الرسوم الأميركية على الواردات من كندا والمكسيك تصر بالأسعارأعلام أميركا والمكسيك وكندا - الصورة من إن دي تي في

غذاء ومناخ

تؤثر الرسوم الأميركية على الواردات من كندا والمكسيك في أسعار المواد الغذائية في البلاد، إذ أن كندا هي المورد الأول للمنتجات الزراعية للولايات المتحدة، بما في ذلك الحبوب واللحوم. والمكسيك هي ثالث أكبر مورد وتمثل أكثر من 30% من المنتجات البستانية، شاملة الفواكه والخضروات، لذلك، يقول الخبراء أن تلك الرسوم التي من المفترض أنها بدأت اليوم قد تؤثر في المزارعين وأسعار المواد الغذائية في الأسواق المحلية.

وأعلن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، أمس، أنه بدءً من اليوم السبت 1 فبراير/شباط 2025، ستفرض إدارة ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، ورسومًا جمركية بنسبة 10% على السلع من الصين، وفقًا للتقارير التي اطلعت عليها منصة “غذاء ومناخ“.

وقال الرئيس دونالد ترمب، إن الرسوم الأميركية على الواردات من كندا والمكسيك من شأنها أن تفيد اقتصاد البلاد. ومع ذلك، يتوقع العديد من خبراء الاقتصاد أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ويقول الخبراء أيضًا إن الرسوم الجمركية قد تؤثر في المزارعين، حيث تستجيب الدول غالبًا بفرض رسوم جمركية على الصادرات الزراعية الأميركية.

يُذكر أنه خلال فترة مدة ولايته الأولى، دفع الرئيس ترمب للمزارعين عشرات المليارات من الدولارات لتعويض الخسائر التي تكبدوها بسبب الرسوم الجمركية، وفقًا لـ “سيفيل إيتس”.

نتائج الرسوم الأميركية على الواردات من كندا والمكسيك

تعد كندا والمكسيك أول وثالث أكبر موردي المنتجات الزراعية للولايات المتحدة (بمتوسط ​​30.9 مليار دولار و25.5 مليار دولار في 2017-2021 على التوالي).

وزودت المكسيك الولايات المتحدة بنسبة 31% من المنتجات البستانية المستوردة بما في ذلك الفاكهة والخضروات والمشروبات الكحولية.

كما تعد كندا مصدرًا للمنتجات البستانية، وكذلك الحبوب واللحوم. ويعد الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر مصدر للواردات، حيث يمثل 28.0 مليار دولار من الواردات الزراعية الأميركية في 2017-2021، حيث تمثل المنتجات البستانية مثل النبيذ والمشروبات الروحية والزيوت الأساسية أكثر من 60% من القيمة.

المكسيك ثالث مصدر لأميركا من المنتجات البستانية مثل الخضروات والفاكهة – الصورة من يو إسيلو

وبلغ متوسط ​​واردات أميركا الجنوبية (بقيادة البرازيل وتشيلي وكولومبيا) 15.6 مليار دولار من الولايات المتحدة في الفترة من 2017 إلى 2021، وتتكون إلى حد كبير من المنتجات البستانية والسكرية والاستوائية التي تتمتع فيها المنطقة بميزة نسبية أو موسمية، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.

وخلال مدة حكمه الأولى، ارتفعت المدفوعات الحكومية للمزارعين إلى مستويات تاريخية في عهد الرئيس دونالد ترامب حيث غمرت وزارة الزراعة الصناعة بالنقود لوقف الخسائر المالية الناجمة عن معارك التعريفات الجمركية لترامب وجائحة فيروس كورونا.

وارتفعت المساعدات الزراعية المباشرة سنويًا من رئاسة ترمب، من 11.5 مليار دولار في عام 2017 إلى أكثر من 32 مليار دولار في عام 2019 – وهو أعلى مستوى على الإطلاق، ويمثل حوالي ثلثي تكلفة وزارة الإسكان والتنمية الحضرية بأكملها، وأكثر من الميزانية التقديرية لوزارة الزراعة؛ البالغة 24 مليار دولار، وفقًا لتحليل “بوليتيكو”.

في حين يصف ترمب الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك، أو أي دولة أخرى، بأنها رسوم استيراد تدفعها دول أجنبية، فإن هذه الرسوم في الواقع تدفعها الشركات الأميركية مباشرة للحكومة الفيدرالية، وفقا لمؤسسة الضرائب، وهي مؤسسة بحثية تركز على الضرائب. وبدلا من تحمل التكاليف، ترفع الشركات عادة أسعارها على هذه السلع المستوردة لتعويض كل أو بعض النفقات.

وفي حين يصف ترامب التعريفات الجمركية بأنها رسوم استيراد تدفعها الدول الأجنبية، إلا أنها في الواقع تُدفع مباشرة للحكومة الفيدرالية من قبل الشركات الأميركية، وفقًا لمؤسسة الضرائب، وهي مؤسسة بحثية تركز على الضرائب. وبدلاً من تحمل التكاليف، ترفع الشركات عادةً أسعارها على تلك السلع المستوردة لاسترداد كل أو بعض النفقات.

أسعار البيض في الولايات المتحدة وكندا

رغم أسعار السلع التي يرتفع بعضها بصورة متواصلة، وما يمكن أن تؤدي إليه الرسوم الأميركية على الواردات من كندا والمكسيك، أو أي دولة أخرى إلى مزيد من ارتفاع الأسعار، إذ أنه من البديهي أن يفرض الآخرون رسومًا على صادرات أميركا إليها، ما يشعل الحرب التجارية، لكن ترمب يصر على مثل هذه الرسوم.

ومن بين هذه السلع أسعارالبيض في أميركا، التي تواصل المعاناة جراء ضغط التكلفة، بينما تظل مستقرة نسبيًا في كندا.

وكان متوسط ​​تكلفة 12 بيضة كبيرة يبلغ 4.15 دولارًا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل. وهذا يمثل زيادة بنسبة 37% عن العام السابق. وقد تواجه أسعار البيض مزيد من الارتفاع، حيث تتوقع وزارة الزراعة الأميركية صعود التكاليف بنسبة 20% في عام 2025.

ومع تأثير إنفلونزا الطيور أيضًا في مزارع الدواجن في أميركا، وإجبار المزارعين على إعدام ملايين الطيور، فهل يمكن أن تحذو أسعار البيض الكندية حذوها قريبًا؟، وفق تساؤل لـ “غلوبال نيوز“.

وأوضح مدير مختبر تحليلات الأغذية الزراعية وأستاذ في جامعة دالهوزي، سيلفان شارلبوا، أن نظام إدارة الإمدادات في كندا – الذي ينظم إنتاج البيض والواردات والأسعار، ساعد في الحفاظ على أسعار البيض مستقرة نسبيًا.

وقال: “في كندا، كان علينا ذبح نحو 14.5 مليون طائر حتى الآن. ولكن بسبب إدارة الإمدادات، يتحدث المزارعون مع بعضهم البعض. لذا من منظور الأمن البيولوجي، أود أن أقول إننا نمر بهذا الأمر بشكل أكثر كفاءة لأننا نتشارك المعلومات، وبالتالي فإن تفشي الأمراض لا يخرج بالضرورة عن السيطرة .. إنها ميزة ضخمة”.

دونالد ترمب يبدأ حكمه بفرض الرسوم الأميركية على الواردات من كندا والمكسيك – الصورة من إنفستبيديا

وأوضح شارلبوا أن صناعة البيض في الولايات المتحدة تعمل في نظام أكثر توجهاً نحو السوق، ما يؤدي إلى تقلب الأسعار عندما تؤدي أحداث مثل إنفلونزا الطيور إلى تعطيل العرض.

ومع ذلك، حذر من أنه في حين لم تتأثر الأسعار في كندا بعد، فلا وجود لشئ يضمن عدم ارتفاعها هذا العام، خاصة خلال أوقات ذروة الطلب مثل عيد الفصح.