غذاء ومناخ
تضرر أكثر من 3.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في ميانمار، موزعة على مناطق زراعية رئيسة – ساغينغ، ماغواي، ماندالاي، وشان. وهي تُنتج ثلث الحبوب في البلاد، وما يقارب من 80% من الذرة، التي تُشكل جزءًا أساسيا من إنتاج الثروة الحيوانية في الدولة المنكوبة.
وقبل أسبوعين، لقي أكثر من 150 شخصًا مصرعهم، وأصيب مئات آخرون، إثر زلزال بقوة 7.7 درجة ضرب مدينة ماندالاي، وفقًا للحكومة العسكرية في ميانمار. وقدّرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن عدد القتلى قد يتجاوز 10 آلاف شخص.
وفي أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب ميانمار في 28 مارس/آذار الماضي، عززت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) استجابتها الطارئة لدعم المجتمعات الريفية التي تضررت سبل عيشها بشدة أو دُمرت، وفقًا لبيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.
وقالت ممثلة الفاو في ميانمار، يوكا ماكينو: “يُظهر التحليل الأولي للأمم المتحدة أن أكثر من 9 ملايين شخص تضرروا من هذا الزلزال. فقد المزارعون حقولهم، وشُردت عائلات من منازلهم، وتكافح مجتمعات بأكملها لإعادة بناء منشآتها. وكانت المناطق الأكثر تضررًا تواجه من قبل تحديات ناجمة عن استمرار عدم الاستقرار، وتعطل سلاسل التوريد، ومحدودية العمالة، وصعوبة الحصول على المدخلات الزراعية”.
الأراضي الزراعية في ميانمار تتعرض لأضرار واسعة النطاق
تعرضت الأراضي الزراعية في ميانمار إلى أضرار واسعة النطاق جراء الزلزال الذي تعرضت له الشهر الماضي. وتضررت البنية التحتية للري، ومرافق التخزين، والمعدات والمدخلات الزراعية، ما أدى إلى تعطيل إنتاج الغذاء بشكل كبير. وضربت الانهيارات الأرضية والهزات الأرضية والشقوق بلدات مثل تاونغو، وساغاينغ، وشويبو، وأوكتوين، ونياونغشوي بشكل خاص.
ودُمّرت المحاصيل القائمة – بما في ذلك الأرز والبذور الزيتية والخضراوات – قبيل الحصاد في عدة مواقع.
وفقد المزارعون في نيونغشوي جميع محاصيل الخضراوات، بينما في بلدة تاونغو، ومنطقة دو إن فيليدج تراكت، أُبيدت جميع حقول الأرز. كما أثر الزلزال في الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك، ما تسبب في انهيار الملاجئ وتدمير المواد الخام وبرك الأسماك، ما فاقم أزمة المجتمعات الزراعية المثقلة أصلًا بالصراع واضطرابات السوق.
ولم يفقد العديد من المزارعين المتضررين منازلهم فحسب، بل يواجهون الآن نقصًا حادًا في البذور والأسمدة وغيرها من المدخلات قبل موسم الزراعة الحاسم في يونيو/حزيران 2025.

استجابة منظمة الأغذية والزراعة للطوارئ
في إطار النداء العاجل، تحتاج منظمة الأغذية والزراعة إلى 8.3 مليون دولار للوصول إلى ما يقارب من 71 ألف شخص، أو ما يقارب من 14.4 ألف أسرة، في المناطق الريفية الأكثر تضررًا بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول 2025.
وستجمع استجابة المنظمة بين المساعدة المالية والمدخلات الزراعية، إضافة إلى الدعم لمساعدة المجتمعات الزراعية على استعادة سبل عيشها والاستعداد لمواسم الزراعة القادمة. تشمل أنشطة الاستجابة الرئيسة ما يلي:
ستعمل على توفير المساعدة المالية للأسر المتضررة لتلبية الاحتياجات الغذائية والمعيشية والزراعية العاجلة، مما يُمكّن من التعافي والاستعداد لموسم الرياح الموسمية.
وتوزيع حزم إنتاج الخضراوات على مستفيدين مستهدفين مختارين، مما يُمكّن من الوصول السريع إلى طعام مغذٍّ في غضون 4-6 أسابيع.
وتوفير المدخلات الزراعية الأساسية، مثل البذور (الذرة، والفول السوداني، والسمسم، والبقوليات، والأرز)، والأسمدة للمزارعين لإنتاج موسم الشتاء، بما يضمن استمرار إمدادات الغذاء والدخل.
وتقديم مدخلات مشروطة في إطار برنامج “النقد مقابل العمل” تهدف إلى إصلاح وإعادة تأهيل البنية التحتية الريفية المتضررة، مثل قنوات الري والأسواق والطرق الزراعية والجسور الصغيرة والأراضي الزراعية المتضررة من الانهيارات الأرضية.
وتعطي استجابة (الفاو) الأولوية لاستعادة القدرة الإنتاجية الغذائية الأساسية، وتوفير دعم سريع للدخل، وإعادة بناء البنية التحتية الأساسية لتمكين الأسر الريفية من التعافي وإنتاج الغذاء واستعادة سبل عيشها. وتتماشى خطة الاستجابة مع الجهود الإنسانية الأوسع نطاقًا في إطار نداء الأمم المتحدة العاجل لإغاثة ضحايا زلزال ميانمار، وتعكس التزام المنظمة بضمان عدم تخلف أي مزارع عن الركب في عملية التعافي.

وتستهدف بالتمويل الموضح في هذا النداء العاجل إلى استكمال جهود المنظمة المستمرة والواسعة النطاق لمساعدة 400 ألف شخص في ميانمار في إطار خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية لعام 2025، والتي تتطلب تمويلًا إجماليًا قدره 28.5 مليون دولار.