد ومخاطر التقنيات المتطورة.
ومن المهم أن تتقاسم الفوائد على نطاق واسع وبشكل عادل. وأضاف أنه من الضروري –أيضًا- أن يستثمر الأعضاء في رأس المال البشري والاجتماعي اللازم للاستفادة المثلى من التكنولوجيا الجديدة.
ويتمتع الفائزون الجدد بجائزة الغذاء العالمية بتاريخ طويل من المشاركة مع منظمة الأغذية والزراعة.
لعب جيفري هاوتين، أحد الحائزين على الجائزة، أدوارًا رئيسية في التفاوض على المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، التي تستضيفها منظمة الأغذية والزراعة، فضلاً عن إنشاء قبو سفالبارد العالمي للبذور.
كان كاري فاولر، المبعوث الخاص للولايات المتحدة للأمن الغذائي العالمي، هو الذي قاد المؤتمر الدولي وبرنامج الموارد الوراثية النباتية في منظمة الأغذية والزراعة في تسعينيات القرن العشرين، وكان المؤلف الرئيس لخطة عمل منظمة الأغذية والزراعة العالمية للموارد الوراثية النباتية.
إلى جانب الكلمة الرئيسة التي ألقاها دونيو، تضمن الحفل حلقة نقاش حول تحقيق عالم خالٍ من الجوع شارك فيها كل من أجاي بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولي، وأكينومي أديسينا، رئيس بنك التنمية الأفريقي.