اللحوم المستزرعة تستقبل مكون جديدصورة تعبر عن استزراع لحوم البقر - من ريد ديت

غذاء ومناخ

تلقت المفوضية الأوروبية وهيئة سلامة الأغذية ثاني طلب لشركة للحصول على موافقة على اللحوم المستزرعة، من “موسا مييت”، وستقدم الدهن المستزرع الذي يُنتج في المختبرإلى أعضاء الاتحاد، حال الموافقة عليها.

وأعلنت شركة موسا مييت الهولندية الناشئة المتخصصة في لحوم البقر المستزرعة، يوم الأربعاء 22 يناير/كانون الثاني 2025، أنها تقدمت بطلبها الأول للحصول على موافقة السوق بموجب لائحة الأغذية الجديدة للاتحاد الأوروبي، وفقًا للعديد من التقارير التي اطلعت عليها منصة “غذاء ومناخ“.

ويأتي هذا بعد طلب مماثل من شركة “غورمي” الفرنسية الناشئة في يوليو/تموز الماضي. وستقّيم الهيئتان –المفوضية وسلامة الغذاء- الملف في عملية؛ من المتوقع أن تستغرق 18 شهرًا.

وإذا نجحت، ستتمكن  الشركة الهولندية من بيع الدهن المستزرع، الذي يُستخدم كمكون في منتجات اللحوم المستزرعة، ما يضيف إليها مذاق المنتجات الطبيعية، في جميع الدول الأعضاء.

وقدمت الشركة ملفًا إلى الاتحاد الأوروبي لمكون دهن البقر المستزرع، والذي يمكن خلطه بمكونات نباتية لاستخدامه في منتجات اللحوم المخلوطة مثل الهامبرغر أو كرات اللحم أو الإمباناداس أو البولونيز.

إضافة المذاق إلى اللحوم المستزرعة

قال الرئيس التنفيذي لشركة  موسا مييت، مارتن بوش: “نتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع السلطات الأوروبية لتلبية جميع متطلبات السلامة. الدهون هي معزز رائع للنكهة، وقد طورنا مكونًا يوفر تجربة الطهي الغنية التي يتوقعها المستهلكون من لحوم البقر التقليدية. لا يأخذ هذا الابتكار برغر موسا الخاص بنا إلى المستوى التالي فحسب، بل يمكنه -أيضًا- إثراء المنتجات النباتية التي لا تزال غير قادرة على مطابقة تجربة الطعم الكاملة للحوم البقر”.

ولذلك اختارت الشركة البدء بالدهون المستزرعة، لأنها تسهم بشكل حيوي في المذاق والرائحة والملمس المألوفين للحوم البقر.

وتأسست موسا مييت في عام 2016، على يد مارك بوست وبيتر فيرسترات، ويقودها مارتن بوش، وهي شركة تكنولوجيا غذائية تهدف إلى تحول إنتاج لحوم البقر.

وقدم المؤسس، أول برغر لحم بقري مستزرع في العالم في عام 2013 عن طريق استزراعه بشكل طبيعي من خلايا البقر.

وكان الاتحاد الأوروبي هو أكثر القوانين التنظيمية صرامة في التعامل مع شركات اللحوم المستزرعة، بسبب إطار عمل معقد وصارم للأغذية الجديدة والذي تصفه شركة موسا مييت بأنه “المعيار الذهبي العالمي لسلامة الغذاء”.

اللحوم المستزرعة – الصورة من ذا سبون

وتشمل عملية الموافقة مفوضية الاتحاد الأوروبي وكذلك الدول الأعضاء فيها، إلى جانب عدد من الخبراء العلميين في هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، والتي تضمن أن يحتفظ الترخيص بموافقة جميع أصحاب المصلحة.

وعلى عكس الجهات التنظيمية في البلدان الأخرى (مثل سنغافورة)، تتطلب العملية التنظيمية في الاتحاد الأوروبي تقديم المكونات المستزرعة بشكل فردي، بدلاً من المنتجات الكاملة. وفي حين اختارت شركة  موسا مييت الدهون المستزرعة كمكون أول للتقديم، تكشف شركة بوش أنها تمتلك -أيضًا- فريقًا متخصصًا يعمل على زراعة أنسجة العضلات.

كيف يُصنع الدهن المستزرع؟

قال بوش: “نبدأ بأخذ عينة صغيرة من الخلايا من بقرة. تحتوي هذه العينة على خلايا يمكن أن تصبح إما عضلات أو دهونًا.. وبالنسبة لمنتج الدهن المستزرع؛  نقوم بعزل الخلايا والتركيز على تغذيتها في وسط غني بالمغذيات وخالٍ من مصل الدم (السائل الأصفر الذي يبقى بعد تجلط الدم، وهو لا يحتوي على خلايا ولن يتجلط مرة ثانية)”.

وأضاف: “تحاكي هذه العملية دورة نموها الطبيعية، ما يسمح لها بالتكاثر بأوامر من حيث الحجم والحصول على جودة لحم البقر. وبمجرد حصادها من المزارع، يمكن دمج المنتج النهائي مع مزيجنا النباتي الداخلي لأي طبق يستخدم لحم البقر المفروم”.

ويرى البعض أن اللحوم المستزرعة يمكن أن تعمل على تحسين النظام الغذائي الأوروبي، من خلال تقليل الاعتماد على الواردات وزيادة السيطرة على موارد الغذاء، وفقًا لـ “سليكون كانالز”.

وأظهر تقييم دورة الحياة، خضع للمراجعة، أن لحوم البقر المستزرعة يمكن أن تخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 93%، وتستخدم 95% مساحة أقل من الأراضي، وتتطلب 78% أقل من كميات المياه التي يحتاجها إنتاج اللحوم التقليدية.

غير أن تكلفتها العالية وحظرها في بعض البلدان من الأسباب الرئيسة لعدم انتشارها.

وعلى سبيل المثال، عندما كشف المؤسس المشارك لشركة موسا مييت، الدكتور مارك بوست، لأول مرة عن برغر اللحوم المستزرعة في عام 2013، بلغت تكلفة قطعتين 330 ألف دولار. ومنذ ذلك الحين، تمكنت الشركة من خفض التكاليف مرارًا وتكرارًا. وفي عام 2020، خفضت سعر وسط النمو بمقدار 80 ضعفًا، وبعد عام، خفضت تكلفة وسط الدهون بمقدار 66 مرة.

وفي مايو/أيار 2023، افتتحت ما تدعي أنه أكبر منشأة للحوم المستزرعة في العالم حاليًا في ماستريخت. ويمثل ذلك مصنعها الرابع، الذي يتوسع إلى 7340 مترًا مربعًا (79007 قدمًا مربعًا)، ولديه مقياس مفاعل حيوي سعة 1000 لتر يمكنه إنتاج “عشرات الآلاف من الهامبرغر المستزرع”.

وفي الاتحاد الأوروبي، حظرت إيطاليا هذه البروتينات، وحاولت دول مثل فرنسا والمجر القيام بالشئ نفسه. وعلى الجانب الآخر من المحيط الهادئ، اقترح صناع السياسات في أكثر من 12 ولاية حظرًا، ونجحت فلوريدا وألاباما في ذلك.

غير أنه مع تزايد الجهود الرامية إلى إضفاء الطابع الأخضر على نظام الغذاء في الاتحاد الأوروبي، ورفض مفوضية الاتحاد الأوروبي للحجج التي تبرر حظر اللحوم المستزرعة، هناك دلائل تشير إلى أن التقدم التنظيمي قد يتسارع في هذه الدول.

ستيك مستزرع – الصورة من ذا غارديان

 فقد وجد استطلاع أُجري عام 2024 على 16 ألف مواطن من 15 دولة في الاتحاد أن الأوروبيين يؤيدون إلى حد كبير اللحوم المسزرعة إذا اجتازت تقييمات السلامة من قبل الجهات التنظيمية للأغذية، وأن الأغلبية على استعداد لتجربتها.

وفي حين انخفض الاستثمار في اللحوم المستزرعة (تراجع بنسبة 75% في عام 2023، تلاه انخفاض آخر في عام 2024)، كانت شركة موسا مييت واحدة من الشركات الشاذة، حيث جمعت 40 مليون يورو (42.4 مليون دولار) في جولة تمويل في أبريل/نيسان الماضي.

وقد وصل إجمالي الاستثمار في الشركة إلى أكثر من 135 مليون دولار، مع داعمين بما في ذلك شركة ميتسوبيشي، والمستثمر الحكومي الهولندي “انفست-إن إل”، وليوناردو دي كابريو، وفقًا لـ “غرين كوين“.