غذاء ومناخ
انخفضت الحصة العالمية للعمالة في أنظمة الأغذية الزراعية (إيه إف إس)، والتي اقترب عدددها من 1.3 مليار شخص، بصورة ملحوظة، حيث هبطتت من 52.2% في عام 2000 إلى 39.2% في عام 2021، ما يعكس تحول كبير نحو قطاعات أخرى على مدى العقدين الماضيين.
وتحتل أفريقيا النسبة الأكبر؛ ما يعادل 64.5% ، ما يسلط الضوء على الاعتماد القوي على أنظمة الأغذية الزراعية. تليها آسيا بنسبة 41.5%، ما يعكس كل من الاقتصادات الزراعية إلى جانب التصنيع المتنامي. وتمتلك الأميركتان حصة 22.4% من إجمالي العمالة، تليها أوقيانوسيا (تضم عدة دول بما فيها أستراليا) بنسبة 18.7%، وأوروبا بنسبة 14.7%، ما يشير إلى اقتصادات أكثر تنوعًا مع اعتماد أقل على عمالة أنظمة الأغذية الزراعية ، وفقًا لتقرير جديد اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
وسجلت آسيا أكبر عدد من الأشخاص – 830 مليون شخص – يعملون في أنظمة الأغذية الزراعية، وتمثل الصين والهند ما يقارب من 60% من هذه العمالة في القارة. تليها إفريقيا بما يقدر بنحو 300 مليون شخص. وتشكل القارتان مجتمعتان 88% من العمالة العالمية في أنظمة الأغذية الزراعية.
في حين كان لدى الأميركتين ما يزيد قليلاً عن 100 مليون شخص يعملون، بينما كان لدى أوروبا وأوقيانوسيا أعدادًا أقل بكثير، حيث بلغ عدد العاملين في القطاع 50 مليونًا وحوالي 4 ملايين شخص على التوالي، وفقًا لتقرير جديد من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
القطاع الزراعي ونظام الأغذية الزراعية
على مستوى العالم، يشكل القطاع الزراعي 67.6% من العمالة في أنظمة الأغذية الزراعية، على الرغم من الاختلافات الإقليمية كبيرة.
في الأميركتين وأوروبا وأوقيانوسيا، تتركز معظم العمالة في مجال الأغذية الزراعية في الأنشطة خارج المزرعة مثل معالجة الأغذية والخدمات والتجارة والنقل والتصنيع الزراعي غير الغذائي.
على النقيض من ذلك، تعتمد أفريقيا وآسيا بشكل أساسي على الزراعة في وظائف الأغذية الزراعية. وتتراوح العمالة الزراعية داخل أنظمة الأغذية الزراعية من 74.4% في أفريقيا إلى 34.8% فقط في أوروبا.
وظلت العمالة غير الزراعية في أنظمة الأغذية الزراعية مستقرة عند حوالي 13% من إجمالي العمالة العالمية على مدى العقدين الماضيين، وكانت أفريقيا المنطقة الوحيدة التي شهدت نموًا في هذا القطاع.
في عام 2021، بلغت العمالة غير الزراعية في أنظمة الأغذية الزراعية 16.5% في أفريقيا، تليها الأميركتان بنسبة 12.8%، وآسيا بنسبة 12.4%، وأوقيانوسيا بنسبة 11.9%، وأوروبا، التي كانت لديها أدنى حصة بنسبة 9.6%.
وانخفضت الحصة العالمية للعمالة الزراعية في إجمالي العمالة من 39.8% في عام 2000 إلى 26.4% في عام 2021.
5 مؤشرات جديدة
أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) 5 مؤشرات جديدة وأعادت صياغة البيانات المتاحة على بوابة (فاوستات)، وهي المصدر العالمي الذي يلجأ إليه المهتمون بالحقائق الزراعية والغذائية وسبل العيش الريفية.
ويوفر مجال البيانات الموسع الآن، على المستويات القطرية والإقليمية والعالمية، معلومات عن 23 مؤشرًا، تتراوح بين التوظيف في أنظمة الأغذية الزراعية، والحالة في التوظيف، وأقسام الزراعة وساعات العمل للأشخاص العاملين في الزراعة والغابات وصيد الأسماك وفي المناطق الريفية حسب الجنس والعمر كلما أمكن ذلك، وفق التقرير.
وتوضح المؤشرات الرئيسة إلى التوظيف الزراعي وغير الزراعي في أنظمة الأغذية الزراعية، وتقسم البيانات حسب الفئات العمرية والجنس وقطاعات الزراعة بما في ذلك الغابات وقطع الأشجار وصيد الأسماك وتربية الأحياء المائية وكذلك الصيد وإنتاج المحاصيل والحيوانات.
وقال خوسيه روزيرو مونكايو، كبير الإحصائيين ومدير قسم الإحصاء في منظمة الأغذية والزراعة: “تستجيب بوابة فاوستات الموسعة لحاجة ماسة لتحسين توافر بيانات التوظيف لإبلاغ تحول أنظمة الأغذية الزراعية.. إنها تقدم صورة أفضل لعدد الأشخاص الذين يعملون في أنظمة الأغذية الزراعية في جميع أنحاء العالم وتسلط الضوء على دورهم الرئيس في إطعام الكوكب”.
كما تسلط البيانات الضوء على الاختلافات الكبيرة في توزيع العمالة داخل أنظمة الأغذية الزراعية عبر المناطق.
ففي أفريقيا وآسيا، توجد أغلبية كبيرة (70-75%) من هذه العمالة داخل القطاع الزراعي، بينما في الأميركتين وأوروبا وأوقيانوسيا، توجد نسبة أعلى من العمالة (55-65%) في أنشطة أنظمة الأغذية الزراعية خارج المزرعة.
ومع وجود 343 مليون عاملة مقارنة بـ 549 مليون عامل، شكلت النساء 28.5% من 892 مليون شخص يعملون في الزراعة في عام 2022، وهو ما يمثل انخفاضًا طفيفًا عن عام 2000، حيث بلغت 38.7%.
وفي عام 2022 –أيضًا- كانت الحصة العالمية من العمالة في الزراعة 26.2%، هذه النسبة تخفي اختلافات كبيرة بين المناطق.
وكانت أفريقيا هي صاحبة أعلى حصة (47.8%)، تليها آسيا (28.8%)، والأميركتان (9%)، وأوقيانوسيا (6.6%)، وأوروبا (5.2%).
والجدير بالذكر أن أفريقيا كانت المنطقة الوحيدة التي كانت فيها احتمالية عمل النساء في الزراعة أكبر من احتمالية عمل الرجال، حيث كانت نسبة النساء العاملات 49.9% مقارنة بنسبة الرجال 46.2%.
وعلى العكس من ذلك، لوحظت أكبر فجوة بين الجنسين في الأميركتين، حيث عمل 12.1% من الرجال في الزراعة مقارنة بنسبة 4.9% فقط من النساء.