غذاء ومناخ
شكلت منظمة “مبادرة سندات المناخ” مجموعة عمل فنية لوضع معايير قوية تمكنها من التوسع لتشمل البروتينات البديلة، لتحفيز الاستثمار وتسريع التحول في الأغذية الزراعية.
وتهدف تلك الخطوة إلى إطلاق العنان لفرص الاستثمار وتسريع انتقال الأغذية الزراعية نحو مصادر بروتينية أكثر استدامة وإبداعًا، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
ومبادرة سندات المناخ، هي منظمة دولية تعمل على حشد رأس المال العالمي لتعزيز العمل المناخي، من خلال تطوير معيار السندات المناخية ونظام الشهادات، والمشاركة السياسية وعمل استخبارات السوق، وفقًا لموقعها الإلكتروني.
ويستهدف توسع معيار سندات المناخ ليشمل قطاع البروتينات البديلة سريع النمو، مما يمثل تقدمًا حاسمًا في معالجة الطلب المتزايد -أيضًا- على حلول الغذاء المستدامة؛استجابة للنمو السكاني العالمي. كما أن هذا التطور يشكل خطوة أساسية في تحويل أنظمة الغذاء لمستقبل أكثر مرونة، وفق تقرير منشور على موقع المنظمة الإلكتروني.
ما هي السندات المناخية؟
سندات المناخ هي أدوات مالية ذات دخل ثابت مرتبطة بحلول تغير المناخ. وتُصدر بهدف جمع التمويل لحلول تغير المناخ، على سبيل المثال مشروعات التخفيف أو التكيف.
وقد تكون مشروعات الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تتنوع بين الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة، أو التكيف مع تغير المناخ مثل بناء دفاعات ضد فيضانات دلتا النيل.
ومثل السندات العادية، يمكن إصدار سندات المناخ من قبل الحكومات أو البنوك المتعددة الجنسيات أو الشركات. وتضمن الجهة المصدرة سداد السند خلال مدة زمنية معينة، إضافة إلى معدل عائد ثابت أو متغير.
ومعظم سندات المناخ هي سندات استخدام العائدات، حيث يعد المصدر المستثمرين بأن جميع الأموال التي تم جمعها ستذهب فقط إلى برامج أو أصول محددة متعلقة بالمناخ، مثل محطات الطاقة المتجددة أو برامج تمويل التخفيف من تغير المناخ.
ويجري إصدار سندات المناخ على مشروع بعينه، حيث تكون الأموال في شركة منفصلة أو مركبة ذات غرض خاص للمشروع.
وقد تكون في صورة أوراق مالية مدعومة بالأصول، حيث يجري تخصيص الأموال لمحفظة من التدفقات النقدية التي يتم تأمينها في سند واحد، مثل محفظة القروض لمشروعات الطاقة المتجددة.
كما أن هناك السندات المغطاة، حيث يتمتع المستثمر بحق مزدوج في اللجوء إلى الميزانية العمومية للجهة المصدرة (عادةً البنك) وكذلك مجموعة من الأصول عالية الجودة (عادةً الرهن العقاري).
تربية المواشي
وتعد تربية المواشي محركًا رئيسًا لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وفقدان التنوع البيولوجي، حيث تسهم بنحو 60% من الانبعاثات من نظام الغذاء، و12-20% من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من بصمتها البيئية الكبيرة، فإن الأطعمة ذات المصدر الحيواني لا توفر سوى 17% من السعرات الحرارية في العالم و38% من بروتينه.
وتشير التوقعات إلى زيادة بنسبة 50% في استهلاك اللحوم العالمي بحلول عام 2050، لذلك لا يكون من قبيل المبالغة القول بإن هناك حاجة ملحة لمعالجة هذه التأثيرات.
وتوفر البروتينات البديلة، التي تشمل خيارات نباتية مثل الفاصوليا والتوفو، بالإضافة إلى حلول مبتكرة مثل اللحوم المزروعة (المصنعة)، مسارًا قابلاً للتطبيق للحد بشكل كبير من البصمة البيئية لأنظمة الغذاء العالمية.
معايير جديدة لسندات المناخ
ستضع مجموعة عمل سندات المناخ معايير أساسية لأفضل ممارسات الإنتاج وإرشادات الشراء لمنتجي البروتيننات البديلة وتجار التجزئة الغذائية وأصحاب المصلحة الآخرين. وستضمن هذه الإرشادات التوافق مع مسار المناخ لخفض الحرارة 1.5 درجة مئوية، مما يمهد الطريق للوصول إلى التمويل الأخضر الموثوق به وتعزيز النمو المستدام داخل القطاع.
ويعد هذا التوسع في معيار سندات المناخ ليشمل البروتينات البديلة خطوة حاسمة نحو مواءمة قطاع الأغذية الزراعية مع أهداف المناخ العالمية، وتوجيه الاستثمارات نحو الممارسات المستدامة، ودعم إضفاء الطابع الأخضر على القطاع المالي، وتعزيز مستقبل مقاوم للمناخ.
وستركز معايير البروتينات البديلة على منطقتين رئيسيتين، أولهما استبدال الأغذية الحيوانية المصدر عبر تعزيز إنتاج واستهلاك البروتينات البديلة ذات التأثير المنخفض في البيئة لتحل محل الأغذية الحيوانية المصدر ذات التأثير العالي، مع التركيز بشكل خاص على لحوم المجترات مثل لحم البقر، والتي لديها أعلى بصمة كربونية وأرضية، بسبب انبعاثات غاز الميثان.
وثانيًا: التخفيف من آثار البروتين البديل، عبر تقليل الانبعاثات المرتبطة بإنتاج البروتين البديل من خلال التركيز على
استعمال الطاقة المتجددة، وتوريد المواد الخام ذات التأثير المنخفض، وإدارة النفايات الفعالة.
وستعطي هذه المعايير الأولوية لتأثير المناخ واستخدام الأراضي مع معالجة المخاوف البيئية الأخرى مثل تلوث المياه. من خلال التوافق مع المعايير الحالية وتطورات السياسة الأخيرة، تهدف المعايير إلى دفع تقدم كبير نحو سلاسل إمداد الغذاء التي تحمي المناخ والتنوع البيولوجي.
يدعم تطوير هذه المعايير مجموعة عمل مكونة من خبراء من مجالات متنوعة. يسهم كل عضو بقدراته الشخصية، مما يوفر رؤى نقدية لضمان قوة المعايير وشمولها.