غذاء ومناخ
بدأت دول من رابطة جنوب شرق آسيا المعروفة بـ “الآسيان”، استعمال تقنية التجفيف والترطيب بالتناوب في زراعة الأرز، وهي واحدة من التقنيات المناخية، التي تساعد على التخفيف والتكيف، ما يؤدي إلى خفض الانبعاثات واستهلاك المياه، إضافة إلى أنها تزيد الإنتاجية.
يُعد الأرز غذاءً أساسيًا لأكثر من 3 مليارات شخص، وهو مسؤول عن 11% من انبعاثات غاز الميثان، واستهلاك 40% من مياه الري في العالم. ويستهلك كيلوغرام واحد من الأرز 2000 لتر من الماء.
وبسبب تغير المناخ، تتوقع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) انخفاضًا بنسبة 15% في الغلة بحلول عام 2050، لذلك تروج المنظمة للزراعة الذكية مناخيًا، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
حصة زراعة الأرز من الانبعاثات
أشار تقرير للبنك الدولي، إلى أن زراعة الأرز تسهم -في المتوسط- بنحو 43% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الزراعية الوطنية في جنوب شرق آسيا، مع أعلى الحصص في الدول المصدرة للأرز مثل فيتنام (50%)، وتايلاند (65%).
لذلك من الضروري أن تتحد آليات ومجموعات تقنيات المناخ والتكنولوجيا الرقمية تحت مظلة رابطة دول جنوب شرق آسيا؛ لتحديد الإجراءات ذات الأولوية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الزراعة.
ويمكن لتكنولوجيا المناخ المسماة “التجفيف والترطيب بالتناوب”، حيث تُجفف حقول الأرز بشكل دوري إلى حد معين، ثم يُعاد غمرها بالمياه، أن تقلل من انبعاثات الميثان بنسبة تصل إلى 50%.
وتستخدم تقنية قياس المياه الجوفية أنابيب مجوفة مدمجة في حقول الأرز لمراقبة مستويات المياه عندما يتم تصريفها إلى عمق يتجنب إتلاف نباتات الأرز.
وفي الوقت الحالي، يقوم المزارعون بمراقبة يدوية لعمق المياه؛ وقد أظهرت الأبحاث في فيتنام واليابان جدوى أجهزة الاستشعار الرقمية منخفضة التكلفة لمراقبة مستويات المياه على نطاق واسع.
وتحسين سهولة المراقبة؛ من شأنه أن يحفز المجتمعات الزراعية على توسيع نطاق استخدام تقنية قياس المياه الجوفية.
كما أن استخدام أجهزة الاستشعار الرقمية بدلاً من الأساليب اليدوية من شأنه أن يمكن الحكومات والقطاع الخاص من تقدير إجمالي انخفاض غاز الميثان من منطقة ما.
ويمكن أن يسهم هذا بعد ذلك في نظام القياس والإبلاغ والتحقق(إم آر في) لائتمانات الكربون. وتقوم الحكومات، بما في ذلك فيتنام، بتجربة هذا النهج، وتقوم الشركات بتقدير ائتمانات الكربون لمساهماتها المحددة وطنياً. والجدير بالذكر أن فيتنام هي أول دولة في آسيا تستخدم تقنية قياس المياه الجوفية للمساعدة في تلبية هدف مساهماتها المحددة وطنياً.

ومن الممكن تعزيز استخدام التكنولوجيا المناخية للتخفيف من آثار تغير المناخ باستخدام التكنولوجيا الرقمية لتحسين كفاءة استخدام الأسمدة وتوفير بدائل للحرق، على سبيل المثال، في الحد من انبعاثات أكسيد النيتروز من المراعي، والحد من ثاني أكسيد الكربون من حرق نفايات المحاصيل.
يُذكر أن مناطق عديدة في العالم والتي لديها نشاط زراعة الأرز، اعتادت على حرق قش الأرز أو كميات كبيرة منه.
ميغروس تدعم تايلند
تدعم بعض الشركات مثل ميغروس الآن زراعة الأرز الصديق للمناخ في تايلاند من خلال تقنية الترطيب والتجفيف بالتناوب.
وتستخدم طريقة زراعة الأرز الذكية مناخيًا كمية أقل من المياه، إضافة إلى إصدار كمية أقل من غاز الميثان الضار بالمناخ، وفي الوقت نفسه، تعمل غلات المحاصيل الأعلى على تحسين قدرة المزارعين على الصمود.
ففي مقاطعة ساكون ناخون بشرق تايلاند، تدعم ميغروس هذه التقنية المبتكرة الصديقة للمناخ.
ومن خلال هذا المشروع، نستخدم الآن طريقة أكثر ملاءمة للمناخ لزراعة الأرز التقليدية. يمكن أن يعمل هذا على؛ إضافة إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وتقليل استهلاك المياه، فهو يقلص استعمال المبيدات الزراعية.
وقال رئيس قسم الاستدامة وإدارة الجودة في ميغروس، توماس باروبيك: “سندرب أكثر من 1000 أسرة مزارعة على طريقة الزراعة الجديدة هذه. وسيتم استخدام حقول العرض لتوضيح فعالية وكفاءة طريقة الزراعة الجديدة اقتصاديًا. كما سيوفر المشروع للأسر الزراعية المشاركة المعدات اللازمة لتسهيل وحماية تنفيذ الطريقة. ومع ذلك، فإن المشاركة في المشروع تعد خطوة شجاعة للمزارعين، خاصة عندما تعتمد سبل عيش الأسرة على الحصاد. ومع ذلك، فإن التزامهم لا يؤتي ثماره للبيئة فحسب، بل يجلب أيضًا فوائد أخرى”.

وأوضح أنه ستزيد طريقة الزراعة الجديدة من إجمالي غلة المحاصيل في الأمد المتوسط، وتقلل من عدد البذور أو التقاوي المطلوبة، وبالتالي تزيد من صافي دخل الأسر الزراعية في الأمد البعيد.
وعلاوة على ذلك، تؤدي هذه الطريقة إلى خفض استخدام المياه بنسبة 50%. ويمكن تقليل استخدام المبيدات الحشرية، وهي ليست مكلفة فحسب، بل إنها ضارة بالبيئة أيضًا. وهذا يفيد حماية الكائنات الحية الصغيرة. وأضاف أن المزيد من التنوع البيولوجي يعني موائل أكثر صحة واستقرارًا للناس والحيوانات، وفقًا لموقع “ماي كليمت“.