أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام في مصرسيدة تحمل بعض أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام في مصر - الصورة من جي بي نيوز

غذاء ومناخ

عبر منتجو البلاستيك عن مخاوفهم من حملة تعتزم الحكومة إطلاقها الشهر المقبل تسمى “بدلها”، تستهدف التخلص من أكياس البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر، لتحل مكانها متكررة الاستخدام، في المتاجر، خاصة المنتجات الغذائية، واقترح بعضهم تعديل العنوان إلى “جمعها واكسب منها”.

جاء ذلك خلال اجتماع مشترك بين  شعبة صناعة البلاستيك والمطاط، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، ووزارة البيئة، عُقد أمس الأربعاء 22 يناير/كانون الثاني 2025، في القاهرة، بهدف مراجعة وتقييم محتوى الحملة التوعوية “بدلها” المقرر إطلاقها خلال فبراير/شباط المقبل، بهدف تسليط الضوء على الآثار السلبية لاستخدام منتجات البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر، وفق بيان تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه.

وقال رئيس الشعبة، خالد أبو المكارم، إنه لدى اتحاد الصناعات نحو 1680مصنع للبلاستيك مسجل، إضافة إلي عدد آخر من المصانع غير المسجلة،  والتي يسعي الاتحاد إلي دمجها في الاقتصاد الرسمي.

وأضاف أن حجم إنتاج البلاستيك في مصر يبلغ حاليًا نحو 14.5 مليار دولار، منها نسبة 25-30% نتاج صناعة السحب لأكياس البلاستيك. كما يعمل بها نحو 500 ألف عامل بصورة مباشرة، “وهو مايفرض ضرورة لوضع مصالح هؤلاء المصنعين في الاعتبار”.  

تبديل أكياس البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر

نادى  أبو المكارم بضرورة مناقشة المخاطر المحتملة التي قد تترتب على هذه الحملة إذا لم تعكس بشكل دقيق ومتوازن الحقائق المتعلقة بهذه الصناعة، وأنها قد تؤدي إلى توجيه رسائل سلبية للجمهور؛ تؤثر في سمعة منتجات البلاستيك، ما قد ينعكس سلبًا على الطلب، ومستقبل الشركات المصنعة وتأثيرها على الاقتصاد الوطني.

كما دعا إلي إعداد ورقة عمل بالتعاون مابين “وزارة البيئة” و” اليونيدو”، تستهدف إعداد خطة عمل تضمن دعم حملة “بدلها” للصناعة والاستثمارات فيها، وأن تكون الدراسة مدعمة بالأرقام والحوافز والمزايا التي يمكن منحها للصناعة لتحسين منظومة الجمع وإعادة التدوير، وإلا تكون عائقاً أمام استمراريتها أو سبباً في إضعاف تنافسيتها بالسوق المحلية أو الخارجية.

ولفت إلى أن تلك الخطة المعتمدة على دراسة، ستدعمها الشعبة، وتوجه الأعضاء بها لكيفية التعامل مع ما ستطرحه من مبادرات بهذا الشأن.

 وكان مستشار المواد البلاستيكية والبوليمرات، والمدير السابق لمركز تكنولوجيا البلاستيك، الدكتور أحمد عبدالقادر، قد صرح لمنصة “غذاء ومناخ”، في وقت سابق، بأن صناعات البلاستيك تُعد من أهم القطاعات في مصر، لكن المشكلات البيئية التي تنتج عن البلاستيك تنحصر في عدد من المنتجات مثل مواد التعبئة والتغليف؛ وعلى رأسها كيس التسوق البلاستيك الخفيف أحادي الاستخدام الذي يوزع مجانًا عند شراء السلع. ويصنع هذا الكيس من بلاستيك تقليدي لا يتحلل بمرور الوقت ويتسبب في تلوث البيئة لصعوبة جمعة وإعادة تدويرة.

وأضاف أن استخدام تكنولوجيا البلاستيك القابل للتحلل الحيوي ويتحول إلى أسمدة، هو أحد أهم الحلول التي تعالج مشكلة التلوث البلاستيكي، وتتجة إليه العديد من دول العالم. كما أن استخدام الاكياس متعددة الاستخدام يعد -أيضًا- أحد الحلول لتقليل مخلفات الكيس البلاستيك الخفيف.

اجتماع شعبة صناعة البلاستيك لمناقشة حملة التخلص من أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام في مصر

وأعلنت المنسقة الوطنية لمشروع اليونيدو وسلسلة القيمة المضافة للبلاستيك في القاهرة،  دكتورة إيمان عبد المحسن، تمويل اليونيدو لحملة تنطلق الشهر المقبل، وتستمر 3 أشهر، تستهدف تبديل أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام في مصر إلي أكياس بلاستيك ذات استخدامات متعددة، مع وقف التوزيع المجاني للأكياس، وتوفيرها بمقابل للمستهلكين، للحد من استهلاكها.

وقالت ممثلة وزارة البيئة يسرا عبدالعزيز، إن فكرة الحملة أكثر شمولًا من تعديل منتج بمنتج، إذ أنها تستهدف الوصول إلي منتج مستدام  من خلال تعديل الأفكار والمعتقدات حتى تحقيق الهدف الأساسي وهو تعديل سلوك المستهلكين الأفراد لاختيار مختلف يسهم في الحد من التلوث البلاستيكي عبر” التقليل منها واختيار بديلها”.

التركيز على جمع محلفات البلاستيك

طالب رئيس مجلس إدارة شركة سيدبك( سيدي كرير للبتروكيماويات)، محمد  إبراهيم،  بضرورة أن تأخذ حملة “بدلها” التي تستهدف التخلص من أكياس البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر، في الاعتبار مصالح المصنعين، واقترح تعديل الشعار إلى ” جمعها”، مبررًا ذلك بأن المشكلة تكمن في تجميع البلاستيك.

ودعا إلى خطة واضحة ومحددة تتضمن التوعية بكيفية رد الفارغ من أكياس البلاستيك وتجميعها بشكل سليم من المنازل وذلك لتجنب آثار استخدام البلاستيك احادي الاستخدام.

وأوضح العضو المنتدب لشركة الشرقيون للبروكيماويات، محمد عبد العزيز، أنه صعوبة الظروف الاقتصادية الحالية تقف حائلًا أمام  إقناع المستهلك بالحملة، والبديل الأفضل يتمثل في إقامة منظومة متطورة لتجميع وفرز أكياس البلاستيك وإعادة تدويرها، “ولن يتحقق ذلك بدون حزمة حوافز وقروض ميسرة لإعادة التدوير، إذ تشكل أكياس البلاستيك 10-14% من المخلفات البلاستيكية.

وتساءل عضو الشعبة، حامد موسي، عن السبب في عدم ضم أقطاب الصناعة إلى مناقشة الحملة قبل إطلاقها. وطالب بتعديل شعار الحملة من ” بدلها” إلي” عدلها”، بحيث تخاطب المصنعين، وتدعمهم ماليًا، لتعديل مواصفات وأسلوب الإنتاج من أجل للحفاظ علي البيئة.

كما دعا إلي تأجيل الحملة ومراجعتها مع شعبة البلاستيك والمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة بهدف تحفيز الصناعة لتغيير أسلوب الإنتاج بما يتفق مع المواصفات المطلوبة.

كما يرى عضو الشعبة حسن عمر، وهو أحد مصنعي البلاستيك أن الخطوة الأولي يجب أن تكون توجيه وتوعيه المستهلك بكيفية التخلص من المخلفات البلاستيكية ومنها أكياس البلاستيك، ما يسهل من عملية إعادة التدوير. وقال إن دولة مثل بريطانيا بدأت هذة الحملة التوعوية منذ20عامًا، ولم تدخل حيزالتنفيذ إلا العام الماضي   .

مصر تستعد للترويج للبلاستيك متعدد مرات الاستخدام – الصورة من بلومبرغ

وشدد أعضاء الشعبة، دكتور محمد هلال، وإيهاب السقا، و هاني حليم، وعلي شاهين، على الأمر نفسه، وقال هلال: “إن هناك خطأ في منهجية التعامل مع المشكلة إذ أنها تكمن في التجميع والفرز ومن ثم إعادة التدوير”.  بينما أوضح السقا: ” أنه بدلًا من البحث عن بدائل ستكون لها تأثير سلبي في الصناعة، خاصة مع ندرة المواد الخام، لابد من معالجة مشكلة جمع المخلفات”.

واقترح المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، محمد مجيد،  تغيير توجه الحملة بدلا من “بدلها” إلي “جمعها واكسب منها “، بهدف ترتيب منظومة التجميع وخلق ثقافة إعادة التدوير لدي المستهلك.