غذاء ومناخ
تشهد أسعار الأغذية الأميركية قفزة متوقعة مع فرض دونالد ترامب رسومًا جمركية. فعلى الرغم من أن الرئيس تعهد خلال حملته الانتخابية بخفض أسعار البقالة، إلا أن الرسوم الجمركية الجديدة التي أُعلن عنها الأربعاء 2 أبريل/نيسان 2025، ستؤدي إلى عكس ذلك بالنسبة للعديد من السلع الغذائية الأساسية.
ويُعد السوبر ماركت المكان الذي يشعر فيه الأميركيون بأكبر قدر من التأثر بالتضخم، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
وتعكس الصورة العامة أن السلع الغذائية والبقالة الأكثر تضررًا، في حال تطبيق هذه الرسوم الجمركية، كونها المنتجات التي لا تُزرع أو تُحصد -في الغالب- في الولايات المتحدة.
وعلى سبيل المثال: البن، والكاكاو، والفانيليا، والموز، والفواكه والخضراوات من أميركا الجنوبية (التوت الذي تشتريه في الشتاء)، والكثير من الروبيان (الجمبري).
وبالأرقام: سيؤدي تطبيق الرسوم الجمركية المتبادلة والأساسية الجديدة، إضافة إلى الضرائب الأخرى على الواردات التي فرضها البيت الأبيض من قبل، إلى زيادة أسعار المنتجات الطازجة بنسبة 4%، وأسعار الأغذية الأميركية بشكل عام بنسبة 2.8%، وفقًا لنموذج مختبر ميزانية جامعة ييل.
استيراد البن
سترتفع أسعار الأغذية الأميركية بشكل أكبر مع فرض ترمب للرسوم الجمركية. وباستثناء بعض الإنتاج الهامشي في هاواي وبورتوريكو، لا تزرع الولايات المتحدة حبوب البن، بل تستورد 99% من قهوتها، وفقًا للرابطة الوطنية للبن.
ويشرب معظم الأميركيين القهوة، إذ تبلغ نسبة البالغين الذين يتناولون القهوة يوميًا 63% في الولايات المتحدة، و10% فقط من الأميركيين يتناولون البيض يوميًا. وكانت أسعار البيض قد شهدت ارتفاعات قياسية، خاصة بعد بدء ترمب ولايته الثانية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أثار حالة سخط كبيرة بين المستهلكين.
وهناك أيضًا الروبيان، أو الجمبري، فأسعار الروبيان في متاجر البقالة معقولة نسبيًا – ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الرسوم الجمركية على الروبيان المستورد صفر.
ويأتي أكثر من 94% من الروبيان الذي يتناوله الأميركيون من دول أخرى، وفقًا لبيانات لجنة التجارة الدولية التي استشهد بها تحالف الروبيان الجنوبي، وهو مجموعة صناعية أميركية.
ويأتي أكثر من 90% من ذلك من 4 دول فقط: الإكوادور (ستواجه الواردات من هذا البلد رسومًا جمركية بنسبة 10%). الهند (26%)، إندونيسيا (32%)، وفيتنام (46%)..
وقال مدير التجارة في معهد السياسة التقدمية، ومساعد الممثل التجاري الأميركي السابق للسياسة والاقتصاد، إد جريسر: “أعتقد أن الروبيان والمأكولات البحرية ستتضرر بشدة”.
ومع ذلك، فإن صناعة الروبيان الأميركية سعيدة برسوم ترمب الجمركية كونها تخفف من ضغط المنافسة. وقال المدير التنفيذي لتحالف الروبيان الجنوبي، جون ويليامز، في بيان: “نحن ممتنون لإجراءات إدارة ترمب اليوم”. وأضاف: “ستحافظ هذه الإجراءات على الوظائف الأميركية والأمن الغذائي والتزامنا بالإنتاج الأخلاقي”.
وتستورد أميركا معظم حبوب الكاكاو. وقد ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، وتواصل هذا الاتجاه لعدة أسباب منها تغير المناخ.
وانخفضت واردات الولايات المتحدة، حيث يقوم صانعو الحلوى بتقليص حجم ألواح الشوكولاتة وطرح بدائل، وفقًا لتقارير وزارة الزراعة الأمريكية.
وقد يكون بيج ماك خيارًا مطروحًا. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تستورد 12% فقط من لحوم البقر، إلا أنها لحوم مهمة.
لحوم البقر الأسترالية
مثال آخر على ارتفاع أسعار الأغذية الأميركية المتوقع مع فرض ترمب تعريفات جمركية، حيث صرّح مزارعون أستراليون لرويترز بأنهم سينقلون تعريفات لحم البقر البالغة 10% إلى المستهلكين الأميركيين. وذكرت رويترز أن “سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الأميركية تُقدّر لحوم البقر الأسترالية لانخفاض نسبة الدهون فيها، والتي تُمزج مع لحوم البقر الأميركية الأكثر دسمًا لإنتاج برغر بمحتوى دهني مثالي”.
وفي الشهر الماضي، حذّر وزير التجارة الأسترالي من أن برغر ماكدونالدز على المحك. وللتوضيح: كان من الممكن أن يكون الوضع أسوأ بكثير. فلم يُدرج الرئيس المكسيك وكندا في تقييمه الأساسي للتعريفات الجمركية البالغة 10%.
وعلى الرغم من أن هاتين الدولتين تخضعان الآن لتعريفات جمركية بنسبة 25%، إلا أن هناك إعفاءات بموجب اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا تسمح باستيراد السلع المصنوعة أو المزروعة فيهما.
وتُعدّ كندا من أكبر مُصدّري الكاكاو. وتُزوّد المكسيك أميركا بكمية كبيرة من الفواكه والخضراوات الطازجة. بمعنى آخر، سيكون هناك أفوكادو.
وقال ترمب، خلال حملته الانتخابية: “مصطلح قديم نستخدمه هو البقالة”. إنه يعني نوعًا ما كيسًا يحتوي على أشياء مختلفة. لقد حققت أسعار البقالة ارتفاعًا هائلاً. وقد خضت حملتي الانتخابية على هذا الأساس.”، وفق تقرير “أكسيوس“.